والحمد لله والصلاة على من لا نبي بعده
وبعد :
خطوات عملية..ونصائح غالية ..
للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..
( 1 )
تمهيد ..
لو نظرنا إلى حالنا قبل رمضان ..
وحالنا في رمضان..
مع بعض الأعمال الصالحة ..
ثم قارنا بين الحالين ..
لتعجبنا كثيرا..!
وبالمثال يتضح البيان..
\" تلاوة القرآن \"
فقبل رمضان..
ربما ذهبت أيام ولم نفتح المصحف..
أما في رمضان..
فترانا نتنافس على ختم القرآن..!
\" الصيام \"
فقبل رمضان ..
قد نعجز عن صيام يوم واحد..
أما في رمضان ..
فنصوم شهرا كاملا بكل يسر وسهولة..!
\" قيام الليل \"
فقبل رمضان ..
ربما كسلنا عن ركعة الوتر..
أما في رمضان ..
فنصلي التراويح بنفس منشرحة..بل في العشر ..نصلي مع التراويح..القيام..ولو جمعنا وقت التراويح والقيام..لوجدنا انه.. يستغرق ساعات..!
وقل مثل ذلك في سائر الأعمال الصالحة..
من صدقة ودعاء وإطعام وصلة واجتماع ونحو ذلك..
ثم كذلك..
إذا خرج رمضان..
عادت الأمور كما هي ..
من ترك الأعمال الصالحة..
وعدم الاستمرار ولو لشيء منها..!
نعم..
لا يختلف اثنان بأن رمضان مهيئ للعبادة ..وأجواؤه تختلف عن بقية العام..
والشخص فيه معان من الله..
أضاف إلى ذلك..
تصفد فيه مردة الشياطين..
كسر النفس بالصيام ..
تشجع البعض بالبعض..
إلى غير ذلك من المساعدات..
( 2 )
لكن ..
لماذا لا نستطيع المحافظة ولو على القليل من الأعمال الصالحة..?
لعل التفسير الصحيح لهذا الحال يرجع إلى أمرين :
الأول : أن بعض الناس ليس عنده الرغبة في مواصلة العمل أصلا بعد رمضان..فقط مستعد للعمل في رمضان ..
فترى من يصوم ..
لا ينوي أنه يستمر على الصيام..
ولو ليوم في الشهر..
ومن يقوم ..
لا يفكر أنه يقوم ولو بركعات..
ومن يقرأ القرآن..
لا يخطط بأن يتلو ولو شيأ يسيراً من القرآن كل يوم..
ومن يزداد إيمانه..
لا يجتهد في مضاعفة أعماله بعد رمضان..
وهكذا قس..
فأصبح ..فقط ..
ينوي ابتغاء الأجر في رمضان..
ونتيجة ذلك..
أنه يترك ما كان يعمله بعد رمضان ...
وإن كان تحصيل الأجر مراداً في العبادات..
ويثاب عليه العامل..
لكن..
ليس المراد الأسمى من فرض رمضان..
والذي بينه الله في ..
خاتمة أول آية وآخر آية من آيات الصيام..
بقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) ( لعلهم يتقون )
فالتقوى..
هي الأثر الأعظم ..
من آثآر الصيام والقيام وبقية الأعمال الصالحة..
والتي تمتد آثارها بعد رمضان..
فأصبح رمضان بذلك..
مدرسة..
يتمرن فيه المسلم على العبادات..
فيرتفع إيمانه..وتزكو نفسه..
وتعلو همته ..فيقبل على ربه..
في رمضان.. ويستمر بعد رمضان..
في انشراح صدر ..واستعداد للعمل..
( 3 )
الأمر الثاني :
في من يوجد عنده الرغبة في موصلة العمل..لكنه يتخبط بعد رمضان..ثم ينقطع ..
والسبب في ذلك..
عدم معرفته الطريقة الصحيحة للمحافظة على استمرار العمل بعد رمضان..!
فترى بعض من يريد وينوي المواصلة ..
يقع في اضطراب..
فتراه يريد أن يواصل العمل..الذي كان يعمله في رمضان ..بنفس الجهد والوقت..
فيأخذه الحماس ..ويبدأ العمل بعد رمضان..
ثم لا يلبث ..إلا ويذهب عنه ما كان يعهده في رمضان..
من معينات.. \"كما ذكر سابقا\"..
..فيقع في حيرة وملل..
لأن العمل كبير..
والجهد يضعف شيئاً فشيئاً مع الوقت ..
فيذهب عنه الحماس..وينقطع..
فيصير..
كالمنبت..لا أرضا قطع..ولا ظهرا أبقى..!
وهذا في العمل الذي كان يعمل في رمضان..
والحل ..
حدد من الآن ..وأنت في رمضان..
الأعمال التي تحب أن تعملها بعد رمضان..من تطوعات ونوافل..
عملين أو ثلاثة ..
فقط ..
ولا تزد على ذلك..
واحرص أن تكون الأعمال منوعة وموزعة..
من حيث وقتها.. في اليوم ..الأسبوع..الشهر..
طبيعتها ..صلاة..قراءة..صيام..تلاوة..
ونحو ذلك..حتى لا يكون هناك ملل..
وهاك أمثلة لبعض الأعمال الصالحة..
تلاوة قرآن
قيام ليل
صيام
تبكير للمسجد
جلوس بعد صلاة الفجر
قراءة كتاب
مراجعة قرآن
سنن رواتب
صدقة
حفظ قرآن
سنة الضحى
طلب العلم
دعوة إلى الله
حضور درس
وغير ذلك ..من الأعمال الصالحة ..
مما كان يعمل في رمضان..أو من الأعمال الجديدة التي يريد الشخص البدء بها..
أو مما كان يريد الرجوع إليها بعد تركها والإخلال بها..
فإذا كان العمل مما يُبدؤ فيه في رمضان..
مثل تلاوة القرآن..فحدد من الآن ..
المقدار..ومكان الجلوس..وهكذا..
( 4 )
وبعد هذه المقدمة بين يدي الموضوع..
هاك صلب الموضوع..
خطوات عملية للمحافظة والاستمرار على العمل الصالح..
على النحو التالي :
أولا /
طلب الإعانة من الله :
وذلك في كثرة الدعاء بالدعاء العظيم.. اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
وتضرع إلى الله بأن يوفقك ويفتح عليك ويثبتك على الأعمال الصالحة ..
فإن لم يعينك الله على عمل الأعمال الصالحة..فلن ينفعك أي معين..
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
ثانيا /
أن يكون العمل قليلا :
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ماتطيقون ) رواه البخاري(6465 )
وقيل ..
قليل دائم خير من كثير منقطع ..
في البداية قليل ..وقليل..وقليل..
حتى لا تمل..ومن ثم تنقطع..
بعد أن تتعود على العمل..
وتلتذ به نفسك ..زد عليه..
ثالثا /
التدرج :
إذا زدت ..فتدرج..ثم تدرج..
ولا تكثر المقدار ..فتغص..وتشرق..
بل ..أكل العنب حبه ..حبه.. كما قيل..
واحذر..أشد الحذر..
من مداخل الشيطان..وخفايا النفس..في طلب الزيادة..
لأجل..
ترك العمل في الأخير..بعد أن لا تستطع ..فتمل..
رابعا /
الورد اليومي :
يحفظ العمل..كالوعاء..
فيجب أن تعرف ما هو الورد اليومي ..
يعني كل يوم يتكرر معك العمل..
لابد من عمله مهما كان..
فلا استمرار لمن لم يكن له ورد يومي..
وهذا يجعلك عندما تتأقلم على هذا المفهوم ..تأتي بالعمل بنفس منشرحة..
وفي المقابل عندما لا تعمله تحس بفقده وتحس بتخلخل يومك..
وقد يكون العمل شهريا كالصيام..
خامس /
وقت ..ومكان :
فلابد من تحديد وقت ..يبدأ من كذا وينتهي في كذا..
وتحديد مكان العمل..
والثبات عليه مهما كان..وعدم فتح باب تغيير المكان..
فمرة بالمسجد..
ومرة بالبيت..
ومره هنا .. ومرة هناك..
بل يحدد المكان ..ولا يغير إلا عند وجود مصلحة في التغيير..ليس من باب مداخل النفس..
فاليوم تأجيل..وغدا..تأخير..
والنتيجة..
ترك العمل..أو عدم الاتيان به بالصورة المطلوبة..
فأغلق الباب..واثبت ..
فمن ثبت نبت..
سادسا /
التعويض إن احتجت إليه :
وإلا الأصل أن لا يكون عندك تعويض ..
إلا في حالات ضيقة جدا ..
فإن احتجت إليه..
فأدي واجبك..ثم عوض..
ولا يشغلك التعويض عن واجبك..فيتراكم عليك..
فتمل وتترك العمل..
وهذا من أعظم ما تحذره..
سابعا /
المكافأة والحرمان :
فإذا عملت ..وأنجزت..فاحمد الله واشكره..فلولا إعانته وتوفيقه.. لما عملت..
ثم أعط نفسك شيئا من المكافأة ولو بشيئ يسير..
وإذا لم تعمل..فقم بحرمان نفسك من شيء كانت ترتاح له..
ثامنا /
الربط :
اربط بعض الأعمال..ببعض الأشياء الثابتة عندك..
فمثلا..تلاوة القرآن..اربطها بالصلاة..مثلا..بعد صلاة العصر أو الفجر..
واحرص أن يكون الوقت من الأوقات التي لا تنشغل فيها عادة..
تاسعا /
مدة العمل :
حدد مدة للعمل ..سواء للوقت الذي يستغرقه عمل العمل..
مثل الجلوس لتلاوة القرآن..أو مدة الاستمرار في العمل قبل الزيادة عليه..
عاشرا /
الزيادة :
تكون بعد التعود والتمرن على العمل..
فلا تزيد قبل التمكن..
والضابط..
تنفيذ ما رسمته لنفسك..
وانشراح صدرك..بوجود الرغبة..واللذة..
بعدها..زد..
الحادي عشر /
الجدية والحزم :
فلا بد من الجدية مع النفس..في القيام بالعمل..وذلك عندما يزاحم مزاحم..عندها..
تأتي المبررات من النفس بالتأجيل والتعويض..
فإن استجبت فهذا تأخر..فإن لم تتدارك نفسك..وتجد معها..وإلا فقد تتعثر ..
فاليوم تأجيل..وغدا تأخير..ثم يترك العمل..
وهاك أمثلة..
تطبيقية وتقريبية..
قابلة للزيادة والنقص ..
العمل :
تلاوة القرآن
البداية : رمضان 1433
الزمن : بعد صلاة العصر
المكان : المسجد أو مصلى البيت للمرأة
المقدار : خمسة أوجه
الوقت : 10 دقائق
زيادة العمل : بعد 3 أو 6 أشهر
تزاد : خمسة أوجه..ليصبح عشرة أوجه..
ومثال ثانٍ ..
العمل :
صيام الاثنين
البداية : بعد رمضان 1433
المقدار : فقط ثلاث اثنينات.. لتدرك فضلية ثلاثة أيام من كل شهر والرابع راحة
زيادة العمل : بعدرمضان 1434
يزاد : يزاد آخر اثنين من كل شهر..ليصبح صيام كل اثنين في الشهر..
وهاك ثالث ..
العمل :
قراءة كتاب
البداية : رمضان 1433
الزمن : بعد صلاة العصر
المكان : المكتبة أو مكان هادئ في البيت
المقدار : 20 صفحة تقريبا
الوقت : 20 دقيقة
زيادة العمل : بعد 6 أشهر
تزاد : 20دقيقة
والكل ..ينظر في أمره..ويفعل ما يناسبه..
فإذا عزمت فتوكل على الله..
( 5 )
(((هوامش.......ومتفرقات )))
* ليكن لك سهم ..
«« الأصل أن المسلم يجتهد بأن يكون له سهم في كل عمل صالح..ولكن قد يصعب ذلك..فجاهد بأن يكون لك ولو عمل قليل في بعض الأعمال الصالحة..وانظر بماذا يفتح عليك..وترتاح إليه نفسك..فمثلا..رأيت أن الصيام سهل عليك..فأكثر منه..وهكذا..مع جعل لك نصيب في أكثر الأعمال..
* الكثير من الأعمال ..
»» ولو طبقنا هذه الطريقة ..بأن نضيف بعد كل رمضان ..عملين أو ثلاثة..لوجدنا أننا بعد..ثلاثة رمضانات..صار عندنا الكثير من الأعمال.. والتي نعملها بكل يسر وسهولة..وهذا إنجاز عظيم..
وحينها ..
تجد نفسك أنك تعمل أعمال صالحة كثيرة ..بكل يسر وسهولة ..وتزيد فيها ما تشاء..
* ترك الأعمال ..
«« وحتى لو تركنا بعض الأعمال..بعد رمضان ..ولم نتمسك..إلا ببعض الأعمال القليلة..
فهذا لأجل الموازنة..فإننا في الحقيقة لم نترك هذه الأعمال زهدا بها ..بل حتى لأجل أن لا تؤثر على الأعمال الأخرى..والتي في النية عملها بعد رمضانات قادمة إن شاء الله.. إن أمد الله في أعمارنا..
* بعد رمضان ..
«« وسبب تحديد البدء في العمل بعد رمضان..هو لأجل ما يحصل عليه المسلم من زيادة الإيمان.. وما يراه في نفسه من استعداد للعمل بعد رمضان.. فيستغل ذلك في زيادة أعمال صالحة تقربه إلى ربه..لكن لو رأى من نفسه نشاط واستعداد..في بقية العام..فإنه يبادر ولا ينتظر رمضان..
* من أسرار العمل القليل ..هام جدا..
«« عند عمل العمل الجديد..
فإنه يجتمع على النفس مشقتين :
الأولى :
الوقت الذي سيصرف في هذا العمل الذي يخالف نزعات النفس وشهواتها..بل هو حبس لها..ففي اقتطاعه مشقة..
الثانية :
نفس العمل ..ففيه شيء من المشقة مهما كان..
فإذا اجتمع في الوقت المبذول والعمل القلة ..لم تجد النفس صعوبة في قبوله..ولكن يبقى الجهد المبذول في المحافظة على استمراره..بل ستنقلب الأمور إلى وجود رغبة عند النفس في هذا العمل..ولكن هذا بعد مدة..بعد أن تتعود نفسك عليه...وهنا تكون قد تحكمت في نفسك في العمل..فتزيد ما تشاء..
لكن تصور لو أن وقت العمل طويل ونفس العمل كثير..فإن النفس لن تقبلبه سريعا..بل سيكون عليها ثقيل ..ومهما طاوعتك في البداية وتغلبت عليها بالحماس..فإن هذا الحماس لن يستمر..ومن ثم ستتغلب عليك نفسك ..
والنتيجة..إما ترك العمل ..أو عدم الاتيان به على الصورة المطلوبة..
وهذا في الغالب..
لكن بعض الناس يوفقه الله فيقويه ويعينه ويأتي بما يريد من الأعمال..وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مراده الأجسام
لكن أمثالنا ..
ممن أصابهم الكسل والفتور..لابد لهم من مسايسة نفوسهم ..بعد الاعتماد على الله في طلب العون على ذلك..
* مزلق..خطير وخفي ..
«« وهو من مداخل الشيطان الخفية والخطيرة..
والمتمثل في.. إزعاجك في طلب الزيادة..وأنك قادر على ذلك..
فتنبه من هذا الذي وقع فيه الكثير من الذين تركوا العمل..واثبت على قليل..وقليل..وقليل..العمل.
* البدايات..
«« عليك بالبداية بالقليل بل باليسير..وعدم الاندفاع..مهما رأيت من نفسك قبولا..ففي البدايات ..
لا حكم لما تجده في نفسك من محبة للعمل أو حبا في الزيادة ..
فقد يكون من مداخل الشيطان..وخفايا النفس المخادعة..
فكن على حذر بل أشد الحذر..
فهذا قاصمة الظهر ..!
وهذا بداية الانحدار ..!
واصبر على القليل ..مادمت في البدايات..وما دامت قدمك لم تثبت على العمل..
مره تعمل العمل ومرة تزيد ومرة لا تعمله ومره تؤجل..!
فكن على حذر..وأجل مسألة الزيادة..وحتى فيما بعد..تكون الزيادة بتدرج
خاتمة
* ..بناء ..وتشييد..
عندما تبدأ بعملين أو ثلاثة أو حتى واحد.. بعد كل رمضان يمر عليك ..وتبدأ بقليل..وبعد أن تثبت على هذه الأعمال ..وتزيد بتدرج ..ستصبح بعد سنوات..من الذي قد وفقهم الله لعمل أعمال صالحة كثيرة ..
فأنت في الحقيقة تبني ..وتشيّد بناءك الذي لن يرتفع إلا بهذه الأعمال الصالحة ..
ونتيجة ذلك..
تحقيق ما أمر الله به من عبادته.. وابتغاء مرضاته .. والمسارعة إلى الخيرات..
بكل يسر وسهولة ..
بل ستكون في سعادة عظيمة.. وانشراح صدر..
وسترى أنك تزداد..كل سنة ..بل كل فترة ..وهذا هو حال المؤمن الصادق في زيادة من الخير والأعمال الصالحة ..
لذلك تأمل من تراه من العلماء والعباد..ممن هم في منازل عاليه في العلم والعبادة..
فإنهم في الحقيقة ..لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه في بداية أمرهم..
بل .. بعد سنوات من العمل والصبر والثبات .. وصلوا..
يقول أحد السلف : جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل وتلذذت به عشرين سنة ..
فواصل ..
واستعن بالله ..وأكثر من الدعاء بأن يعينك الله ويثبتك ..ويقربك إليه ..
احرص على الثبات على الأعمال الصالحة ..
وأعلم أن الموت قريب ..فاستعد للآخرة بهذه الأعمال الصالحة ..وإن كانت قليلة ..
فعظمها بالمداومة عليها ..وذلك علامة من علامات الصدق مع الله..
هذا ما تيسر ..
فما كان فيه من صوابا فمن الله وحده وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان
وأسأل الله أن ينفعنا فيه .. ويكتب الأجر لكاتبه ومراجعه..
ومن ساهم في نشره ..
كما أرجوه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح..
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..اللهم آمين
أخوك في الله
خالد بن عبد الرحمن الدغيري
أبو أسامة
19/ 9 / 1433
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
1. خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة على من لا نبي بعده
وبعد :
خطوات عملية..ونصائح غالية ..
للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..
( 1 )
تمهيد ..
لو نظرنا إلى حالنا قبل رمضان ..
وحالنا في رمضان..
مع بعض الأعمال الصالحة ..
ثم قارنا بين الحالين ..
لتعجبنا كثيرا..!
وبالمثال يتضح البيان..
\" تلاوة القرآن \"
فقبل رمضان..
ربما ذهبت أيام ولم نفتح المصحف..
أما في رمضان..
فترانا نتنافس على ختم القرآن..!
\" الصيام \"
فقبل رمضان ..
قد نعجز عن صيام يوم واحد..
أما في رمضان ..
فنصوم شهرا كاملا بكل يسر وسهولة..!
\" قيام الليل \"
فقبل رمضان ..
ربما كسلنا عن ركعة الوتر..
أما في رمضان ..
فنصلي التراويح بنفس منشرحة..بل في العشر ..نصلي مع التراويح..القيام..
ولو جمعنا وقت التراويح والقيام..لوجدنا انه.. يستغرق ساعات..!
وقل مثل ذلك في سائر الأعمال الصالحة..
من صدقة ودعاء وإطعام وصلة واجتماع ونحو ذلك..
ثم كذلك..
إذا خرج رمضان..
عادت الأمور كما هي ..
من ترك الأعمال الصالحة..
وعدم الاستمرار ولو لشيء منها..!
نعم..
لا يختلف اثنان بأن رمضان مهيئ للعبادة ..وأجواؤه تختلف عن بقية العام..
والشخص فيه معان من الله..
أضاف إلى ذلك..
تصفد فيه مردة الشياطين..
كسر النفس بالصيام ..
تشجع البعض بالبعض..
إلى غير ذلك من المساعدات..
( 2 )
لكن ..
لماذا لا نستطيع المحافظة ولو على القليل من الأعمال الصالحة..?
لعل التفسير الصحيح لهذا الحال يرجع إلى أمرين :
الأول : أن بعض الناس ليس عنده الرغبة في مواصلة العمل أصلا بعد رمضان..فقط مستعد للعمل في رمضان ..
فترى من يصوم ..
لا ينوي أنه يستمر على الصيام..
ولو ليوم في الشهر..
ومن يقوم ..
لا يفكر أنه يقوم ولو بركعات..
ومن يقرأ القرآن..
لا يخطط بأن يتلو ولو شيأ يسيراً من القرآن كل يوم..
ومن يزداد إيمانه..
لا يجتهد في مضاعفة أعماله بعد رمضان..
وهكذا قس..
فأصبح ..فقط ..
ينوي ابتغاء الأجر في رمضان..
ونتيجة ذلك..
أنه يترك ما كان يعمله بعد رمضان ...
وإن كان تحصيل الأجر مراداً في العبادات..
ويثاب عليه العامل..
لكن..
ليس المراد الأسمى من فرض رمضان..
والذي بينه الله في ..
خاتمة أول آية وآخر آية من آيات الصيام..
بقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) ( لعلهم يتقون )
فالتقوى..
هي الأثر الأعظم ..
من آثآر الصيام والقيام وبقية الأعمال الصالحة..
والتي تمتد آثارها بعد رمضان..
فأصبح رمضان بذلك..
مدرسة..
يتمرن فيه المسلم على العبادات..
فيرتفع إيمانه..وتزكو نفسه..
وتعلو همته ..فيقبل على ربه..
في رمضان.. ويستمر بعد رمضان..
في انشراح صدر ..واستعداد للعمل..
( 3 )
الأمر الثاني :
في من يوجد عنده الرغبة في موصلة العمل..لكنه يتخبط بعد رمضان..ثم ينقطع ..
والسبب في ذلك..
عدم معرفته الطريقة الصحيحة للمحافظة على استمرار العمل بعد رمضان..!
فترى بعض من يريد وينوي المواصلة ..
يقع في اضطراب..
فتراه يريد أن يواصل العمل..الذي كان يعمله في رمضان ..بنفس الجهد والوقت..
فيأخذه الحماس ..ويبدأ العمل بعد رمضان..
ثم لا يلبث ..إلا ويذهب عنه ما كان يعهده في رمضان..
من معينات.. \"كما ذكر سابقا\"..
..فيقع في حيرة وملل..
لأن العمل كبير..
والجهد يضعف شيئاً فشيئاً مع الوقت ..
فيذهب عنه الحماس..وينقطع..
فيصير..
كالمنبت..لا أرضا قطع..ولا ظهرا أبقى..!
وهذا في العمل الذي كان يعمل في رمضان..
والحل ..
حدد من الآن ..وأنت في رمضان..
الأعمال التي تحب أن تعملها بعد رمضان..من تطوعات ونوافل..
عملين أو ثلاثة ..
فقط ..
ولا تزد على ذلك..
واحرص أن تكون الأعمال منوعة وموزعة..
من حيث وقتها.. في اليوم ..الأسبوع..الشهر..
طبيعتها ..صلاة..قراءة..صيام..تلاوة..
ونحو ذلك..حتى لا يكون هناك ملل..
وهاك أمثلة لبعض الأعمال الصالحة..
تلاوة قرآن
قيام ليل
صيام
تبكير للمسجد
جلوس بعد صلاة الفجر
قراءة كتاب
مراجعة قرآن
سنن رواتب
صدقة
حفظ قرآن
سنة الضحى
طلب العلم
دعوة إلى الله
حضور درس
وغير ذلك ..من الأعمال الصالحة ..
مما كان يعمل في رمضان..أو من الأعمال الجديدة التي يريد الشخص البدء بها..
أو مما كان يريد الرجوع إليها بعد تركها والإخلال بها..
فإذا كان العمل مما يُبدؤ فيه في رمضان..
مثل تلاوة القرآن..فحدد من الآن ..
المقدار..ومكان الجلوس..وهكذا..
( 4 )
وبعد هذه المقدمة بين يدي الموضوع..
هاك صلب الموضوع..
خطوات عملية للمحافظة والاستمرار على العمل الصالح..
على النحو التالي :
أولا /
طلب الإعانة من الله :
وذلك في كثرة الدعاء بالدعاء العظيم.. اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..
وتضرع إلى الله بأن يوفقك ويفتح عليك ويثبتك على الأعمال الصالحة ..
فإن لم يعينك الله على عمل الأعمال الصالحة..فلن ينفعك أي معين..
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
ثانيا /
أن يكون العمل قليلا :
فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من الأعمال ماتطيقون ) رواه البخاري(6465 )
وقيل ..
قليل دائم خير من كثير منقطع ..
في البداية قليل ..وقليل..وقليل..
حتى لا تمل..ومن ثم تنقطع..
بعد أن تتعود على العمل..
وتلتذ به نفسك ..زد عليه..
ثالثا /
التدرج :
إذا زدت ..فتدرج..ثم تدرج..
ولا تكثر المقدار ..فتغص..وتشرق..
بل ..أكل العنب حبه ..حبه.. كما قيل..
واحذر..أشد الحذر..
من مداخل الشيطان..وخفايا النفس..في طلب الزيادة..
لأجل..
ترك العمل في الأخير..بعد أن لا تستطع ..فتمل..
رابعا /
الورد اليومي :
يحفظ العمل..كالوعاء..
فيجب أن تعرف ما هو الورد اليومي ..
يعني كل يوم يتكرر معك العمل..
لابد من عمله مهما كان..
فلا استمرار لمن لم يكن له ورد يومي..
وهذا يجعلك عندما تتأقلم على هذا المفهوم ..تأتي بالعمل بنفس منشرحة..
وفي المقابل عندما لا تعمله تحس بفقده وتحس بتخلخل يومك..
وقد يكون العمل شهريا كالصيام..
خامس /
وقت ..ومكان :
فلابد من تحديد وقت ..يبدأ من كذا وينتهي في كذا..
وتحديد مكان العمل..
والثبات عليه مهما كان..وعدم فتح باب تغيير المكان..
فمرة بالمسجد..
ومرة بالبيت..
ومره هنا .. ومرة هناك..
بل يحدد المكان ..ولا يغير إلا عند وجود مصلحة في التغيير..ليس من باب مداخل النفس..
فاليوم تأجيل..وغدا..تأخير..
والنتيجة..
ترك العمل..أو عدم الاتيان به بالصورة المطلوبة..
فأغلق الباب..واثبت ..
فمن ثبت نبت..
سادسا /
التعويض إن احتجت إليه :
وإلا الأصل أن لا يكون عندك تعويض ..
إلا في حالات ضيقة جدا ..
فإن احتجت إليه..
فأدي واجبك..ثم عوض..
ولا يشغلك التعويض عن واجبك..فيتراكم عليك..
فتمل وتترك العمل..
وهذا من أعظم ما تحذره..
سابعا /
المكافأة والحرمان :
فإذا عملت ..وأنجزت..فاحمد الله واشكره..فلولا إعانته وتوفيقه.. لما عملت..
ثم أعط نفسك شيئا من المكافأة ولو بشيئ يسير..
وإذا لم تعمل..فقم بحرمان نفسك من شيء كانت ترتاح له..
ثامنا /
الربط :
اربط بعض الأعمال..ببعض الأشياء الثابتة عندك..
فمثلا..تلاوة القرآن..اربطها بالصلاة..مثلا..بعد صلاة العصر أو الفجر..
واحرص أن يكون الوقت من الأوقات التي لا تنشغل فيها عادة..
تاسعا /
مدة العمل :
حدد مدة للعمل ..سواء للوقت الذي يستغرقه عمل العمل..
مثل الجلوس لتلاوة القرآن..أو مدة الاستمرار في العمل قبل الزيادة عليه..
عاشرا /
الزيادة :
تكون بعد التعود والتمرن على العمل..
فلا تزيد قبل التمكن..
والضابط..
تنفيذ ما رسمته لنفسك..
وانشراح صدرك..بوجود الرغبة..واللذة..
بعدها..زد..
الحادي عشر /
الجدية والحزم :
فلا بد من الجدية مع النفس..في القيام بالعمل..وذلك عندما يزاحم مزاحم..عندها..
تأتي المبررات من النفس بالتأجيل والتعويض..
فإن استجبت فهذا تأخر..فإن لم تتدارك نفسك..وتجد معها..وإلا فقد تتعثر ..
فاليوم تأجيل..وغدا تأخير..ثم يترك العمل..
وهاك أمثلة..
تطبيقية وتقريبية..
قابلة للزيادة والنقص ..
العمل :
تلاوة القرآن
البداية : رمضان 1433
الزمن : بعد صلاة العصر
المكان : المسجد أو مصلى البيت للمرأة
المقدار : خمسة أوجه
الوقت : 10 دقائق
زيادة العمل : بعد 3 أو 6 أشهر
تزاد : خمسة أوجه..ليصبح عشرة أوجه..
ومثال ثانٍ ..
العمل :
صيام الاثنين
البداية : بعد رمضان 1433
المقدار : فقط ثلاث اثنينات.. لتدرك فضلية ثلاثة أيام من كل شهر والرابع راحة
زيادة العمل : بعدرمضان 1434
يزاد : يزاد آخر اثنين من كل شهر..ليصبح صيام كل اثنين في الشهر..
وهاك ثالث ..
العمل :
قراءة كتاب
البداية : رمضان 1433
الزمن : بعد صلاة العصر
المكان : المكتبة أو مكان هادئ في البيت
المقدار : 20 صفحة تقريبا
الوقت : 20 دقيقة
زيادة العمل : بعد 6 أشهر
تزاد : 20دقيقة
والكل ..ينظر في أمره..ويفعل ما يناسبه..
فإذا عزمت فتوكل على الله..
( 5 )
(((هوامش.......ومتفرقات )))
* ليكن لك سهم ..
«« الأصل أن المسلم يجتهد بأن يكون له سهم في كل عمل صالح..ولكن قد يصعب ذلك..فجاهد بأن يكون لك ولو عمل قليل في بعض الأعمال الصالحة..وانظر بماذا يفتح عليك..وترتاح إليه نفسك..فمثلا..رأيت أن الصيام سهل عليك..فأكثر منه..وهكذا..مع جعل لك نصيب في أكثر الأعمال..
* الكثير من الأعمال ..
»» ولو طبقنا هذه الطريقة ..بأن نضيف بعد كل رمضان ..عملين أو ثلاثة..لوجدنا أننا بعد..ثلاثة رمضانات..صار عندنا الكثير من الأعمال.. والتي نعملها بكل يسر وسهولة..وهذا إنجاز عظيم..
وحينها ..
تجد نفسك أنك تعمل أعمال صالحة كثيرة ..بكل يسر وسهولة ..وتزيد فيها ما تشاء..
* ترك الأعمال ..
«« وحتى لو تركنا بعض الأعمال..بعد رمضان ..ولم نتمسك..إلا ببعض الأعمال القليلة..
فهذا لأجل الموازنة..فإننا في الحقيقة لم نترك هذه الأعمال زهدا بها ..
بل حتى لأجل أن لا تؤثر على الأعمال الأخرى..والتي في النية عملها بعد رمضانات قادمة إن شاء الله.. إن أمد الله في أعمارنا..
* بعد رمضان ..
«« وسبب تحديد البدء في العمل بعد رمضان..هو لأجل ما يحصل عليه المسلم من زيادة الإيمان..
وما يراه في نفسه من استعداد للعمل بعد رمضان.. فيستغل ذلك في زيادة أعمال صالحة تقربه إلى ربه..لكن لو رأى من نفسه نشاط واستعداد..في بقية العام..فإنه يبادر ولا ينتظر رمضان..
* من أسرار العمل القليل ..هام جدا..
«« عند عمل العمل الجديد..
فإنه يجتمع على النفس مشقتين :
الأولى :
الوقت الذي سيصرف في هذا العمل الذي يخالف نزعات النفس وشهواتها..بل هو حبس لها..ففي اقتطاعه مشقة..
الثانية :
نفس العمل ..ففيه شيء من المشقة مهما كان..
فإذا اجتمع في الوقت المبذول والعمل القلة ..لم تجد النفس صعوبة في قبوله..
ولكن يبقى الجهد المبذول في المحافظة على استمراره..بل ستنقلب الأمور إلى وجود رغبة عند النفس في هذا العمل..
ولكن هذا بعد مدة..بعد أن تتعود نفسك عليه...وهنا تكون قد تحكمت في نفسك في العمل..فتزيد ما تشاء..
لكن تصور لو أن وقت العمل طويل ونفس العمل كثير..فإن النفس لن تقبلبه سريعا..بل سيكون عليها ثقيل ..ومهما طاوعتك في البداية وتغلبت عليها بالحماس..فإن هذا الحماس لن يستمر..ومن ثم ستتغلب عليك نفسك ..
والنتيجة..إما ترك العمل ..أو عدم الاتيان به على الصورة المطلوبة..
وهذا في الغالب..
لكن بعض الناس يوفقه الله فيقويه ويعينه ويأتي بما يريد من الأعمال..وفضل الله يؤتيه من يشاء ..
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مراده الأجسام
لكن أمثالنا ..
ممن أصابهم الكسل والفتور..لابد لهم من مسايسة نفوسهم ..بعد الاعتماد على الله في طلب العون على ذلك..
* مزلق..خطير وخفي ..
«« وهو من مداخل الشيطان الخفية والخطيرة..
والمتمثل في.. إزعاجك في طلب الزيادة..وأنك قادر على ذلك..
فتنبه من هذا الذي وقع فيه الكثير من الذين تركوا العمل..واثبت على قليل..وقليل..وقليل..العمل.
* البدايات..
«« عليك بالبداية بالقليل بل باليسير..وعدم الاندفاع..مهما رأيت من نفسك قبولا..ففي البدايات ..
لا حكم لما تجده في نفسك من محبة للعمل أو حبا في الزيادة ..
فقد يكون من مداخل الشيطان..وخفايا النفس المخادعة..
فكن على حذر بل أشد الحذر..
فهذا قاصمة الظهر ..!
وهذا بداية الانحدار ..!
واصبر على القليل ..مادمت في البدايات..وما دامت قدمك لم تثبت على العمل..
مره تعمل العمل ومرة تزيد ومرة لا تعمله ومره تؤجل..!
فكن على حذر..وأجل مسألة الزيادة..وحتى فيما بعد..تكون الزيادة بتدرج
خاتمة
* ..بناء ..وتشييد..
عندما تبدأ بعملين أو ثلاثة أو حتى واحد.. بعد كل رمضان يمر عليك ..وتبدأ بقليل..وبعد أن تثبت على هذه الأعمال ..وتزيد بتدرج ..ستصبح بعد سنوات..من الذي قد وفقهم الله لعمل أعمال صالحة كثيرة ..
فأنت في الحقيقة تبني ..وتشيّد بناءك الذي لن يرتفع إلا بهذه الأعمال الصالحة ..
ونتيجة ذلك..
تحقيق ما أمر الله به من عبادته.. وابتغاء مرضاته .. والمسارعة إلى الخيرات..
بكل يسر وسهولة ..
بل ستكون في سعادة عظيمة.. وانشراح صدر..
وسترى أنك تزداد..كل سنة ..بل كل فترة ..وهذا هو حال المؤمن الصادق في زيادة من الخير والأعمال الصالحة ..
لذلك تأمل من تراه من العلماء والعباد..ممن هم في منازل عاليه في العلم والعبادة..
فإنهم في الحقيقة ..لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه في بداية أمرهم..
بل .. بعد سنوات من العمل والصبر والثبات .. وصلوا..
يقول أحد السلف : جاهدت نفسي عشرين سنة على قيام الليل وتلذذت به عشرين سنة ..
فواصل ..
واستعن بالله ..وأكثر من الدعاء بأن يعينك الله ويثبتك ..ويقربك إليه ..
احرص على الثبات على الأعمال الصالحة ..
وأعلم أن الموت قريب ..فاستعد للآخرة بهذه الأعمال الصالحة ..وإن كانت قليلة ..
فعظمها بالمداومة عليها ..وذلك علامة من علامات الصدق مع الله..
هذا ما تيسر ..
فما كان فيه من صوابا فمن الله وحده وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان
وأسأل الله أن ينفعنا فيه .. ويكتب الأجر لكاتبه ومراجعه..
ومن ساهم في نشره ..
كما أرجوه أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح..
وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ..اللهم آمين
أخوك في الله
خالد بن عبد الرحمن الدغيري
أبو أسامة
19/ 9 / 1433
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
خطوات عملية..ونصائح غالية ..للمحافظة على العمل الصالح بعد رمضان..
خالد بن عبد الرحمن