مسلم وأفتخر


الارتباط بالله والتوازن الحياتي 403042602



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسلم وأفتخر


الارتباط بالله والتوازن الحياتي 403042602

مسلم وأفتخر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مسلم وأفتخر

المنتدى الإسلامي مسلم وأفتخر يرحب بكم أعضاء وزوارا


    الارتباط بالله والتوازن الحياتي

    مسلمة وأفتخر
    مسلمة وأفتخر
    :: المديره العامّه ::
    :: المديره  العامّه ::


    انثى عدد المساهمات : 1110
    تاريخ التسجيل : 31/01/2012
    العمر : 30
    الموقعhttps://muslim.forumalgerie.net
    تعاليق :


    (¯`•.¸¸.• أنا مسلم•.¸¸.•´¯)





    الارتباط بالله والتوازن الحياتي Empty الارتباط بالله والتوازن الحياتي

    مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر مايو 10th 2012, 14:38

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عبر التاريخ الإنساني كله كان الفهم السائد للحياة الدنيا يتكون من جانبين ؛ جانب مادي ، وجانب معنوي ، وكان الناس يتفاوتون في تحقيق التوازن بين هذين الجانبين ، كلٌّ بحسب بيئته الحضارية والاجتماعية ، والعوامل التي كانت تسيّر هذا الفهم وتؤثر فيه سلباً أو إيجاباً .
    وفي هذا القرن حدث تغيير على فهم الحياة ، حيث انكفأ الناس على الاهتمام بالجانب المادي فحسب ، وذلك من جراء هيمنة الحضارة الأوروبية وانتشار الذهنية الغربية المادية في مختلف شعوب العالم وثقافاته ، بل وتقلص الجانب المعنوي واعتباراته الأخلاقية بسبب التيارات الفكرية والفلسفات الانحلالية والسلوكية المجاهرة بالتفلت والتحلل وقدرتها على الانتشار والتوغل في النفوس بصورة سريعة مذهلة .
    إلا أن هذا التطور في هذا الفهم يعتبر جزئياً في حياة الإنسان ، لأن الجانب الروحي والاعتبارات المعنوية مسألة عميقة الجذور في فطرة الإنسان وتكوين مجتمعه ، ومهما حاول الناس تقليص فعاليتها فإنهم لا يستطيعون ذلك إلا في حدود . فخلق الوفاء والالتزام بالعهود في أكثر المجتمعات اضطراباً وتحللاً يبقى قيمة محترمة في نظر الناس ولو لم يصرحوا بذلك ، لأنه خلق عميق في فطرة الإنسان ، وعفاف الزوجة حتى في أكثر المجتمعات مجاهرة بالفساد والإباحية يعتبر قيمة مقدرة مرغوباً فيها… وما حرص الحكومات والأفراد على رفع شعار الاعتبارات المعنوية الإنسانية ولجوؤهم إلى التبرير ، واحتمائهم بالأخلاق ، وأحياناً التظاهر بالدفاع عنها وتبنيها إلا الدليل على وجودها كعنصر مسلّم به من عناصر الفطرة السليمة للإنسان ، التي لا يمكن فهم الحياة والتعامل معها إلا من خلالها .
    ألا ترى كيف تكثر المناداة بالتضامن عند تدهور هذه القيمة في المجتمعات ، وبالحرمة عندما ينتشر الظلم ويسود التعسف والاستبداد ، كل ذلك يحدث لأنها قيم ثابتة في فطرة الإنسان ، يتعشقها ويذود عنها ، ويبذل في سبيلها الغالي والنفيس .




    تصور الإسلام للحياة الدنيا
    كانت مهمة الأنبياء منذ بعثهم الله مبشرين ومنذرين إلى خاتمهم محمد  مكافحة الانحراف في فهم الحياة الدنيا ، يجاهدون في إرساء التصور الصحيح والقويم النابع من الإسلام وأسلوبه في التعامل مع الحياة .
    إن تصور الإسلام لا يلغي الجانب المادي ، بل يقر حاجات الإنسان وضرورات العيش وفي الرفاهية : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } ولكنه يدخل تعديلاً في الساحة الواسعة التي يعطيها له المفهوم الجاهلي ، حتى ليتجاوز نفس الإنسان ووقته ، فيعطيه الإسلام نسبة توافق حاجته ونسبة أقل من اهتمامه النفسي بعد تهذيبها .كما أن الإسلام لا يلغي الجانب المعنوي ، ولكنه أيضاً يدخل فيه تعديلاً جذرياً ، فيلغي بعض القيم ، ويصحح بعضها الآخر ويضيف قيماً جديدة .
    هذا التهذيب والتشذيب الذي يدخله الإسلام على فهم الحياة يحدث تأثيراً كلياً على نظرة الناس إلى الحياة وتعاملهم معها .
    إن الإسلام بطرحه الجديد ، يقدم لنا فهماً للحياة من منظور يتلاءم وطبيعة الإنسان ودوره في الحياة ، ويرسم لنا اتجاهاً حضارياً متميزاً بمقياسه وأسلوبه عن غيره من الاتجاهات الحضارية . فأحجام الحاجات المادية والقيم المعنوية بمقياس الإسلام تختلف عن أحجامها بمقياس غيره ، ونسبها أيضاً تتفاوت وتتباين حسب المقتضيات والأحكام ، بل إن أسلوب المسلم في التعامل مع الحياة يختلف شكلاً ومضموناً عن أسلوب الآخرين .
    فرب أمر مادي له حجم كبير عند الناس ، يكون في مقياس المسلم فضولاً أو شيئاً ضئيلاً ، والعكس صحيح . ورب اعتبار معنوي ضخم عند الناس يكون في مقياس المسلم وهماً أو تفاهة ، والعكس صحيح .
    وربما أقدم المسلم في موقف يحجم عنده الناس ، والعكس صحيح ، وربما فرح المسلم مما يحزن منه الناس ، والعكس صحيح…


    بين النظرية والتطبيق
    لا يوجد أية صعوبة أو إشكال في فهم تصور الإسلام عن الحياة والاقتناع به ، بل نجد في كل وقت من يقم لنا هذا التصور بأسلوب ممتع أخاذ ، يعرض فيه لعقيدة الإسلام وشريعته ويبرهن عليه بأسلوب سهل جذاب… { ولقد يسرنا القرآن للذكر } ، غير أنه شتان بين النظرية والتطبيق ، بين القول والعقل ، بين الادعاء والالتزام… شتان بين من يلتزم ويطبق بمقياس الإسلام ، وبين من يدعي ذلك قولاً لا يقوم عليه برهان عملي صادق . هنا تكمن المشكلة بالالتزام العملي بالإسلام وبالمخالفة الكلية لأي تصور سواه .
    ويمكننا أن نوجز العقبات والصعوبات التي تقف حائلاً دون التزام المسلم وتدني مستوى إيمانه ويقينه إلى الضغوط التي تمارس عليه عند تعامله بمقاييس الإسلام ، وبالمنسيات التي تجعله يغفل ردحاً من الزمن معايير الإسلام ، مما يؤدي إلى التأثير السلبي على نمو الشخصية الإسلامية السوية ، كذلك من الأسباب : النفس والظروف المحيطة بما فيها من مغريات وملذات .
    والمتفحص بنظم الإسلام وتعاليمه يدرك أن هذا الدين تنزل من العزيز الحكيم إلى الناس ؛ يخاطبهم جميعاً بما يملكون من قدرات فكرية وتكوين عاطفي وبنية جسمية ، يخاطبهم في ظروفهم المحيطة بهم وواقعهم الذي يتحركون فيه ، لم يتركهم دون توجيه وعلاج للمشاكل التي يعانون منها ويواجهونها في التطبيق ، بل وضع لهم جملة من التشريعات العملية التي تضع المسلم إذا ما عمل بها في جو الإسلام أحكاماً ومفاهيماً وشعوراً ، وتيسر له تطبيق مقاييس الإسلام ، هذه التشريعات يجمعها قاسم مشترك ألا وهو جامع « الارتباط بالله عز وجل » .
    ويوصي الإسلام أتباعه بأن يجعلوا مسيرتهم في الحياة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالله ، في الأهداف والدوافع والوسائل والأساليب . فبدون ارتباطهم به ستنحرف بلا شك مسيرتهم وتضيع أهدافهم في السراب ، ويبقى الناس في أسر فهم سطحي جاهلي للأشياء والأسباب والأهداف .
    في إطار ارتباط الإنسان المحدود بالله المطلق ، ارتباط المخلوق بالخالق فقط يمكن للناس أن يحيوا الفهم الإسلامي للحياة ويعودوا إلى العمل فيها بمقاييس الإسلام .
    ولا يكفي الانتساب والإعلان بأن المسيرة مرتبطة وسالكة في طريق الله ، فالإعلان هو إيذان ببداية الطريق ، إذ لا يتحقق للناس أن ينعموا بهذا الارتباط إلا إذا ولجوا فيه وتغلبوا على كل ما يعترض مسيرتهم ويحيط بها ، ولا يقدرون على فعل ذلك إلا بالقيام بالتكاليف الشرعية التي تجعلهم يحيون في جو الارتباط بالله .
    وأهم هذه التشريعات التي تزكي في النفس الارتباط بالله ، والعيش في هذا الجو ، العبادات المفروضة من صوم وصلاة وحج وزكاة ، غير أن ذكر الله ، وتسبيحه والدعاء والتفكير بآلائه ومحاسبة النفس ، يحمي كل ذلك المسلم ، ويجعله يعيش في آفاق روحانية دائمة ، تشفي نفسه وتريحه من كل الهموم التي يصاب بها وهو يسير في دروب الحياة المتعرجة ، وهو يؤكد مقياس الإسلام للأمور في كل شأن من شؤون الحياة.
    المصدر: مجلة الرائد

      الوقت/التاريخ الآن هو نوفمبر 22nd 2024, 15:42