1- هل الإسلام قيّد المرأة، أم حررها؟
من الطبيعي أن نقول أن الإسلام لم يقيد المرأة ولم يظلمها
لكنه ضبط العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الجاهلي فما كان فيه إهانة وضيم على المرأة أزاله كما في مسائل المواريث والطلاق أو حقوقها المعنوية عندالولي سواء كان زوجاً أو أباً أو أي من يمت لها من عصبتها حتى إننا لا نكاد نجد امرأة مسلمة لا ولي مسئول عنها فإن فقدت أوليائها فيتولى ولي أمر المسلمين ولايتها من الولاة أو القضاة فتكفى مسئولية زواجها أو نفقتها ونفقة من تعول.
وماكان من العادات والتقاليد موافق للفطرة والدين أثبته بل زاده تشريفاً وتكريماً
فنستطيع أن نقول أن الإسلام حرر المرأة والرجل من كل مادنس الفطرة والعقيدة من شوائب الشرك والتبعية والعادات والتقاليد البالية إلى سعة الحرية والإسلام لله وحده.
2-وبناء عليه: هل يصح أن نكون ضد تحرير المرأة؟
علينا أن نعرف أولاً لماذا نُودي بتحرير المرأة في الغرب؟
معلوم أن المجتمع الغربي كان مجتمع مغلق ومكبوت ويعاني من ضغوط الكنيسة التي أدت إلى انفجار وتمرد عظيم على رجال الدين في القرن الثامن عشر ومن ثم انطلقت دعوات التحرر والكثير من المذاهب المنحلة
(وقد تبلورت فكرة (تحرير المرأة) بالذات في عصر الثروة الفرنسية وعصر النهضة الأوربية، بعد نجاح الماسونية اليهودية في قضاء على سلطان الكنيسة التي كان الأوربي يستمد منها قيمة العليا ومثله الأخلاقية في الحياة الأسرية و العلاقات الاجتماعية.
إذاً الفكر الغربي قد وقع أسير الافساد اليهودي منذ تأسيس المسيحية التاريخية على يد مؤسسها الأول (شاؤول) اليهودي أو (بولس الرسول)، حيث أفسد العقيدة وحوّلها إلى وثنية محضة، ثم انتقل إلى تدمير الاجتماع وإفساد الأخلاق
ومنذ ذلك الحين فقد أخرج " اليهود " للعالم النصراني ألواناً من الأفكار والمذاهب الهدامة , أفضت إلى سيطرة اليهود واستغلالهم للشعوب النصرانية , وتسخيرها لتحقيق الأهداف اليهودية .
وبعد أن تم لليهود تدمير الأسرة الغربية, وظهرت نتائج ذلك واضحة في لغة الإحصائيات والأرقام اتجهت الصهيونية والصليبية معاً لتدمير ( الأسرة الإسلامية )
للمزيد :
معارك التحرير في البلاد الاسلامية
الشبكة النسائية العالمية
وإذا كانت المرأة الغربية قد عانت من ضغوط اجتماعية وهضم فاحش لحقوقها فربما قد يكون لها العذر في التمرد إلى حد ما على مجتمعها وأن تتحرر من قيوده الظالمة وتبحث عن الحرية وأن تقع فريسة سهلة لمطامع اليهود في استغلالها لتنفيذ خططهم الدنيئة .
أقول قد يكون لها العذر أن تنادي بمايسمى بتحرير المرأة لكننا لانستطيع أن نتقبله في مجتمعاتنا الإسلامية إلا بصورة واحدة فقط ألا وهي رفع المظالم المتوارثة والتي أحدثها الناس سواء كانوا رجالاً أم نساء.
3- هل يوجد في بلادنا ظلم للمرأة؟
لولا وجود الظلم لم تترعرع هذه الدعوات المشبوهة ولم تظهر نساء من أسر حري بها أن تكون من الشامخات والمعتزات بحجابهن ودينهن.
ألا ينتشر بيننا أكل حقوق المرأة في المواريث وفي أموالها الخاصة ؟
ألايوجد لدينا رجال يحتقرون المرأة ويعاملونها معاملة دونياً بحجة أنه الرجل وهي المرأة؟
ألا يوجد لدينا مماطلة وتضييع لحقوقها إذا ماطالبت بها؟
ألا يوجد لدينا عضل ؟وبغي ؟
وحرمان؟
أليست هذه المظالم تربة خصبة لتمرد المرأة خاصة مع وجودوسائل دعم مسموعة ومرئية تتقرب وتتزلف للمرأة ليل نهار؟
بل وتدعمها على كل صعيد وتغذي مطامحها في الانتقام والتشفي؟
ذكرت لي أخوات مقربات أنه كان لهن معلمة فاضلة تعلمهن الدين والقرآن أسفرت عن وجهها منذ سنوات وظهرت في وسائل الإعلام تنادي بحقوق المرأة والتمرد على العادات والقيم
وقد بحثت عن اسمها في الشبكة ورأيت ابنة الكرام وقد سكبت على وجهها المساحيق وتبرجت والعجيب أنها هذا السفور كان في سن تجاوزت فيه زهرة الشباب ونضرته .
وقد سمعتها في أحد قنوات التلفزيون تنادي بنفس الكلمات التي نادت بها المصريات الأوائل اللاتي تمردن وخلعن الحجاب قبل عشرات السنين تحذو حذوهن ولاتحيد عنهن قدر أنملة
هذه المرأة قد تعرضت لظلم من طليقها السابق وكانت تفضفض للطالبات عن مشكلتها وتبحث عن مساعدة ....
وأيضاً ذكر لي أنها كانت تراسل الصحف ككاتبة
وكثير غيرها قد يملأن الدنيا ضجيجاً لأجل المطالبة بحقوق المرأة والمساوة مع الرجل بل ينادين بتسنين قوانين تحطم الرجل وتجعله دوماً تحت سيطرة المرأة وجبروتها
والسبب ؟
تريد أن تثأر من رجل عانت الأمرين من سطوته.
وهل ينبغي أن نطالب برفع الظلم عنها أو تحريرها؟
نعم ينبغي أن نطالب :
1- برفع الظلم وتصحيح الوضع لبعض النساء
بل ابتكار طرق جديدة موافقة للشرع ترفع من مستوى المرأة وينقذها من التبعية والتقليد وترقى من حصر تفكيرها في اللباس والزينة ( وإن كانت مطلوبة بحدود) إلى الإبداع في خدمة الدين والدعوة إلى الله .
2- كما علينا أن نحرر النساء المناديات بالحرية المزعومة من معتقداتهن وأن نفرق بين الغافلات الجاهلات وبين المفتريات المتمردات على الدين والشرع.
س4- هل ما يجري في بلادنا من تقييدللمرأة له علاقة بالإسلام؟ مثلا: هل ورد في الشرع الحنيف تحريم قيادة المرأةللسيارة؟
حكم قيادة المرأة للسيارات
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السؤال :أرجو توضيح حكم قيادة المرأه للسيارة ، وما رأيكم بالقول إن قيادة المرأه للسيارة أخف ضرراً من ركوبها مع السائق الأجنبي ؟
الجواب : الجواب على هذا السؤال ينبني على قاعدتين مشهورتين بين علماء المسلمين :
القاعدة الأولى : أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم .
والقاعدة الثانية : أن درء المفسدة إذا كانت مكافئة لمصلحة من المصالح أو أعظم مقدم على جلب المصالح .
فدليل القاعدة الأولى قوله تعالى : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) [ سورة الأنعام ، من الآية 108]
فنهى الله تعالى عن سب آلهة المشركين مع أنه مصلحة لأنه يفضي إلى سب الله تعالى .
ودليل القاعدة الثانية قوله تعالى : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) [ سورة البقرة ، من الآية : 219] .
وقد حرم الله تعالى الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءاً للمفسدة الحاصلة بتناولهما . وبناء على هاتين القاعدتين يتبين حكم قيادة المرأه للسيارة ، فإن قيادة المرأه للسيارة تتضمن مفاسد كبيرة فمن مفاسد هذا : نزع الحجاب ، لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ، ومحط أنظار الرجال ، ولا تعتبر المرأه جميلة وقبيحة عند الإطلاق إلا بوجهها ، أي أنه إذا قيل : جميلة أو قبيحة لم ينصرف الذهن إلا إلى الوجه ، وإذا قصد غيره فلا بد من التقييد ، فيقال : جميلة اليدين ، جميلة الشعر ، جميلة القدمين . وبهذا عرف أن الوجه مدار قصد .
وربما يقول قائل : إنه يمكن أن تقود المرأه السيارة بدون هذا الحجاب بأن تتلثم المرأه وتلبس في عينيها نظارتين سوداوين . والجواب عن ذلك أن يقال : هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارات ، واسأل من شاهدهن في البلاد الأخرى ، وعلى الفرض أنه يمكن تطبيقه في بداية الأمر فلن يدوم طويلاً ، بل سيتحول في المدى القريب إلى ما كانت عليه النساء في البلاد الأخرى كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة بعض الشيء ثم متدهورة منحدرة إلى محاذير مرفوضة .
ومن مفاسد قيادة المرأه للسيارة : نزع الحياء منها ، والحياء من الإيمان كما صح ذلك علن النبي صلى الله عليه وسلم . والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأه وتحتمي به من التعرض إلى الفتنة ، ولهذا كان مضرب المثل فيه ، ويقال : أحيا من العذراء في خدرها . وإذا نزع الحياء من المرأه فلا تسأل عنها . ومن مفاسدها : أنها سبب لكثرة خروج المرأه من البيت والبيت خير لها كما قال ذلك أعلم الخلق بمصالح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن عشاق القيادة يرون فيها متعة ، ولذلك تجدهم يتجولون في سياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة .
تابع الفتوى :
حكم قيادة المرأة للسيارات
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
( صيدافوائد)
وتوجد الكثير من فتاوى علمائنا بهذا الخصوص
نحن نعرف أن الذين ينادون بقيادة المرأة للسيارة ليس هذا هو هدفهم الحقيقي وإلا فالمرأة تسوق السيارة منذ سنين طويلة في القرى النائية وفي الأماكن البعيدة عن الرجال وماتضجر من فعلها رجالها لماذا؟
لأنها لم تترتب عليها مفسدة يُخشى عليها منها ومعلوم ان أي رجل يشعر بأي خوف على نسائه من السواقة يستقدم عامل كالرعاة والمزارعون ولا تتضجر المرأة من استقدامه بل تتمنى اليوم الذي ترتاح فيه من نصب العيش في البادية والقرى حتى أن بعضهن ترضى بزوج معدد في المدن وترفض الشاب العازب في البادية والقرى.
أما النساء اللاتي يطالبن بالسواقة فهن إما:
1- مخمليات مرفهات وعشن في بلاد الغرب أو تربين في بيئة مشابهة.
2- أو هي سمعت بهذه المنادة فوقعت في نفسها مع جهلها بمخاطر السواقة وكان لديها مشكلة في قضاء حاجاتها بسبب:
- إهمال وليها لها ( فساده- مرضه).
- انشغاله بعمله على الحقيقة.
3- الرغبة في قيادة السيارة وهي رغبة حقيقية عند النساء ربما دافعها حب التجربة والمغامرة.
4- الجهل بمآلات الأمور فلماذا لا تقف بنفسهاعلى تجارب النساء في الدول المجاورة ولتعلم مالذي حدث بعد قيادة المرأةولتجب على السؤال الكبير:
هل تقدمت الدول العربية المجاورة بقيادة المرأة للسيارة؟؟؟؟؟؟
هل أي تقدم كان سببه قيادة امرأة لسيارتها؟
قديم 12-02-11, 12:14 PM رقم المشاركة : 2
الكاتب
بنت الحارث
عضو نشيط
الصورة الرمزية بنت الحارث
بنت الحارث غير متواجد حالياً
الملف الشخصي
بنت الحارث غير متواجد حالياً
بنت الحارث is on a distinguished road
افتراضي
هل ورد في الشرع الحنيف تحريم ممارسة المرأة للرياضة؟
الأصل في الأشياء الإباحة ولا يحرم شيء إلا بدليل قطعي وثابت
وقد ورد في السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق عائشة رضي الله عنها: عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت : فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني . فقال : " هذه بتلك السبقة " وقال عنه الألباني (12)" صحيح " .والرياضة فيها تنشيط للجسم وتقوية له على أداء العبادات والمعاملات وفي كل شئون الحياة
وماقرأنه من فتاوي لعلمائنا في تحريم الرياضة التي تكون خارج البيت مثل :قال الشيخ العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عندما سُئل عن النوادي الرياضية النسائية، فأجاب رحمه الله:
( نصيحتي لاخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها فقال: وهو يتحدث عن حضور النساء للمساجد وهي أماكن العبادة والعلم الشرعي: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) وذلك تحقيقاً لقوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) الأحزاب: 33، ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية، ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس، ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سبباً في نزع الحياء عن المرأة فلا تسأل عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد اليها حياءها الذي جبلت عليه، وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لاخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم من بنات، أو اخوات، أو زوجات، أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي، وأسأل الله أن يمن على الجميع بالتوفيق والحماية من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (مجلة الدعوة، العدد 1765 ص 54).
ولنقف إخوتي وأخواتي قليلاً ونتأمل:
1- انتشار السمنة في صفوف الرجال بشكل كبير برغم فتح النوادي وفرض حصص الرياضة وكثرة خروجهم وترحالهم.
2- انتشار السمنة بين النساء في الدول المجاورة برغم وجود حصص رياضة ونوادي وبرغم المساواة المزعومة.
3- أغلب داعيات التحرير من النساء سمينااااااااااااااااااااات وتابعوا برامج تحرير المرأة في التلفاز واحكموا مؤكد أغلبهن يتعاملن مع دور خياطة خاصة لمقاساتهن الضخمة من البنطولونات والجاكتيتات العملاقة.
عموماً أسباب السمنة معروفة:
1- إغراق أسواقنا بكل مالذ وطاب في الأسواق العالمية .
2- عدم القصد في المأكل والمشرب والإسراف في الأطعمة .
3- تفنن النساء في إعداد الأطعمة خاصة الحلويات واحتواء مقاديرها على نسب رهيبة من النشويات والسكريات والدهون, مثال: كوب طحين أبيض- إصبع زبدة- قشدة- بيض – كوب سكر- كوب حليب بودرة – جبنة...الخ وللزينة كوب زبدة- قشدة- شوكلاتة- مكسرات...الخ ونقول لماذا انتشرت البدانة؟؟؟
4- وجود الخدم وماينتج عنه من الدعة والكسل وقلة الحركة والأخطر من ذلك ماينتج عنه من كثرة التفكير بالشهوات والشبهات مع توفر أجهزة الاتصالات الحديثة من جوال وحاسوب وغيره
وللمزيد نرجو الاطلاع هنا:
أندية رياضية نسائية في السعودية
الشبكة النسائية العالمية
قديم 12-02-11, 12:15 PM رقم المشاركة : 3
الكاتب
بنت الحارث
عضو نشيط
الصورة الرمزية بنت الحارث
بنت الحارث غير متواجد حالياً
الملف الشخصي
بنت الحارث غير متواجد حالياً
بنت الحارث is on a distinguished road
افتراضي
هل حرم الإسلام ممارسة المرأة للبيع أو الشراء على الجنس الثاني؟
النساء شقائق الرجال وقد أحل الشرع للمرأة البيع والشراء بضوابط وحدود وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تمارس التجارة والرسول صلى الله عليه وسلم يدير تجارتها.
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل يمنع الإسلام عمل المرأة أو تجارتها؟
فقال:
لا يمنع الإسلام عمل المرأة ولا تجارتها فالله جل وعلا شرع للعباد العمل وأمرهم به فقال: وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ[1]، وقال: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وهذا يعم الجميع الرجال والنساء، وشرع التجارة للجميع، فالإنسان مأمور بأن يتَّجر ويتسبب ويعمل سواء كان رجلاً أو امرأة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ[2]، هذا يعم الرجال والنساء جميعاً. وقال: وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا[3]، وهذا للرجال والنساء. فأمر بالكتابة عند الدَين وأمر بالإشهاد ثم بيّن أن هذا كله فيما يتعلق بالمداينات، فالكتابة في الدَين والإشهاد عام ثم قال: إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا، أما الإشهاد فيُشهد ولهذا قال بعدها: وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ.
فهذا كله يعم الرجال والنساء، فالكتابة للرجال والنساء في الدين، والتجارة للرجال والنساء، والإشهاد للرجال والنساء، فيشهدون على بيعهم ويشهدون في تجاراتهم وكتاباتهم، ولكن التجارة الحاضرة لا حرج في عدم كتابتها؛ لأنها تنقضي ولا يبقى لها عُلق وهذا يعم الرجال والنساء جميعاً. وهكذا ما جاء في النصوص يعم الرجال والنساء كحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كتما وكذبا مُحِقت بركة بيعهما))[4] وقال الله سبحانه وتعالى: وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا[5] يعني للجميع.
لكن يجب أن يلاحظ في العمل وفي التجارة:
أن تكون الخلطة بينهم خلطة بريئة بعيدة عن كل ما يسبب المشاكل واقتراف المنكرات، فيكون عمل المرأة على وجه لا يكون فيه اختلاط بالرجال ولا تسبب للفتنة، ويكون كذلك تجارتها هكذا على وجه لا يكون فيه فتنة مع العناية بالحجاب والستر والبُعد عن أسباب الفتنة. هذا يلاحظ في البيع والشراء وفي الأعمال كلها؛ لأن الله قال جل وعلا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[6]، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[7]، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ[8]، فبيعهن وشراؤهن على حِدة بينهن لا بأس به، والرجال على حِدة، وهكذا أعمالهن، هذه تعمل طبيبة للنساء، ممرضة للنساء تُعَلِّم النساء لا بأس، وهذا طبيب للرجال وهذا يعلِّم الرجال لا بأس. أما أن تكون طبيبة للرجال والرجل طبيباً للنساء أو تكون ممرضة للرجال والرجل يكون ممرضاً للنساء فهذا مما يأباه الشرع لما فيه من الفتنة والفساد.
فلا بد مع السماح بالعمل لها وللرجل والتجارة لها وللرجل أن يكون ذلك على وجه ليس فيه خطر على دينها وعرضها، وليس خطراً على الرجل، بل تكون أعمالها على وجه ليس فيه ما يسبب التعرض لدينها وعرضها، ولا يسبب أيضاً فساد الرجال، وفتنة الرجال، وهكذا عمل الرجال فيما بينهم، ولا يكون بينهم من النساء ما يسبب الفتنة والفساد. بل هؤلاء لهم أعمال وهؤلاء لهم أعمال على طريقة سليمة ليس فيها ما يضر هذا الصنف ولا هذا الصنف، ولا يضر المجتمع نفسه.
يستثنى من ذلك ما تدعو الضرورة إليه، فإذا دعت الضرورة إلى أن يتولى الرجل عملاً مع المرأة كتطبيبها عند عدم وجود امرأة تطبها، أو عمل المرأة في حق الرجل عند عدم وجود من يطبه وهي تعرف داءه ومرضه فتطبه مع الحشمة والبعد عن أسباب الفتنة ومع البعد عن الخلوة وما أشبه ذلك.
فإذا كان هناك عمل من المرأة مع الرجل أو من الرجل مع المرأة في حاجة في ذلك وضرورة إلى ذلك، مع مراعاة البُعد عن أسباب الفتنة من الخلوة والتكشف ونحو ذلك مما قد يُسبب الفتن، هذا يكون من باب الاستثناء، فلا بأس أن تعمل المرأة فيما يحتاجه الرجل ويعمل الرجل فيما تحتاجه المرأة على وجه لا يكون فيه خطر على أحد الصنفين كأن تطبه عند عدم وجود طبيب يطبه وهي تعرف مرضه على وجه لا يكون فيه فتنة ولا خلوة وهكذا يطبها إذا احتيج إلى ذلك، لعدم تيسر المرأة التي تطبها وتقوم بحاجتها على وجه لا يكون فيه فتنة ولا يكون فيه خلوة، هكذا وما أشبهه من الأعمال مثل أن تكون في السوق تبيع حاجة مع سترها على الرجال، أو تصلي مع الناس في المسجد مع الحشمة والستر تكون خلف الرجال وتصلي معهم وما أشبه ذلك من الأمور التي لا يكون فيها فتنة ولا يكون فيها خطر على الصنفين.
ومن هذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم ربما خطب النساء واجتمع له النساء وذكرهن فهذا مما يفعله الرجل مع النساء، كان صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد إذا فرغ من الخطبة وذكر الرجال أتى النساء وذكَّرهن ووجههن إلى الخير، وهكذا في بعض الأوقات يجتمعن ويذكرهن عليه الصلاة والسلام ويعلمهن ويجيب على أسئلتهن، فهذا من هذا الباب، وهكذا بعده صلى الله عليه وسلم، يذكرهن الرجل ويعظهن ويعلمهن مع اجتماعهم على طريقة حميدة مع التستر والتحفظ والبُعد عن أسباب الفتنة، فإذا دعت الحاجة إلى ذلك قام الرجل بالمهمة (مهمة الوعظ والتذكير والتعليم) مع الحجاب والتستر ونحو ذلك مما يبعد الصنفين عن الفتنة.
(عبدالله بن باز رحمه الله)
هذا والله أعلم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين.