السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت مصر هي قاعدة الفتح لإفريقيا الشمالية بعد أن انتشر فيها الإسلام ، وأما بلاد المغرب العربي فبدأ فتحها في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبدأ ذلك سنة 27 للهجرة على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه ، فغزاها في 20 ألفا ، فيهم جماعة من وجوه الصحابة منهم عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم ، وقد أحصى أبو العباس أحمد بن خالد الناصري صاحب ( الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ) من شهد فتح المغرب من الصحابة الكرام ، فسرد أسماءهم في خمس صفحات كاملة .
وفتح عبد الله بن سعد مدينة ( سبيطلة ) الرومانية وما يحيط بها ، وما زالت هذه المدينة معروفة باسمها حتى الآن وتقع في الجنوب الشرقي لتونس ، وكانت هي المأوى المنيع لبقايا الرومانيين ، وفي هذه المعركة قتل عبد الله بن الزبير ملك البربر "جرجير " وكان ذلك سبب انهزام البربر مع كثرة عددهم ، الذي بلغ في هذه المعركة 120 ألفا ، وقيل 200 ألف ، وكان هذا الفتح سبباً لمعركة ذات الصواري الشهيرة التي وقعت سنة 31 هــ ، فإن الروم لما سمعوا بفتح تونس اغتاظوا من ذلك كثيراً ، واجتمعوا على قسطنطين بن هرقل ، وساروا إلى المسلمين في جمع لم ير مثله منذ كان الإسلام ، وقصدوا عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومن معه من المسلمين في بلاد المغرب ، فلما تراءى الجمعان بات الروم يصلبون ، وبات المسلمون يقرؤون القرآن ويصلون ، فلما أصبحوا صف عبد الله بن سعد أصحابه صفوفاً في المراكب ، وأمرهم بذكر الله وتلاوة القرآن ، قال بعض من حضر ذلك : فأقبلوا إلينا في أمر لم ير مثله من كثرة المراكب وتعداد صواريها ، واختار الروم القتال في البحر وكانت معركة شديدة قتل فيها من المسلمين بشر كثير ، ومن الروم أضعاف ذلك ، وألقت الأمواج جثث الرجال إلى الساحل فكانت مثل الجبل العظيم ، وغلب الدم لون الماء ، وصبر المسلمون يومئذ صبراً لم يعهد مثله قط ، ونصر الله عباده المسلمين نصراً مؤزراً ، وفر قسطنطين وبه جراحات شديدة ، ولم ينج من الروم إلا الشريد ، وأقام عبد الله بن سعد بذات الصواري أياماً ، ثم رجع مؤيداً منصوراً مظفراً ، وللمزيد من التفصيل راجع تاريخ الطبري 2/619 ، والبداية والنهاية 10 / 237 ـ 138 ، وكان لهذا النصر أثره الكبير في تثبيت الإسلام في الشمال الأفريقي .
ثم وجه معاوية رضي الله عنه في خلافته جيشاً بقيادة معاوية بن حديج الكندي رضي الله عنه والي مصر ، فوسع رقعة الفتح إلى أبعد مما كان في الفتح الأول ، وغزا صقلية من البحر ، ومكن للإسلام في تلك القطعة المفتوحة ، ثم ولى معاوية رضي الله عنه على فتوح إفريقية عقبة بن نافع الفهري الفاتح العظيم ، وأمره أن يتوسع في الفتوحات لنشر الإسلام والتمكين له ، فرأى عقبة أن يؤسس عاصمة للمسلمين ، تكون منطلق الفتوحات الإفريقية ، فأسس مدينة القيروان المشهورة إلى الآن ، وكان ذلك عام 50 هــ (670 م ) كما في البداية والنهاية 11 / 215 .
ثم جاء بعد عقبة مسلمة بن مخلد والي مصر ، فولى على إفريقية مولاه أبا المهاجر ديناراً ، فنشر الإسلام وتوسع في الفتوحات حتى وصل إلى تلمسان ، وهي آخر حدود الجزائرمع المغرب الآن ، ثم أكمل الفتح عقبة بن نافع في ولايته الثانية التي توغل فيها إلى أن بلغ طنجة وأدخل قوائم فرسه في البحر على شاطئ المحيط الأطلنطي ، وقال لأصحابه ارفعوا أيديكم ففعلوا وقال : اللهم إني لم أخرج بطراً ولا أشراً ، وإنك لتعلم أنما أطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين وهو أن تعبد ولا يشرك بك شيء ، اللهم إنا معاندون لدين الكفر ، ومدافعون عن دين الإسلام ، فكن لنا ولا تكن علينا يا ذا الجلال والإكرام . ذكر ذلك الناصري في الاستقصا 1 / 36 ، ولما رجع من هذه الفتوح البعيدة المدى والأثر ، قدر له أن يموت شهيداً في معركة بينه وبين البربر بجبل الأوراس ، فتعرضوا له في سفوح هذا الجبل واستشهد هو وأصحابه ، ودفن في محل يعرف باسمه إلى الآن ، وتقع مدينة " عقبة بن نافع " في ولاية بسكرة في الجنوب الشرقي من الجزائر .
وشأن الفتح الإسلامي لإفريقيا على يد هؤلاء الأبطال عجيب ، فقد تم في ثلاث سنوات تقريباً ، وبسط الإسلام ظله على تلك الأقطار الواسعة ذات الأمم التي لا يحصيها إلا الله ، من حدود ليبيا إلى شواطئ المحيط الأطلسي ، مع وعورة المسالك وقلة عدد المسلمين ، وكثرة أعدائهم وجهل الفاتحين بمعالم الوطن ، وبعادات أهله ولغتهم ، ولكنه الإيمان والإخلاص وصدق العزيمة ، ولم تزل هذه الغرائب التي صاحبت الفتح الإسلامي مثار دهشة المؤرخين من المسلمين وغيرهم .
وجاء بعد عقبة نفر يعدون من بناة التاريخ الإسلامي بالشمال الأفريقي ، منهم زهير بن قيس البلوي ، وحسان بن النعمان الغساني ، الذي تم على يديه مع فتح البلدان فتح العقول ، وجمع بين المقدرة الحربية والذكاء السياسي والملكة الإدارية ، وأفاض على الناس عدل الإسلام وإحسانه ، وبدأت في أيامه فكرة فتح الأندلس ، الذي حققه بعده موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد الليثي عام 92 هــ
وازداد استقرار الإسلام في هذه المناطق ، وتعربت إثر غارات لبني هلال بن عامر بن صعصعة ، في أواسط القرن الخامس ، ويقدر المؤرخون عددهم بربع مليون من العرب ، استقروا هناك وخالطوا البربر ، ثم جاء بعدهم بنو سليم واستوطنوا تلك البقاع قال محمد البشير الإبراهيمي في آثاره 5 / 101 : (( وكانت الغارة الهلالية هي المعربة الحقيقية للشمال الأفريقي وجباله وقراه وخيامه )) وكان استقرار الإسلام في الشمال الأفريقي بداية لتغلغل الإسلام إلى جنوب الصحراء أو ما يعرف بأفريقيا السوداء ، والحقيقة أن أول اتصال بين الإسلام وأفريقيا السوداء ، كان منذ فجر الإسلام الأول ، وذلك لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة ( إثيوبيا اليوم ) وكان من آثار هجرتهم هذه إسلام ملكها النجاشي رضي الله عنه ، وتجدر الإشارة إلى أن التجار المسلمين قد قاموا بدور بارز في نشر الإسلام في أفريقيا السوداء على العموم ، فقد كانت الطرق التجارية الموصلة بين المراكز الإسلامية في شمال القارة والبلاد الواقعة فيما وراء الصحراء هي المسالك الحقيقية التي تسرب الإسلام عبرها إلى قلب إفريقيا . وكذا الأمر بالنسبة للطرق التجارية على طول ساحل المحيط الأطلسي ، فقد قامت هذه الطرق بدور جليل الشأن في نشر الإسلام في بلاد السنغال وأعالى النيجر ومنطقة بحيرة تشاد ، كذلك كان شأن الطرق التجارية التي تصل وادي النيل ببلاد السودان وشرق إقريقية .
وقد دخل الإسلام إلى أفريقيا السوداء من عدة طرق :
1 ـ طريق باب المندب والبحر الأحمر : وعن طريقه انتشر الإسلام في القرن الأفريقي وأفريقيا الشرقية ، وكان اتصال العرب ، بالساحل الشرقي لأفريقيا قديماً قبل الإسلام ، لقربه من جزيرة العرب ، واستقر الكثير من المهاجرين والتجار العرب في هذه المناطق واختلطوا بأهالي البلاد ، وأثروا فيهم ، إلا أن التأثير الحقيقي كان بعد الإسلام ، وقوي التواصل بين الطرفين ، وكان الانتقال بين ضفتي البحر الأحمر مألوفاً أيضاً قبل الإسلام ، وقوي بعد الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج .
2 ـ عن طريق جنوب مصر : وانتشر الإسلام عن طريقها إلى بلاد النوبة والبرنو .
3 ـ عن طريق المغرب العربي : ووصل الإسلام عبر هذا المحور إلى أفريقيا الغربية والوسطى ، وقد اتسع انتشار الإسلام في غرب أفريقيا على يد المرابطين في القرن الخامس الهجري ، وقامت هناك دول وممالك إسلامية
المصدر:منتديات دريكيمو
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكانت مصر هي قاعدة الفتح لإفريقيا الشمالية بعد أن انتشر فيها الإسلام ، وأما بلاد المغرب العربي فبدأ فتحها في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبدأ ذلك سنة 27 للهجرة على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه ، فغزاها في 20 ألفا ، فيهم جماعة من وجوه الصحابة منهم عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم ، وقد أحصى أبو العباس أحمد بن خالد الناصري صاحب ( الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ) من شهد فتح المغرب من الصحابة الكرام ، فسرد أسماءهم في خمس صفحات كاملة .
وفتح عبد الله بن سعد مدينة ( سبيطلة ) الرومانية وما يحيط بها ، وما زالت هذه المدينة معروفة باسمها حتى الآن وتقع في الجنوب الشرقي لتونس ، وكانت هي المأوى المنيع لبقايا الرومانيين ، وفي هذه المعركة قتل عبد الله بن الزبير ملك البربر "جرجير " وكان ذلك سبب انهزام البربر مع كثرة عددهم ، الذي بلغ في هذه المعركة 120 ألفا ، وقيل 200 ألف ، وكان هذا الفتح سبباً لمعركة ذات الصواري الشهيرة التي وقعت سنة 31 هــ ، فإن الروم لما سمعوا بفتح تونس اغتاظوا من ذلك كثيراً ، واجتمعوا على قسطنطين بن هرقل ، وساروا إلى المسلمين في جمع لم ير مثله منذ كان الإسلام ، وقصدوا عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومن معه من المسلمين في بلاد المغرب ، فلما تراءى الجمعان بات الروم يصلبون ، وبات المسلمون يقرؤون القرآن ويصلون ، فلما أصبحوا صف عبد الله بن سعد أصحابه صفوفاً في المراكب ، وأمرهم بذكر الله وتلاوة القرآن ، قال بعض من حضر ذلك : فأقبلوا إلينا في أمر لم ير مثله من كثرة المراكب وتعداد صواريها ، واختار الروم القتال في البحر وكانت معركة شديدة قتل فيها من المسلمين بشر كثير ، ومن الروم أضعاف ذلك ، وألقت الأمواج جثث الرجال إلى الساحل فكانت مثل الجبل العظيم ، وغلب الدم لون الماء ، وصبر المسلمون يومئذ صبراً لم يعهد مثله قط ، ونصر الله عباده المسلمين نصراً مؤزراً ، وفر قسطنطين وبه جراحات شديدة ، ولم ينج من الروم إلا الشريد ، وأقام عبد الله بن سعد بذات الصواري أياماً ، ثم رجع مؤيداً منصوراً مظفراً ، وللمزيد من التفصيل راجع تاريخ الطبري 2/619 ، والبداية والنهاية 10 / 237 ـ 138 ، وكان لهذا النصر أثره الكبير في تثبيت الإسلام في الشمال الأفريقي .
ثم وجه معاوية رضي الله عنه في خلافته جيشاً بقيادة معاوية بن حديج الكندي رضي الله عنه والي مصر ، فوسع رقعة الفتح إلى أبعد مما كان في الفتح الأول ، وغزا صقلية من البحر ، ومكن للإسلام في تلك القطعة المفتوحة ، ثم ولى معاوية رضي الله عنه على فتوح إفريقية عقبة بن نافع الفهري الفاتح العظيم ، وأمره أن يتوسع في الفتوحات لنشر الإسلام والتمكين له ، فرأى عقبة أن يؤسس عاصمة للمسلمين ، تكون منطلق الفتوحات الإفريقية ، فأسس مدينة القيروان المشهورة إلى الآن ، وكان ذلك عام 50 هــ (670 م ) كما في البداية والنهاية 11 / 215 .
ثم جاء بعد عقبة مسلمة بن مخلد والي مصر ، فولى على إفريقية مولاه أبا المهاجر ديناراً ، فنشر الإسلام وتوسع في الفتوحات حتى وصل إلى تلمسان ، وهي آخر حدود الجزائرمع المغرب الآن ، ثم أكمل الفتح عقبة بن نافع في ولايته الثانية التي توغل فيها إلى أن بلغ طنجة وأدخل قوائم فرسه في البحر على شاطئ المحيط الأطلنطي ، وقال لأصحابه ارفعوا أيديكم ففعلوا وقال : اللهم إني لم أخرج بطراً ولا أشراً ، وإنك لتعلم أنما أطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين وهو أن تعبد ولا يشرك بك شيء ، اللهم إنا معاندون لدين الكفر ، ومدافعون عن دين الإسلام ، فكن لنا ولا تكن علينا يا ذا الجلال والإكرام . ذكر ذلك الناصري في الاستقصا 1 / 36 ، ولما رجع من هذه الفتوح البعيدة المدى والأثر ، قدر له أن يموت شهيداً في معركة بينه وبين البربر بجبل الأوراس ، فتعرضوا له في سفوح هذا الجبل واستشهد هو وأصحابه ، ودفن في محل يعرف باسمه إلى الآن ، وتقع مدينة " عقبة بن نافع " في ولاية بسكرة في الجنوب الشرقي من الجزائر .
وشأن الفتح الإسلامي لإفريقيا على يد هؤلاء الأبطال عجيب ، فقد تم في ثلاث سنوات تقريباً ، وبسط الإسلام ظله على تلك الأقطار الواسعة ذات الأمم التي لا يحصيها إلا الله ، من حدود ليبيا إلى شواطئ المحيط الأطلسي ، مع وعورة المسالك وقلة عدد المسلمين ، وكثرة أعدائهم وجهل الفاتحين بمعالم الوطن ، وبعادات أهله ولغتهم ، ولكنه الإيمان والإخلاص وصدق العزيمة ، ولم تزل هذه الغرائب التي صاحبت الفتح الإسلامي مثار دهشة المؤرخين من المسلمين وغيرهم .
وجاء بعد عقبة نفر يعدون من بناة التاريخ الإسلامي بالشمال الأفريقي ، منهم زهير بن قيس البلوي ، وحسان بن النعمان الغساني ، الذي تم على يديه مع فتح البلدان فتح العقول ، وجمع بين المقدرة الحربية والذكاء السياسي والملكة الإدارية ، وأفاض على الناس عدل الإسلام وإحسانه ، وبدأت في أيامه فكرة فتح الأندلس ، الذي حققه بعده موسى بن نصير ومولاه طارق بن زياد الليثي عام 92 هــ
وازداد استقرار الإسلام في هذه المناطق ، وتعربت إثر غارات لبني هلال بن عامر بن صعصعة ، في أواسط القرن الخامس ، ويقدر المؤرخون عددهم بربع مليون من العرب ، استقروا هناك وخالطوا البربر ، ثم جاء بعدهم بنو سليم واستوطنوا تلك البقاع قال محمد البشير الإبراهيمي في آثاره 5 / 101 : (( وكانت الغارة الهلالية هي المعربة الحقيقية للشمال الأفريقي وجباله وقراه وخيامه )) وكان استقرار الإسلام في الشمال الأفريقي بداية لتغلغل الإسلام إلى جنوب الصحراء أو ما يعرف بأفريقيا السوداء ، والحقيقة أن أول اتصال بين الإسلام وأفريقيا السوداء ، كان منذ فجر الإسلام الأول ، وذلك لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة ( إثيوبيا اليوم ) وكان من آثار هجرتهم هذه إسلام ملكها النجاشي رضي الله عنه ، وتجدر الإشارة إلى أن التجار المسلمين قد قاموا بدور بارز في نشر الإسلام في أفريقيا السوداء على العموم ، فقد كانت الطرق التجارية الموصلة بين المراكز الإسلامية في شمال القارة والبلاد الواقعة فيما وراء الصحراء هي المسالك الحقيقية التي تسرب الإسلام عبرها إلى قلب إفريقيا . وكذا الأمر بالنسبة للطرق التجارية على طول ساحل المحيط الأطلسي ، فقد قامت هذه الطرق بدور جليل الشأن في نشر الإسلام في بلاد السنغال وأعالى النيجر ومنطقة بحيرة تشاد ، كذلك كان شأن الطرق التجارية التي تصل وادي النيل ببلاد السودان وشرق إقريقية .
وقد دخل الإسلام إلى أفريقيا السوداء من عدة طرق :
1 ـ طريق باب المندب والبحر الأحمر : وعن طريقه انتشر الإسلام في القرن الأفريقي وأفريقيا الشرقية ، وكان اتصال العرب ، بالساحل الشرقي لأفريقيا قديماً قبل الإسلام ، لقربه من جزيرة العرب ، واستقر الكثير من المهاجرين والتجار العرب في هذه المناطق واختلطوا بأهالي البلاد ، وأثروا فيهم ، إلا أن التأثير الحقيقي كان بعد الإسلام ، وقوي التواصل بين الطرفين ، وكان الانتقال بين ضفتي البحر الأحمر مألوفاً أيضاً قبل الإسلام ، وقوي بعد الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج .
2 ـ عن طريق جنوب مصر : وانتشر الإسلام عن طريقها إلى بلاد النوبة والبرنو .
3 ـ عن طريق المغرب العربي : ووصل الإسلام عبر هذا المحور إلى أفريقيا الغربية والوسطى ، وقد اتسع انتشار الإسلام في غرب أفريقيا على يد المرابطين في القرن الخامس الهجري ، وقامت هناك دول وممالك إسلامية
المصدر:منتديات دريكيمو