صباح الخير … يا حلوة …
صباح الخير … يا قديستي الحلوة
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافية
وخبأ في حقائبه …
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وانهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقيةً …
* * * *
2
أنا وحدي …
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ …
تفتش – بعدُ – عن بيدر
عرفت نساء أوروبا …
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب …
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر …
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها …
إليَّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
أيا أمي …
أيا أمي …
أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره …
تعيش عروسة السكر
فكيف … فكيف يا أمي
غدوت أباً …
ولم أكبر …
* * * * *
3
صباح الخير، من مدريد
ما أخبارها الفلة ؟
بها أوصيك يا أماه …
تلك الطفلة الطفلة
فقد كانت أحب حبيبة لأبي …
يدللها كطفلته
ويدعوها إلى فنجان قهوته
ويسقيها …
ويطعمها …
ويغمرها برحمته …
… ومات أبي
ولا زالت تعيش بحلم عودته
وتبحث عنه في أرجاء غرفته
وتسأل عن عباءته …
وتسأل عن جريدته …
وتسأل - حين يأتي الصيف –
عن فيروز عينيه …
لتنثر فوق كفيه …
دنانيراً من الذهب …
* * * * *
4
سلاماتٌ .
سلاماتٌ .
إلى بيت سقانا الحب والرحمة
إلى أزهارك البيضاء … فرحة (ساحة النجمة)
إلى تختي …
إلى كتبي …
إلى أطفال حارتنا …
وحيطان ملأناها …
بفوضى من كتابتنا …
إلى قطط كسولات
تنام على مشارفنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شباك جارتنا
مضى عامان … يا أمي
ووجه دمشقَ،
عصفور يخربش في جوانحنا
يعض على ستائرنا …
وينقرنا …
برفق من أصابعنا …
مضى عامان … يا أمي
وليل دمشقَ
فلُّ دمشقَ
تسكن في خواطرنا
مآذنها … تضيئ على مراكبنا
كأنَّ مىذن الأموي …
قد زرعت بداخلنا …
كأنَّ مشاتل التفاح …
تعبق في ضمائرنا
كأنَّ الضوء والأحجار
جاءت كلها معنا …
5
أتى أيلول أماه …
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلول … أين دمشق ؟
أين أبي وعيناه
وأين حرير نظرته ؟
وأين عبير قهوته ؟
سقى الرحمن مثواه .
وأين رحاب منزلنا الكبير …
وأين نعماه ؟
وأين مدارج الشمشير …
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه ؟
أجرجر ذيل قطته
وآكل من عريشته
وأقطف من (بنفشاه).
دمشق . دمشق .
يا شعراً
على حدقات أعيننا كتبناه
ويا طفلاً جميلاً …
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته …
وذبنا في محبته
إلى أنْ في محبتنا قتلناه
صباح الخير … يا قديستي الحلوة
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافية
وخبأ في حقائبه …
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وانهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقيةً …
* * * *
2
أنا وحدي …
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ …
تفتش – بعدُ – عن بيدر
عرفت نساء أوروبا …
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب …
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر …
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها …
إليَّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
أيا أمي …
أيا أمي …
أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره …
تعيش عروسة السكر
فكيف … فكيف يا أمي
غدوت أباً …
ولم أكبر …
* * * * *
3
صباح الخير، من مدريد
ما أخبارها الفلة ؟
بها أوصيك يا أماه …
تلك الطفلة الطفلة
فقد كانت أحب حبيبة لأبي …
يدللها كطفلته
ويدعوها إلى فنجان قهوته
ويسقيها …
ويطعمها …
ويغمرها برحمته …
… ومات أبي
ولا زالت تعيش بحلم عودته
وتبحث عنه في أرجاء غرفته
وتسأل عن عباءته …
وتسأل عن جريدته …
وتسأل - حين يأتي الصيف –
عن فيروز عينيه …
لتنثر فوق كفيه …
دنانيراً من الذهب …
* * * * *
4
سلاماتٌ .
سلاماتٌ .
إلى بيت سقانا الحب والرحمة
إلى أزهارك البيضاء … فرحة (ساحة النجمة)
إلى تختي …
إلى كتبي …
إلى أطفال حارتنا …
وحيطان ملأناها …
بفوضى من كتابتنا …
إلى قطط كسولات
تنام على مشارفنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شباك جارتنا
مضى عامان … يا أمي
ووجه دمشقَ،
عصفور يخربش في جوانحنا
يعض على ستائرنا …
وينقرنا …
برفق من أصابعنا …
مضى عامان … يا أمي
وليل دمشقَ
فلُّ دمشقَ
تسكن في خواطرنا
مآذنها … تضيئ على مراكبنا
كأنَّ مىذن الأموي …
قد زرعت بداخلنا …
كأنَّ مشاتل التفاح …
تعبق في ضمائرنا
كأنَّ الضوء والأحجار
جاءت كلها معنا …
5
أتى أيلول أماه …
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلول … أين دمشق ؟
أين أبي وعيناه
وأين حرير نظرته ؟
وأين عبير قهوته ؟
سقى الرحمن مثواه .
وأين رحاب منزلنا الكبير …
وأين نعماه ؟
وأين مدارج الشمشير …
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه ؟
أجرجر ذيل قطته
وآكل من عريشته
وأقطف من (بنفشاه).
دمشق . دمشق .
يا شعراً
على حدقات أعيننا كتبناه
ويا طفلاً جميلاً …
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته …
وذبنا في محبته
إلى أنْ في محبتنا قتلناه