السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية، وواجبات غير ركنية.. والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً.. ومن هذه الواجبات النية، التي هي حركة في القلب.. فالتكبير، والقيام، والركوع، والسجود؛ أعمال خارجية.. أما النية؛ فإنها عملية في القلب، وهي قوام الصلاة.. يقولون: بأن النية بالنسبة إلى العمل، كالروح إلى الجسد: مهما كان الجسد قويا، فهو ميت لا قيمة له.. وأعمالنا كذلك.
أثر النية في الخلود..
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا، تكون لسنوات محدودة؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة؟.. والأعجب من ذلك، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها؛ لأنه أشرك بالله -عز وجل- {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}.. هذا الشرك كان لثوان فقط، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم.. وكذلك بالنسبة إلى الطاعة: إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم، ثم مات بعد ثوان؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها.. والذي أوجب لهذا الخلود في النار، ولهذا الخلود في الجنة؛ هي النية.. أي يا رب، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا، أو العكس.. هذا تأثير النية.
الرياء المبطل للعمل..
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله.. إن البعض يصلي جماعة، فتأتيه خاطرة: أن الناس ينظرون إليه بارتياح، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش.. أو أن شابا يذهب إلى المسجد، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه.. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة؟..
إن هناك فرقا بين الخواطر، وبين ما استقر في صفحة النفس.. فالرياء المبطل، هو الرياء المستقر، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة.. قال تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.. قال تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ}؛ أي اتصال سطحي.. {طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ}؛ لم يقل: شيء استقر من الشيطان.. وقد ورد في الرسالة العملية -مع أن هذه مسألة أخلاقية-: وأما الخواطر فلا تبطل الصلاة، وخصوصا إذا تأذى منها الإنسان.. إذا تأذى الإنسان من خاطرته، فهو إنسان مخلص.
إن من نعم الله علينا، أنه لا يؤاخذنا بالرياء بعد العمل، مثلا: إنسان ذهب إلى الحج وأتقن حجه، وخشع في صلاته، ونقل ذلك إلى الآخرين؛ رب العالمين أكرم من أن يضيع أجره.. الرياء المبطل هو ما كان أثناء العمل، أما الرياء اللاحق؛ فإنه لا يفسد العمل.. وكذلك بالنسبة إلى العجب: إذا أُعجب الإنسان بعمله بعد أداء العمل؛ فإن هذا لا يضر بالعمل.. حيث أن العجب المبطل، هو العجب المقارن.
هل من موجبات عدم الإخلاص، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة، أو خوفا من النار؟..
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين، أو عبادة التجار.. فهل هذا يخل بالإخلاص، أم لا؟.. فقيها: لا، الصلاة صحيحة.. أما عرفياً وأخلاقياً؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص.. أين نحن وعبادة أمير المؤمنين، الذي كان يقول: (إلهي!.. ما عبدتك خوفاً من عقابك، ولا طمعاً في ثوابك.. ولكن وجدتك أهلاً للعبادة؛ فعبدتك)؛ هذه هي عبادة الأحرار.. والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته، ليصل إلى هذه الدرجة.
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه.. هو لا ينوي ذلك، ولكن البرودة تأتيه قصرا.. وكذلك في قربك لله -عز وجل- لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل: يا رب!.. أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار.. إن استطعت ذلك، فإنه -عز وجل- يعطيك ما لا يخطر على بال بشر.. عندما يدخل الإنسان الجنة، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول، يقال له: اذهب إلى القصور وإلى الحور؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي، لا يقاس بالجمال المادي.. ومن هناك قيل: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}!..
إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية، وواجبات غير ركنية.. والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً.. ومن هذه الواجبات النية، التي هي حركة في القلب.. فالتكبير، والقيام، والركوع، والسجود؛ أعمال خارجية.. أما النية؛ فإنها عملية في القلب، وهي قوام الصلاة.. يقولون: بأن النية بالنسبة إلى العمل، كالروح إلى الجسد: مهما كان الجسد قويا، فهو ميت لا قيمة له.. وأعمالنا كذلك.
أثر النية في الخلود..
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا، تكون لسنوات محدودة؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة؟.. والأعجب من ذلك، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها؛ لأنه أشرك بالله -عز وجل- {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}.. هذا الشرك كان لثوان فقط، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم.. وكذلك بالنسبة إلى الطاعة: إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم، ثم مات بعد ثوان؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها.. والذي أوجب لهذا الخلود في النار، ولهذا الخلود في الجنة؛ هي النية.. أي يا رب، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا، أو العكس.. هذا تأثير النية.
الرياء المبطل للعمل..
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله.. إن البعض يصلي جماعة، فتأتيه خاطرة: أن الناس ينظرون إليه بارتياح، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش.. أو أن شابا يذهب إلى المسجد، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه.. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة؟..
إن هناك فرقا بين الخواطر، وبين ما استقر في صفحة النفس.. فالرياء المبطل، هو الرياء المستقر، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة.. قال تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.. قال تعالى: {إِذَا مَسَّهُمْ}؛ أي اتصال سطحي.. {طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ}؛ لم يقل: شيء استقر من الشيطان.. وقد ورد في الرسالة العملية -مع أن هذه مسألة أخلاقية-: وأما الخواطر فلا تبطل الصلاة، وخصوصا إذا تأذى منها الإنسان.. إذا تأذى الإنسان من خاطرته، فهو إنسان مخلص.
إن من نعم الله علينا، أنه لا يؤاخذنا بالرياء بعد العمل، مثلا: إنسان ذهب إلى الحج وأتقن حجه، وخشع في صلاته، ونقل ذلك إلى الآخرين؛ رب العالمين أكرم من أن يضيع أجره.. الرياء المبطل هو ما كان أثناء العمل، أما الرياء اللاحق؛ فإنه لا يفسد العمل.. وكذلك بالنسبة إلى العجب: إذا أُعجب الإنسان بعمله بعد أداء العمل؛ فإن هذا لا يضر بالعمل.. حيث أن العجب المبطل، هو العجب المقارن.
هل من موجبات عدم الإخلاص، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة، أو خوفا من النار؟..
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين، أو عبادة التجار.. فهل هذا يخل بالإخلاص، أم لا؟.. فقيها: لا، الصلاة صحيحة.. أما عرفياً وأخلاقياً؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص.. أين نحن وعبادة أمير المؤمنين، الذي كان يقول: (إلهي!.. ما عبدتك خوفاً من عقابك، ولا طمعاً في ثوابك.. ولكن وجدتك أهلاً للعبادة؛ فعبدتك)؛ هذه هي عبادة الأحرار.. والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته، ليصل إلى هذه الدرجة.
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه.. هو لا ينوي ذلك، ولكن البرودة تأتيه قصرا.. وكذلك في قربك لله -عز وجل- لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل: يا رب!.. أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار.. إن استطعت ذلك، فإنه -عز وجل- يعطيك ما لا يخطر على بال بشر.. عندما يدخل الإنسان الجنة، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول، يقال له: اذهب إلى القصور وإلى الحور؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي، لا يقاس بالجمال المادي.. ومن هناك قيل: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}!..