السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المسلم يرى الأشياء من حوله فتذكره بالله ربه سبحانه وتعالى ، وتكون دالته على الله تعالى وهذا ما علمنا إياه رسولنا الحبيب عليه وآله الصلاة والسلام في الأذكار المتعلقة بظواهر الطبيعة ، ومن ذلك ما ورد من أذكار الاستسقاء ، حين يشح الماء ، ويتأخر الغيث من السماء ، ويعلم المسلم أن الأمر بيد الله تعالى عطاء ومنعا ، فهو الذي ينزل الغيث ، وهو الذي يمنع المطر ، فيتوجه المسلم إلى ربه بالدعاء الذي فيه إقرار بربوبية الله تعالى ، ويتوجه إليه بالعبادة ، ومن الأدعية التي علمنا إياها رسولنا الحبيب عليه وآله الصلاة والسلام ما رواه أبو داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (أتت النبي عليه الصلاة والسلام بواك : فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل"فأطبقت عليهم السماء . ).
لقد جاء إلى النبي عليه وآله الصلاة والسلام مستغيثون من الجدب ، فماذا فعل عليه وآله الصلاة والسلام ؟ لقد توجه سريعا إلى من بيده خزائن كل شيء ولنقف على مفردات هذا الدعاء الجميل : لقد طلب غيثا لا مطرا لأن الغيث هو المطر النافع الذي يسد الحاجة ويلبي المطلوب من غير أن تكون له آثار جانبية ضارة ، والمريء هو الشراب السائغ الذي لا سوء فيه ، وقد جاء في الدعاء الطلب السريع للغيث وأن يكون نافعا غير ضار ، لأن الناس الذين طلبوا السقيا كانوا في شدة وهم بحاجة إلى إسعاف سريع لفقدانهم الماء وطلب النفع ونفي الضرر لا يخفى ما فيه من حكمة لأن في المطر ريحا وسيولا وعواقب قد تسبب الأذى .
ومن ادعية الاستسقاء ما رواه أبو داود ومالك عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال :"اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك".
وانظر في صياغة هذا الدعاء ما أجملها وما أوجزها :لقد اضاف العباد من البشر وأضاف البهائم إلى كاف الخطاب ، وفي هذه الإضافة استرحام الرب سبحانه على عباده ومخلوقاته من البشر والبهائم الذين لا يستغنون عن الماء الذي به قوام حياتهم ، ونزول المطر بالسقيا فيه نشر للرحمة على البلاد وانظر كيف أضاف البلد إلى كاف الخطاب كذلك ، .
وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن الناس شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخر المطر ، فخرج بالمسلمين إلى المصلى ومما كان في خطبة الاستسقاء أنه كبر وحمد الله عز وجل ثم قال :"إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا اله يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ، " لقد قدم النبي عليه وآله الصلاة والسلام قبل طلب السقيا قراءة مطلع سورة الفاتحة ، وفيه ذكر اسم الرحمن واسم الرحيم وفي ذلك استنزال للرحمة على العباد المحتاجين إليها ، وفي الدعاء إقرار لله تعالى بحق الألوهية ( لا إله إلا أنت ) وفيه تذلل العبد تجاه الرب القادر الغني الذي بيده خزائن كل شيء ( لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء ) ، ثم بعد هذه المقدمات يأتي الطلب بنزول الغيث الذي يقيم به الإنسان أمور حياته حتى حين .
ما أجل وأعدل أن يكون قلب المؤمن معلقا بربه في السراء والضراء وفي كل حال ، يسأله رفع الضر إن نزل ، ويشكره على النعم حين تحل
للدكتور مأمون جرار
إن المسلم يرى الأشياء من حوله فتذكره بالله ربه سبحانه وتعالى ، وتكون دالته على الله تعالى وهذا ما علمنا إياه رسولنا الحبيب عليه وآله الصلاة والسلام في الأذكار المتعلقة بظواهر الطبيعة ، ومن ذلك ما ورد من أذكار الاستسقاء ، حين يشح الماء ، ويتأخر الغيث من السماء ، ويعلم المسلم أن الأمر بيد الله تعالى عطاء ومنعا ، فهو الذي ينزل الغيث ، وهو الذي يمنع المطر ، فيتوجه المسلم إلى ربه بالدعاء الذي فيه إقرار بربوبية الله تعالى ، ويتوجه إليه بالعبادة ، ومن الأدعية التي علمنا إياها رسولنا الحبيب عليه وآله الصلاة والسلام ما رواه أبو داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (أتت النبي عليه الصلاة والسلام بواك : فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل"فأطبقت عليهم السماء . ).
لقد جاء إلى النبي عليه وآله الصلاة والسلام مستغيثون من الجدب ، فماذا فعل عليه وآله الصلاة والسلام ؟ لقد توجه سريعا إلى من بيده خزائن كل شيء ولنقف على مفردات هذا الدعاء الجميل : لقد طلب غيثا لا مطرا لأن الغيث هو المطر النافع الذي يسد الحاجة ويلبي المطلوب من غير أن تكون له آثار جانبية ضارة ، والمريء هو الشراب السائغ الذي لا سوء فيه ، وقد جاء في الدعاء الطلب السريع للغيث وأن يكون نافعا غير ضار ، لأن الناس الذين طلبوا السقيا كانوا في شدة وهم بحاجة إلى إسعاف سريع لفقدانهم الماء وطلب النفع ونفي الضرر لا يخفى ما فيه من حكمة لأن في المطر ريحا وسيولا وعواقب قد تسبب الأذى .
ومن ادعية الاستسقاء ما رواه أبو داود ومالك عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال :"اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك".
وانظر في صياغة هذا الدعاء ما أجملها وما أوجزها :لقد اضاف العباد من البشر وأضاف البهائم إلى كاف الخطاب ، وفي هذه الإضافة استرحام الرب سبحانه على عباده ومخلوقاته من البشر والبهائم الذين لا يستغنون عن الماء الذي به قوام حياتهم ، ونزول المطر بالسقيا فيه نشر للرحمة على البلاد وانظر كيف أضاف البلد إلى كاف الخطاب كذلك ، .
وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن الناس شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخر المطر ، فخرج بالمسلمين إلى المصلى ومما كان في خطبة الاستسقاء أنه كبر وحمد الله عز وجل ثم قال :"إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، لا إله إلا اله يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ، " لقد قدم النبي عليه وآله الصلاة والسلام قبل طلب السقيا قراءة مطلع سورة الفاتحة ، وفيه ذكر اسم الرحمن واسم الرحيم وفي ذلك استنزال للرحمة على العباد المحتاجين إليها ، وفي الدعاء إقرار لله تعالى بحق الألوهية ( لا إله إلا أنت ) وفيه تذلل العبد تجاه الرب القادر الغني الذي بيده خزائن كل شيء ( لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء ) ، ثم بعد هذه المقدمات يأتي الطلب بنزول الغيث الذي يقيم به الإنسان أمور حياته حتى حين .
ما أجل وأعدل أن يكون قلب المؤمن معلقا بربه في السراء والضراء وفي كل حال ، يسأله رفع الضر إن نزل ، ويشكره على النعم حين تحل
للدكتور مأمون جرار