اكد المؤرخ أيمن فؤاد السيد، محقق كتاب "خطط المقريزى" أن كتب المقريزى تعد أفضل كتب تناولت مصر من قبل الطوفان حتى فتح الخليفة عمر بن الخطاب مصر، وذلك من خلال 4 مجلدات، مشيرا إلى أن المقريزى يعد مؤلفا موسوعيا نشأ على يد عبد الرحمن بن خلدون وتتلمذ على يده العديد من المفكرين والعلماء حتى وصل إلى التفوق على أستاذه فى نظريات تتبع الدول وعرضها ونقد واقع المجتمع، كما قام برصد وتقديم معلومات فريدة عن أقرانه وعلماء تلك الفترة وهو فى الـ 70 من عمره.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت صباح اليوم الجمعة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب "خطط المقريزى"، وفيها قال المؤرخ قاسم عبده قاسم: المقريزى هو المؤرخ الوحيد الذى يعتبر بحق شيخ المؤرخين وكلنا حتى الآن نستقى من علمه وكتبه المتنوعة وبعضها يوجه رسائل قصيرة، والبعض الآخر مجلدات عديدة، مشيرا إلى أن كتبه تعد أحسن أثر لتاريخ مصر الإسلامى حتى الغزو العثمانى، على الرغم من أنه كان لبنانى الأصل، موضحا أن معظم كتبه عكست شخصيته المصرية، وكان باحثا فى مناهج ومذاهب الحياة فتكلم عن الفرق الدينية والأديرة والكنائس واليهود وأعيادهم، وكتب عن السياسة وأهلها والحرب وأهلها فكان مطلعا على كل الثقافات ورصد ظاهرة تفشى الرشوة وقال إن سقوط الدولة يكون داخليا أولا ثم يأتى من الخارج.
من جانبه يرى محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار الإسلامى أن نشأة المقريزى عكست فكره وتوجهاته فنشأ فى إحدى حوارى القاهرة عام 776 هجريا وتوفى فى 845 ميلاديا، وعكست كتبه أهميه الآثار والعظة منها، وتتضمن كتبه الدواوين الشعرية واعتمد على الكثير من المصادر التى تعد مصادرنا الآن فى الحصول على المعلومات فى ظل فقدان المصادر الأصلية، كما اعتمد على الرواية وعلى المشاهدة فى كتباته حتى تعكس دقته فى استيفاء المعلومة.