إن من أعظم النعم التي يسديها الله عزوجل ويمن بها على عبده هي نعمة الاستقامة على دينه والسير على نهجه، فهذه النعمة من الله لا تساويها نعمة، ذلك أن نعمة الهداية غاية كل مسلم يريد سلوك الصراط المستقيم بهمة عالية وعزيمة صادقة،فالنفس الإنسانية بطبيعتها تميل إلى الخير والاستقامة والصلاح ولكن قد يحصل انحراف فيها بسبب النفس الأمارة بالسوء ووسوسة الشيطان وأعوان الشيطان من الشر مما يجعلها تنزلق بصاحبها وتسير به في طريق معوج، لذا فإننا بحاجة كبيرة إلى اليقظة الدائمة خوفاً من الوقوع في الإثم، وهذا لا يكون إلا بالاستقامة على دين الله فهي التي تقوم أنفسنا وتحميها من تلك الضلالات والمتاهات قال تعالى: (فاستقم كما أمرت) (هود: 112) وقال: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم) (فصلت 30-32) وقال: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون) (الأحقاف 13-14).
وعلى هذا الأساس لا بد أن نعرف ما هي الاستقامة وما أهميتها في حياة المسلم ، وما الغاية منها وما أسبابها ووسائلها وما ثمراتها؟
هي كلمة جامعة كما جاء في حديث سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله قل في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا غيرك قال: "قل آمنت بالله ثم استقم" (رواه مسلم). إذن الاستقامة هي القيام بين يدي الله تبارك وتعالى على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والنيات( ).
وقيل أيضاً: الاستقامة: هي سلوك الصراط المستقيم من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة ومن غير زيادة فيه ولا نقصان. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الاستقامة: "أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب" وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه:" استقاموا: أدوا الفرائض". وقال الحسن رحمه الله تعالى:" أي استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته" وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاستقامة: "أي استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة" وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "الاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والنيات فالاستقامة لها وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله" ( ). وقال في الوابل الصيب: "الأمر الذي يستقيم به القلب تعظيم الأمر والنهي وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه قال سبحانه وتعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا) (نوح 14)".( ).
وقال الإمام النووي:" قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى وهي من جوامع الكلم وهي نظام الأمور"( ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" (رواه مسلم) قال الإمام النووي:" والمقاربة: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير و(السداد) الاستقامة والإصابة".
أسباب الاستقامة:
إن الاستقامة كغيرها من أسباب الثبات على الدين التي يسعى المسلم يسعى في تحصيلها والبحث عن السبل التي توصله إليها، ومن أهم أسبابها:
1-إرادة الله تعالى للعبد الهداية وشرح صدره للإسلام وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح: قال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} (الأنعام:152) وقال سبحانه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} (الزمر:22).
2- الاستغفار والتوبة: فالاستقامة لا يمكن أن تجتمع هي والمعاصي قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (الأعراف:201) وقال سبحانه آمراً عباده المؤمنين بالتوبة: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (النور:31) وقال: {فاستقيموا إليه واستغفروه}( فصلت:6).
3- الذكر والدعاء: وهما من أقوى الأسباب في الثبات على الاستقامة وتحصيلها قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} (الأحزاب:41) وقال: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28) وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186) وفي صحيح البخاري عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
4- محاسبة النفس: قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (الحشر:18) وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" (رواه الترمذي وحسنه) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا".
5- التسليم للقضاء والقدر:
وذلك بعد بذل الجهد في تعاطي ما أمر به من الأسباب قال تعالى: {يا أيها الذين لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير} )آل عمران:156( وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" )رواه مسلم(.
6- إقامة أركان الدين ركناً ركناً: دون تفريط في أي منها والثبات عليها والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولابد للآمر أن يطبقها على نفسه قبل المأمور وأن يحاسب نفسه وألا ينسى أنه قدوة بفعله قبل قوله ورحم الله الإمام الشافعي حيث قال( ):
يا واعظ الناس عما أنت فاعله يا من يعد عليه العمر بالنفس
كحامل لثياب الناس يغسلها وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقها إن السفينة لا تجري على اليبس
أن يتبع المسلم السيئة إذا ارتكبها بالحسنة يمحها وهذه من نعمة الله عزوجل على عبده المسلم قال سبحانه: {والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار} (الرعد:22) وقال: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون} (القصص: 54) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة بالحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" (رواه الترمذي).
وسائل الثبات على الاستقامة:
قال الله سبحانه وتعالى: {وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فترق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} (الأنعام:153).
لو تأملنا هذه الآية الكريمة لوجدنا أن الله سبحانه يأمرنا بأن نتبع طريق الإسلام المستقيم الذي لا اعوجاج فيه إيماناً وعملاً وأن لا نزيغ عنه باتباع السبل التي تفرقنا عنه وهي سبل الضلالة والانحراف فالمسلم إذا سعى في تحصيل الاستقامة والهداية ووفقه الله عزوجل لها يتحتم عليه أن يسلك الوسائل التي تعينه في الثبات عليها ومن أهم هذه الوسائل( ):
1-الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} (البينة:5) وقال سبحانه: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له} (الأنعام: 162-163) وقال: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} (آل عمران: 132) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (رواه مسلم).
2-المحافظة على الصلوات مع الجماعة:
وهي سبب مهم وعامل رئيسي للثبات على الاستقامة قال تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسبنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} (هود:114) وقال: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (العنكبوت:45) وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله رواه مسلم وقال أيضا: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر" (رواه مسلم).
3-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران:104) وقال سبحانه: {والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} (الحج:41) وانظر إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمنا في كيفية إنكار المنكر حيث قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم) فمن اتصف بهذه الصفة صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فحري أن يستقيم على الطريق القويم.
4-العلم فمن أخذ بالعلم أخذ بحظ وافر:
والمقصود به علم الكتاب والسنة وما ينفع الأمة الإسلامية، قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر:9) وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة:11) وقال عليه الصلاة والسلام: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (متفق عليه) وقال: " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" (رواه أبو داود والترمذي).
5-الخوف من الله تعالى:
إن من خاف الله عزوجل لم يقدم على معصية ولم يفكر في ارتكاب المنهيات والمحرمات، قال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} (الرحمن:46) وقال: {إن بطش ربك لشديد} (البروج:12) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله" (متفق عليه).
6-اختيار الصحبة الصالحة:
إن من أهم وسائل الثبات على الاستقامة اتخاذ جلساء صالحين في أنفسهم ومصلحين لغيرهم، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} (الزخرف:67 ) وقال سبحانه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً} (الفرقان: 27-29 ) وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة" (متفق عليه).
7ـ حفظ اللسان والبصر عن المحرمات:
قال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} )ق:18( وقال سبحانه: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً} )الإسراء:36( وقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} (النور:30-31) وقال عليه الصلاة والسلام: "من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" (متفق عليه) وقال: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" (متفق عليه).
8-معرفة خطوات الشيطان للحذر منها:
إن الشيطان له خطوات ومسالك حينما يريد إغواء بني آدم كما أخبر الله عزوجل بذلك، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} (النور: 21).
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى سبع خطوات للشيطان مع ابن آدم هي:
1-الكفر بالله وبدينه.
2-ثم البدع في الدين (القولية والفعلية).
3-ثم ارتكاب الكبائر والتمادي فيها.
4-ثم ارتكاب الصغائر والتهاون فيها.
5-ثم التبسط في المباحات والانشغال بها عن الطاعات.
6-ثم تقديم الأعمال المرجوحة المفضولة على الراجحة الفاضلة.
7-ثم تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان وهذه ما نجا منها أحد حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثمرات الاستقامة
يقول الله تبارك وتعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم} (فصلت: 30-32) وقال سبحانه: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون} (الأحقاف: 13-14) وقال تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} (هود:112) وقال سبحانه: {فاستقيموا إليه واستغفروه} (فصلت:6) فنستنبط من هذه الآيات بعضاً من ثمرات الاستقامة:
أ. دوام الصلة بالله تعالى وطمأنينة القلب وراحة البال.
ب. ثناء الله عزوجل على المستقيمين: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} أي استسلموا لأمره وعملوا بطاعته وأخلصوا له القول والعمل.
ج. تنزل الملائكة عليهم عند الموت، وقيل عند خروجهم من قبورهم يبشرونهم قائلين: {ألا تخافوا ولا تحزنوا} على ما قدمتم عليه من أمور الآخرة و ما تركتم من أمور الدنيا من مال وولد وأهل.
د. بشارة الملائكة لهم بالجنة التي وعدهم الله بها {وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
ه. ولاية الملائكة لهم في الحياة الدنيا يسددونهم ويحفظونهم من الوقوع في المعاصي وفي الآخرة يستقبلونهم من قبورهم حتى يدخلوا جنة ربهم: {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
و. أن لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم وتطلبه ألسنتهم: {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون}.
ز. أن الله عزوجل جعل لهم دار السلام وجعل ولايتهم له سبحانه جزاء بما كانوا يعملون: {وهذا صراط ربك مستقيماً قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون} (الأنعام: 126-127).
ح. حب الناس واحترامهم وتقديرهم للمسلم المستقيم سواء كان صغيراً أو كبيراً على ما يظهر عليه من حرص على الطاعة والخلق الفاضل.
ط. إن من أهم ثمرات الاستقامة أنها تعصم صاحبها بعد الله عزوجل من الوقوع في المعاصي، وسفاسف الأمور، ومخالطة السفلة من الناس والتكاسل في الطاعة والعبادة( ).
فأسأل الله تعالى أن يرزقنا الاستقامة والثبات على دينه.
المراجع:
1. الاستقامة، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم.
2. الاستقامة تعريفها وأسبابها، وسائل الثبات عليها، خالد بن إبراهيم الضالع.
3. الاستقامة، الشيخ عبد الله الجار الله.
4. جامع العلوم والحكم لابن رجب.
5. رياض الصالحين للنووي.
6. الأذكار للنووي.
7. مدارج السالكين لابن القيم.
منقول للأمانة
وعلى هذا الأساس لا بد أن نعرف ما هي الاستقامة وما أهميتها في حياة المسلم ، وما الغاية منها وما أسبابها ووسائلها وما ثمراتها؟
هي كلمة جامعة كما جاء في حديث سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله قل في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا غيرك قال: "قل آمنت بالله ثم استقم" (رواه مسلم). إذن الاستقامة هي القيام بين يدي الله تبارك وتعالى على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والنيات( ).
وقيل أيضاً: الاستقامة: هي سلوك الصراط المستقيم من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة ومن غير زيادة فيه ولا نقصان. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الاستقامة: "أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب" وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه:" استقاموا: أدوا الفرائض". وقال الحسن رحمه الله تعالى:" أي استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته" وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاستقامة: "أي استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة" وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "الاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والنيات فالاستقامة لها وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله" ( ). وقال في الوابل الصيب: "الأمر الذي يستقيم به القلب تعظيم الأمر والنهي وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه قال سبحانه وتعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا) (نوح 14)".( ).
وقال الإمام النووي:" قال العلماء: معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى وهي من جوامع الكلم وهي نظام الأمور"( ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" (رواه مسلم) قال الإمام النووي:" والمقاربة: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير و(السداد) الاستقامة والإصابة".
أسباب الاستقامة:
إن الاستقامة كغيرها من أسباب الثبات على الدين التي يسعى المسلم يسعى في تحصيلها والبحث عن السبل التي توصله إليها، ومن أهم أسبابها:
1-إرادة الله تعالى للعبد الهداية وشرح صدره للإسلام وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح: قال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} (الأنعام:152) وقال سبحانه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} (الزمر:22).
2- الاستغفار والتوبة: فالاستقامة لا يمكن أن تجتمع هي والمعاصي قال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (الأعراف:201) وقال سبحانه آمراً عباده المؤمنين بالتوبة: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (النور:31) وقال: {فاستقيموا إليه واستغفروه}( فصلت:6).
3- الذكر والدعاء: وهما من أقوى الأسباب في الثبات على الاستقامة وتحصيلها قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} (الأحزاب:41) وقال: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28) وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} (البقرة:186) وفي صحيح البخاري عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
4- محاسبة النفس: قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} (الحشر:18) وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" (رواه الترمذي وحسنه) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا".
5- التسليم للقضاء والقدر:
وذلك بعد بذل الجهد في تعاطي ما أمر به من الأسباب قال تعالى: {يا أيها الذين لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير} )آل عمران:156( وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" )رواه مسلم(.
6- إقامة أركان الدين ركناً ركناً: دون تفريط في أي منها والثبات عليها والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولابد للآمر أن يطبقها على نفسه قبل المأمور وأن يحاسب نفسه وألا ينسى أنه قدوة بفعله قبل قوله ورحم الله الإمام الشافعي حيث قال( ):
يا واعظ الناس عما أنت فاعله يا من يعد عليه العمر بالنفس
كحامل لثياب الناس يغسلها وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقها إن السفينة لا تجري على اليبس
أن يتبع المسلم السيئة إذا ارتكبها بالحسنة يمحها وهذه من نعمة الله عزوجل على عبده المسلم قال سبحانه: {والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار} (الرعد:22) وقال: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون} (القصص: 54) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة بالحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" (رواه الترمذي).
وسائل الثبات على الاستقامة:
قال الله سبحانه وتعالى: {وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فترق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} (الأنعام:153).
لو تأملنا هذه الآية الكريمة لوجدنا أن الله سبحانه يأمرنا بأن نتبع طريق الإسلام المستقيم الذي لا اعوجاج فيه إيماناً وعملاً وأن لا نزيغ عنه باتباع السبل التي تفرقنا عنه وهي سبل الضلالة والانحراف فالمسلم إذا سعى في تحصيل الاستقامة والهداية ووفقه الله عزوجل لها يتحتم عليه أن يسلك الوسائل التي تعينه في الثبات عليها ومن أهم هذه الوسائل( ):
1-الإخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} (البينة:5) وقال سبحانه: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له} (الأنعام: 162-163) وقال: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} (آل عمران: 132) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (رواه مسلم).
2-المحافظة على الصلوات مع الجماعة:
وهي سبب مهم وعامل رئيسي للثبات على الاستقامة قال تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسبنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} (هود:114) وقال: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (العنكبوت:45) وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله رواه مسلم وقال أيضا: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر" (رواه مسلم).
3-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران:104) وقال سبحانه: {والذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} (الحج:41) وانظر إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليمنا في كيفية إنكار المنكر حيث قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" (رواه مسلم) فمن اتصف بهذه الصفة صفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فحري أن يستقيم على الطريق القويم.
4-العلم فمن أخذ بالعلم أخذ بحظ وافر:
والمقصود به علم الكتاب والسنة وما ينفع الأمة الإسلامية، قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (الزمر:9) وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة:11) وقال عليه الصلاة والسلام: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (متفق عليه) وقال: " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" (رواه أبو داود والترمذي).
5-الخوف من الله تعالى:
إن من خاف الله عزوجل لم يقدم على معصية ولم يفكر في ارتكاب المنهيات والمحرمات، قال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} (الرحمن:46) وقال: {إن بطش ربك لشديد} (البروج:12) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله" (متفق عليه).
6-اختيار الصحبة الصالحة:
إن من أهم وسائل الثبات على الاستقامة اتخاذ جلساء صالحين في أنفسهم ومصلحين لغيرهم، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} (الزخرف:67 ) وقال سبحانه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً} (الفرقان: 27-29 ) وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة" (متفق عليه).
7ـ حفظ اللسان والبصر عن المحرمات:
قال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} )ق:18( وقال سبحانه: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً} )الإسراء:36( وقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} (النور:30-31) وقال عليه الصلاة والسلام: "من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" (متفق عليه) وقال: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" (متفق عليه).
8-معرفة خطوات الشيطان للحذر منها:
إن الشيطان له خطوات ومسالك حينما يريد إغواء بني آدم كما أخبر الله عزوجل بذلك، فقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} (النور: 21).
وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى سبع خطوات للشيطان مع ابن آدم هي:
1-الكفر بالله وبدينه.
2-ثم البدع في الدين (القولية والفعلية).
3-ثم ارتكاب الكبائر والتمادي فيها.
4-ثم ارتكاب الصغائر والتهاون فيها.
5-ثم التبسط في المباحات والانشغال بها عن الطاعات.
6-ثم تقديم الأعمال المرجوحة المفضولة على الراجحة الفاضلة.
7-ثم تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان وهذه ما نجا منها أحد حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثمرات الاستقامة
يقول الله تبارك وتعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم} (فصلت: 30-32) وقال سبحانه: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون} (الأحقاف: 13-14) وقال تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} (هود:112) وقال سبحانه: {فاستقيموا إليه واستغفروه} (فصلت:6) فنستنبط من هذه الآيات بعضاً من ثمرات الاستقامة:
أ. دوام الصلة بالله تعالى وطمأنينة القلب وراحة البال.
ب. ثناء الله عزوجل على المستقيمين: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} أي استسلموا لأمره وعملوا بطاعته وأخلصوا له القول والعمل.
ج. تنزل الملائكة عليهم عند الموت، وقيل عند خروجهم من قبورهم يبشرونهم قائلين: {ألا تخافوا ولا تحزنوا} على ما قدمتم عليه من أمور الآخرة و ما تركتم من أمور الدنيا من مال وولد وأهل.
د. بشارة الملائكة لهم بالجنة التي وعدهم الله بها {وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.
ه. ولاية الملائكة لهم في الحياة الدنيا يسددونهم ويحفظونهم من الوقوع في المعاصي وفي الآخرة يستقبلونهم من قبورهم حتى يدخلوا جنة ربهم: {نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.
و. أن لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم وتطلبه ألسنتهم: {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون}.
ز. أن الله عزوجل جعل لهم دار السلام وجعل ولايتهم له سبحانه جزاء بما كانوا يعملون: {وهذا صراط ربك مستقيماً قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون} (الأنعام: 126-127).
ح. حب الناس واحترامهم وتقديرهم للمسلم المستقيم سواء كان صغيراً أو كبيراً على ما يظهر عليه من حرص على الطاعة والخلق الفاضل.
ط. إن من أهم ثمرات الاستقامة أنها تعصم صاحبها بعد الله عزوجل من الوقوع في المعاصي، وسفاسف الأمور، ومخالطة السفلة من الناس والتكاسل في الطاعة والعبادة( ).
فأسأل الله تعالى أن يرزقنا الاستقامة والثبات على دينه.
المراجع:
1. الاستقامة، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم.
2. الاستقامة تعريفها وأسبابها، وسائل الثبات عليها، خالد بن إبراهيم الضالع.
3. الاستقامة، الشيخ عبد الله الجار الله.
4. جامع العلوم والحكم لابن رجب.
5. رياض الصالحين للنووي.
6. الأذكار للنووي.
7. مدارج السالكين لابن القيم.
منقول للأمانة