مسلم وأفتخر


بحث حول الانسحاب الاجتماعي 403042602



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسلم وأفتخر


بحث حول الانسحاب الاجتماعي 403042602

مسلم وأفتخر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مسلم وأفتخر

المنتدى الإسلامي مسلم وأفتخر يرحب بكم أعضاء وزوارا


    بحث حول الانسحاب الاجتماعي

    مسلمة وأفتخر
    مسلمة وأفتخر
    :: المديره العامّه ::
    :: المديره  العامّه ::


    انثى عدد المساهمات : 1110
    تاريخ التسجيل : 31/01/2012
    العمر : 30
    الموقعhttps://muslim.forumalgerie.net
    تعاليق :


    (¯`•.¸¸.• أنا مسلم•.¸¸.•´¯)





    بحث حول الانسحاب الاجتماعي Empty بحث حول الانسحاب الاجتماعي

    مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر مارس 30th 2013, 17:25

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المملكة العربية السعودية
    وزارة التعليم العالي
    جامعة نجران
    دبلوم التوجيه والإرشاد النفسي

    الانسحاب الاجتماعي

    ( تـعـريـفـه , وأسـبـابـه , وطـرق عـلاجـه )


    أشراف الدكتور / ناجح الخوالدة


    أعداد الطالب / محمد سالم محمد القشانين اليامي





    للعام الجامعي
    1431هـ - 1432هـ
    مقدمة

    كثيراً ما يصيب الأطفال بعض السلوكيات الغير مرغوب فيها والتي تقف عائقاً أمام تحصيلهم الدراسي وتؤثر في مستقبلهم التعليمي وحياتهم المستقبلية , ولأهمية تربية الأطفال على السلوك القويم وتطوير قدراتهم فهم أجيال المستقبل وبنائهم يعُد بناءً للمستقبل فيجب علينا مراعاة سلوكهم وقدراتهم وتطوير الإيجابية منها وتعديل السلبية منها .
    ونظراً لكون الاضطرابات السلوكية تؤثر على الأطفال المضطربين سلوكياً من حيث تحصيلهم الدراسي والتعليمي ولها عدة أنواع البعض منها داخلية يصعب اكتشافها والبعض منها خارجية يسهل اكتشافها والبعض الآخر قليلة الحدوث , والأطفال المضطربين سلوكياً هم أناس أسوياء في الأساس من حيث قدراتهم العقلية والجسمية والنفسية ولكن الفرق بينهم وبين الأطفال العاديين في الدرجة وليس في النوع , وهذه السلوك غير مقبولة اجتماعياً لأن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في السلوك ينتابهم الخوف والإحراج والعزلة الاجتماعية وعدم الثقة في النفس وعدم القدرة على التفاعل والتعامل مع الآخرين وبناء علاقات سوية مع أقرانهم وقد يتولد عن تلك السلوك الغير سوية سلوكاً أخرى أشد منها وغالباً ما تكون بدايته قبل سنوات الدراسة وقد تستمر تلك السلوك مع الأطفال المضطربين لفترات طويلة وربما مدى الحياة .
    ومن هذا المنطلق فقد رأيت أن الاضطرابات الداخلية ذات أهمية لصعوبة كشفها , ومن تلك الاضطرابات ما سأتطرق إلية في هذا البحث العلمي المختصر ألا وهو الانسحاب الاجتماعي والذي يحُكم عليه من حيث شدته وحدته وهو من العمليات الاجتماعية المفرقة والسلبية ويعيق الطفل عن التواصل والتعاون مع أسرته ومعلميه وزملائه الطلاب وشعوره بالوحدة ويؤدي إلى سوء التكيف الاجتماعي والقلق والكسل والخمول وعدم الاستجابة للتغيير وعدم القدرة على التعبير اللفظي الغير محدود والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة به ويؤثر على التفاعل الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية لدى الأطفال مما يؤثر على العملية التربوية بشكل عام , ولأهميته في حياة الأطفال العلمية والنفسية والاجتماعية , والذي ربما يصل لحالة من الاكتئاب أو التوحّد إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته في الوقت المناسب , وقد تناولت في هذا البحث عن سلوك الانسحاب الاجتماعي تعريفه وأسبابه وطرق اكتشافه وتشخيصه وعلاقته بالوراثة والانترنت والرهاب الاجتماعي ودور المرشد تجاه ذلك السلوك وأهمية تنمية ثقة الطفل بنفسه , ونموذج لإرشاد جمعي على مهارة التواصل والاتصال بين الأفراد , والعزلة والانطواء من حيث تعريفها وأسبابها وطرق علاجه , ومن ثم تناولت طرق معالجة الانسحاب الاجتماعي بالخطط العلاجية المناسبة للأطفال والمراهقين , وكيفية المحافظة على سلوكهم وتقويمه وتعزيز الإيجابي منه ومعالجة السلبي منه , ووضع نماذج لجلسات للاستفادة منها في تقويم السلوك , لنكون بإذن الله قادرين على تربية أطفالنا التربية السليمة وتنمية قدراتهم ومواهبهم والرفع من تحصيلهم الدراسي. سائلاً الله العلي القدير أن يوفقني في صياغة هذا البحث الذي أتمنى أن أكون قد وصلت لجزء من الهدف المنشود والكمال لله سبحانه وتعالى .. والله الموفق ,

    الباحث






    ( 1 )

    تمهيد
    إن الانسحاب الاجتماعي من أكثر أنواع الاضطرابات السلوكية شيوعاً لدى الأطفال وأكثرها تأثيراً على حياتهم وتعليمهم وتفاعلهم وتواصلهم مع أقرانهم وأسرهم ومحاضنهم التربوية وبيئتهم المحيطة لما له من آثار سلبية عديدة قد تنتهي في مجملها إلى بعض الأمراض النفسية والاجتماعية ويصعب علاجها وتصل لدرجة كبيرة من العُقد النفسية إذا ما تم ملاحظتها وتشخيصها ومعالجتها في حينها لكي لا تستمر معه لفترات طويلة قد تصل لكامل مراحله العمرية , والانسحاب الاجتماعي له عدة أسباب وله عدة طرق لعلاجه وتختلف الأسباب وكذلك طرق العلاج من طفل إلى طفل أو من مراهق إلى مراهق آخر حسب طبيعة الحياة لديه وحسب البيئة التي يعيش فيها وحسب معرفة والديه بأساليب التربية الصحيحة .

    تعريف الانسحاب الاجتماعي Social Withdrawal :

    هنالك عدة تعريفات للانسحاب الاجتماعي وعدة مصطلحات وأوصاف سواءً من الناحية التربوية أو من الناحية النفسية والاجتماعية فمنها: العزلة , والقلق, والخمول , وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين , وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي, وعدم القدرة على التعبير اللفظي المطلق .
    وقد عرّف معجم علم النفس الانسحاب الاجتماعي بأنه : نمط من السلوك , يتميز عادة بإبعاد الفرد عن نفسه وعن القيام بمهمات الحياة العادية , ويرافق ذلك إحباط وتوتر وخيبة أمل , كما يتضمن الانسحاب الاجتماعي الابتعاد عن مجرى الحياة الاجتماعية العادية , ويصاحب ذلك عدم التعاون وعدم الشعور بالمسؤولية , وأحياناً الهروب إلى درجة ما من الواقع الذي يعيشه الفرد .
    وقد عرف ( كيل وكيتال Kale& Kayeetal ) الانسحاب الاجتماعي تعريفا إجرائيا وهو : الأطفال المنسحبون اجتماعيا هم أولئك الذين يظهرون درجات متدنية من التفاعلات السلوكية والاجتماعية 0
    والانسحاب الاجتماعي بصورة عامة , هو الميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي , والإخفاق في المشاركة في المواقف الاجتماعية بشكل مناسب , والافتقار إلى أساليب التواصل الاجتماعي ويتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية أو بناء صداقة مع الأقران , إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة , وعدم الاكتراث بما يحدث في البيئة المحيطة . وقد يبدأ في سنوات ما قبل الدراسة , ويستمر فترات طويلة , وربما طوال الحياة (يحي , 2008) (1) .
    والسلوك الإنسحابي يصنف ضمن ما يعرف بالسلوك الإنسحابي الموجه نحو الداخل أو الذات ويتضمن البُعد من الناحية الجسمية والانفعالية عن الأشخاص والمواقف الاجتماعية .
    يظهر الكثير من المضطربين انسحاباً من المواقف الاجتماعية , وبالعزلة والاستغراق في أحلام اليقظة والكسل والخمول . إن مثل هؤلاء الأشخاص لا يستجيبون لمبادرات الآخرين ولا ينظرون إلى الأشخاص الذين يتكلمون معهم , ولا يكونَون صداقات بسبب افتقارهم للمهارات الاجتماعية المناسبة لفعل ذلك . وهم لا يمثلون أي تهديد لغيرهم من الأشخاص (القريوتي وآخرون , 1422هـ) (2) .
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) يحي , خولة أحمد (2008) , الإضطرابات السلوكية والإنفعالية , ط4 , دار الفكر – الأردن , عمان
    (2) القريوتي , يوسف وآخرون (1422هـ ) , المدخل إلى التربية الخاصة , ط2 , دار النشر والتوزيع , الإمارات العربية المتحدة .

    ( 2 )
    وهناك تعريفاً آخر للانسحاب الاجتماعي بأنه : نمط من السلوك يتميز عادةً بإبعاد الفرد نفسه عن القيام بمهمات الحياة العادية ويرافق ذلك إحباط وتوتر وخيبة أمل , فالانسحاب الاجتماعي عامةً هو الميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي والإخفاق في المشاركة في المواقف الاجتماعية بشكل مناسب والافتقار إلى أساليب التواصل الاجتماعي , ويتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية أو بناء صداقة مع الأقران إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة , وكذلك من عدم الاكتراث بما يحدث في البيئة المحيطة بهم (المحايدين , 2009 ) (1) .
    ومن هنا يتضح لنا بأن الانسحاب الاجتماعي هو نمط من السلوك المضطرب يحدث لدى بعض الأطفال وهو عدم الانسجام وعدم التوافق مع الآخرين والرغبة في العزلة والميل إلى العيش في عالم خاص وعدم القدرة على التواصل والتفاعل مع زملائهم وأقرانهم ومع البيئة التي يعيشون فيها وعدم مواجهة المواقف الاجتماعية والتعامل معها بالشكل المناسب مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وعلى حياتهم في المستقبل .
    أشكال الانسحاب الاجتماعي :

    يصنف ( جرينوود وآخرون ، 1977 ) الانسحاب الاجتماعي إلى صنفين وهما:
    1- الانسحاب الاجتماعي : ويتمثل في الأطفال الذين لم يسبق لهم أن أقاموا تفاعلات اجتماعية مع الآخرين ، أو أن تفاعلاتهم كانت محدودة ، مما يؤدي إلى عدم نمو مهاراتهم الاجتماعية ، والخوف من التفاعلات الشخصية .
    2- العزل الاجتماعي أو الرفض : وهو يتمثل في الأطفال الذين سبق لهم أن أقاموا تفاعلات اجتماعية مع الآخرين في المجتمع ، ولكن تم تجاهلهم أو معاملتهم بطريقة سيئة ، مما أدى إلى انسحابهم وانعزالهم .
    ويصنف كل من ( كوك وأبولوني Kook , Appolloni الانسحاب الاجتماعي التفاعلي Interaction-Social) بالاعتماد على تكرار حدوث السلوك الاجتماعي الذي يقوم به الطفل ونسبته، أي عدد المرات التي يقوم بها الطفل بنشاطاته ، مثل : تمرير كرة إلى الآخرين ، والابتسامة ، والقيام بالألعاب الاجتماعية المشتركة مع الآخرين 0 وقد وجد أن هذا الأسلوب (أسلوب التكرار والنسب ) له فائدة في التشخيص الإكلينيكي للانسحاب الاجتماعي .
    أما ( جوتمان Gottman ) فقد استخدم لتصنيف الانسحاب الاجتماعي ، مجموعة من المفاهيم ، كأدوات اجتماعية ، مثل : الشهرة ، والسمعة ، وتكوين صداقات مع الآخرين ، والرفض لمجموعات الأقران .


    أسباب الانسحاب الاجتماعي :

    يعتبر سلوك الانسحاب الاجتماعي مظهرا من مظاهر سوء التكيف لدى الأطفال ، وهو نمط سلوكي شائع يمكن أن ينتج من عدة
    عوامل , من أهمها :
    1- وجود تلف في الجهاز العصبي المركزي ، أو خلل أو اضطراب في عمل الهرمونات في الجسم 0
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) المحايدين , حسين طه ( 2009 ), تعديل السلوك ( الفرد * الأسرة * المدرسة * الحياة ) , ط1 , دائرة الإنتاج للنشر والتوزيع , الأردن .


    ( 3 )
    2- وجود نقص في المهارات الاجتماعية ، وعدم معرفة الطفل للقواعد الأساسية لإقامة علاقات مع الآخرين , وعدم التعرض للعلاقات الاجتماعية .

    3- خوف الطفل من الآخرين ، كما أن خبرات التفاعل الاجتماعي السلبية المبكرة مع الأخوة أو الزملاء ، تجعل الطفل يتأثر ويبتعد عن مخالطة الآخرين 0
    4- عدم احترام الطفل وتجاهله من قبل الآخرين ، وكذلك تعرضه للأذى والألم يسبب له سلوكا انسحابيا ، حيث لوحظ أن سلوك الانسحاب الاجتماعي يظهر أكثر عند الأطفال الذين تعاني أمهاتهم ويعاني آبائهم من اضطرابات سلوكية .
    5- رفض الآباء لأبنائهم ـ سواء كان ذلك مقصودا أو غير مقصود ـ قد يقود إلى الانسحاب إلى عالم الأماني ، وأحلام اليقظة 0 كذلك فإن رفض الوالدين لرفاق الطفل يشعره بشكل مباشر أو غير مباشر ، بأن الأصدقاء الذين أختارهم غير جيدين ، وينتج عن ذلك شعور الطفل بتدني مفهوم الذات لديه ، وكذلك ميله إلى العزلة وتطور الرغبة لديه على الرضا بذلك ، وتصبح العلاقة مع الآخرين لا قيمة لها بالنسبة له .
    6- العادات والتقاليد السائدة في بيئة الفرد ، بالإضافة إلى نمط الحياة العائلية ، وبخاصة ازدواجية المعاملة ، بمعنى الضرب والعقاب، والتجاهل تارة ، والمكافأة ، والتعزيز تارة أخرى ، كل ذلك قد يدفع بالطفل إلى سلوك العزلة الاجتماعية .
    7- الخجل ، وهو من أكثر أسباب الانسحاب الاجتماعي شيوعا ، حيث يحول هذا العامل دون التعبير عن وجهة النظر لدى الفرد الخجول ، وكذلك يحول دون التفكير والحديث عن الحقوق بصوت عال ، كما يمنع الفرد من مقابلة أناس جدد ، وتكوين صداقات جديدة .
    8- وجود إعاقة عند الطفل تسبب له سلوك العزلة والانطواء ، فعلى سبيل ، يميل الأطفال المعاقين عقليا إلى الانسحاب والانزواء, والبعد عن نشاطات الحياة 0 فهم يكتفون بالمراقبة والملاحظة ، والشرود الذهني 0 والسبب في ذلك يعود إلى كثرة خبرات الفشل المتكرر ، ومواقف الإحباط التي يتعرضون لها .
    أما المعاقون سمعيا والذين يعانون نقصا واضحا في قدراتهم اللغوية وصعوبة في التواصل مع الآخرين ، فإنهم يعيشون في عزلة عن الأفراد السامعين الذين يعجزون عن فهمهم ، ولهذا السبب يميـل هؤلاء الأفراد إلى الانعزال بسبب تعرضهم المستمر لمواقف الإحباط والشعور بالحرج ، مما يدفعهم إلى بناء علاقات اجتماعية مع الأفراد من الفئة نفسها ، ويكون ذلك على حساب العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص السامعين .
    ولا يختلف الأمر عند الأشخاص المعاقين بصريا ، فبعضهم يتصف بتدني مفهوم الذات وعدم الثقة بالنفس ، والإحساس بالفشل ، والإحباط 0 وكل ذلك ينعكس سلبا على مواقفهم من الآخرين ، وردود الأفعال المتوقعة من الآخرين نحوهم .
    أما الإعاقة الجسدية فإنها تؤدي إلى الحساسية الزائدة عند الأشخاص المعاقين جسديا ، مما يجعلهم يتجنبون الآخرين خوفا من نظراتهم والتحديق بهم ، وكذلك ملاحظتهم لردود أفعال الآخرين نحو الإعاقة الجسدية الظاهرة والتي تنطوي غالبا على العطف والشفقة ، أو الرفض 0 وهذا بدوره يمنع الأطفال المعاقين جسديا من اللعب ، أو حتى إظهار بعض نشاطاتهم ، مما يجعلهم يفضلون العزلة على تحمل نظرات الرفض أو العطف من الآخرين .
    وهناك بعض الإعاقات الخفية ومنها : صعوبات التعلم ، والمشكلات اللغوية ، والتي تؤدي إلى انسحاب الطفل ، والابتعاد عن الاختلاط بالآخرين ، وتجنب المواقف الاجتماعية 0

    ( 4 )
    قياس الانسحاب الاجتماعي وتشخيصه :

    توجد ثلاثة أساليب رئيسية لقياس الانسحاب الاجتماعي عند الأطفال , وهي :
    1- الملاحظة الطبيعية : وهي الأكثر استخداما ، وتتمتع هذه الطريقة بالصدق الظاهري ، حيث أنها تتضمن ملاحظة أنماط تفاعل الطفل في المواقف الطبيعية بشكل مباشر 0 وكذلك تمكن هذه الطريقة الباحثين من قياس سلوك الطفل بشكل متكرر ، ودراسة المثيرات القبلية والمثيرات البعدية المرتبطة بسلوكه ، وهذا له أهمية كبيرة في تحليل السلوك , وبالتالي وضع الخطط العلاجية المناسبة .
    2- المقاييس السيسومترية : وتعرف هذه الطريقة باسم ( ترشيح الأقران ) ، وتشمل تقدير الأقران للسلوك الاجتماعي ، والمكانة الاجتماعية للطفل 0 وأصبحت هذه الطريقة من الطرق المستخدمة على نطاق واسع .
    3- تقدير المعلمين : تتضمن هذه الطريقة توظيف قوائم التقدير السلوكية التي يقوم المعلمون باستخدامها لتقييم الانسحاب الاجتماعي للأطفال ، وتشمل هذه القوائم جملة من الأنماط السلوكية الاجتماعية التي يطلب من المعلمين تقدير مدى إظهار الطفل لها .
    ومن قوائم تقدير السلوك الشهيرة التي تعالج في جزء منها سلوك الانسحاب الاجتماعي ، القائمة التي أعدها كل من روس , ولارسي , وبارتون .

    أساليب ضبط سلوك الانسحاب الاجتماعي :
    تعتبر أساليب تعديل السلوك من الأساليب التي أثبتت فعالية عالية في خفض سلوك الانسحاب الاجتماعي بشكل ملحوظ من هذه الأساليب ما يلي :
    1- تشكيل السلوك :
    ( تشكيل السلوك الاجتماعي المناسب للطفل مع أقرانه ) ويكون ذلك بإتباع الخطوات التالية :
    أ ـ تحديد السلوك المستهدف وتعريفه ، أي تحديد السلوك الاجتماعي النهائي المراد الوصول إليه ، وتعريفه بدقة وموضوعية على شكل هدف سلوكي اجتماعي .
    ب ـ تحديد السلوك المدخلي وتعريفه عن طريق اختيار استجابة قريبة من السلوك الاجتماعي المستهدف ، وذلك من أجل تعزيزه وتقويته بهدف صياغة السلوك النهائي، وتسمى هذه الاستجابة بنقطة البداية أو السلوك المدخلي .
    ج ـ اختيار معززات فعالة ، وذلك للمحافظة على درجة عالية من الدافعية لدى الطفل ، وهذا بـدوره يتطلب اختيار المعززات المناسبة في الوقت المناسب .
    د ـ الاستمرارية في تعزيز السلوك المدخلي إلى أن يصبح معدل حدوثه مرتفعا 0
    هـ ـ الانتقال تدريجيا من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر للسلوك الاجتماعي المرغوب فيه0
    2- النمذجة :
    ويكون ذلك لمساعدة الطفل المنسحب اجتماعيا على ملاحظة نموذج يتفاعل اجتماعيا مع أقرانه بطريقة جيدة ، وقيام الطفل بتقليد
    السلوك الاجتماعي المرغوب فيه ، ومن ثم تعزيزه بالطرق المختلفة 0 ومن أهم العوامل التي تزيد من فعالية طريقة النمذجة في



    ( 5 )
    خفض السلوك الاجتماعي لدى الطفل ما يلي:
    أ ـ جاذبية النماذج المستخدمة على أن تكون ذات مكانة كبيرة عند الطفل ، ومن نفس الجنس 0
    ب ـ قدرة الطفل المنسحب على تقليد سلوك النموذج ، والاستمرار بأداء السلوك بعد اكتسابه 0
    3- التلقين والإخفاء :
    التلقين هو إجراء يشتمل على الاستخدام المؤقت لمثيرات تمييزية إضافية مساعدة ، وذلك بهدف زيادة احتمالية أداء الطفل للسلوك الاجتماعي المستهدف 0 ويقسم التلقين إلى ثلاثة أنواع وهي:
    أ ـ التلقين الجسدي Physical Prompts : ويكون بلمس الطفل جسديا بهدف مساعدته على أداء السلوك ، كالمشاركة في الألعاب الجماعية ، والمناسبات الاجتماعية بشكل مناسب 0
    ب ـ التلقين اللفظي (Verbal Prompts) : ويكون على شكل تعليمات تساعد الطفل في القيام بالسلوك الاجتماعي المناسب.
    ج ـ التلقين الإيمائي (Gestural Prompts) : وهو عبارة عن تلقين من خلال الإشارة أو النظر باتجاه معين , أو بطريقة معينة.
    الإخفاء : هو الإزالة التدريجية للتلقين ، حتى يستطيع الطفل المنسحب أداء السلوك الاجتماعي المستهدف باستقلالية 0 ويتم ذلك عن طريق تحديد المثيرات التمييزية الطبيعية التي ستعمل على ضبط الاستجابة بعد التوقف عن استخدام المثيرات التمييزية المساندة ، ثم تحديد خطوات الإخفاء وبعدما يتضح أن الاستجابة المستهدفة أصبحت تحدث بشكل متواصل من قبل الطفل نتيجة التلقين 00 هنا يمكن البدء بإخفاء التلقين تدريجيا .
    4- التعزيز الإيجابي :
    ويكون بالانتباه للطفل عندما يقترب من الآخرين وتفاعله معهم ، وتعزيز ذلك إيجابيا من قبل المعالج ، حيث يقوم بالمبادرة إلى التفاعل الإيجابي مع الطفل حتى يستجيب له 0 والتعزيز الإيجابي هو : إضافة مثير معين بعد صدور الاستجابة المرغوبة مباشرة ، مما يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث ذلك السلوك في المستقبل في المواقف المماثلة ، مثل : الثناء على الطفل عند قيامه بالمشاركة
    والتفاعل مع أقرانه أثناء اللعب الجماعي 0
    5- تنظيم ظروف البيئة :
    تنظيم الأحداث والمثيرات القبلية في البيئة الاجتماعية للطفل ، وذلك بهدف زيادة احتمالات حدوث التفاعل الاجتماعي بينه وبين الأطفال الآخرين 0 ومما يساعد على ظهور السلـوكيات المقبولة تدعيم ثقة الطالب بنفسه من خلال مواقف صفية تعتمد على
    المشاركة والاحترام المتبادل 0
    6- التدريب على المهارات الاجتماعية :
    وهذا يكون باستخدام النمذجة ولعب الأدوار والتعليمات والتغذية الراجعة ، والتعزيز كزمرة علاجية واحدة متعددة العناصر
    وذلك لتنمية المهارات الاجتماعية للطفل المنسحب .
    7- تدريب الزملاء والأصدقاء والرفاق :
    حيث يتم تدريب الأطفال الذين لديهم مهارات اجتماعية متطورة على التفاعل مع الأطفال المنسحبين ، وعلى وجه التحديد فإنه يتم تعليم الأطفال وتدريبهم على الاستجابة بطريقة إيجابية للطفل المنسحب عندما يقترب منهم أو يحاول التفاعل معهم 0 ويطلق على الطفل يتم تدريبه للعمل على تعديل سلوك الطفل المنسحب اسم الشريك ( مرجع سابق , 2008 ) (1).
    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) (مرجع سابق ) , يحي , خولة أحمد (2008) , الإضطرابات السلوكية والإنفعالية , ط4 , دار الفكر – الأردن , عمان

    ( 6 )
    الدراسات السابقة في الانسحاب الاجتماعي

    ومنها تلك التي قدمها ( روبرت ميرتون ) في النظرية البنائية الوظيفية في تصنيف أنماط استجابات الأفراد حيث ذكر أن نمط الانسحابية الاجتماعية من أقل الأنماط شيوعا ً في المجتمع الأمريكي ، و الفرد الذي يلجأ إلى هذا النمط الإنسحابي يعيش في المجتمع و لكنه لا يكون جزء ً منه بمعنى أنه لا يشارك في الاتفاق الجماعي على القيم المجتمعية و الانسحابي يتخلى عن كلا ً من الأهداف و الأساليب التي يحددها النسق ، و من أمثلة هذا النمط من التكيف الانحرافي حالات الجنون و التشرد و إدمان الخمور و إدمان المخدرات ، و يرى ميرتون أن هذا النوع من الأفراد لا يقبل الأساليب الإبداعية ( أي غير المشروعية ) لتحقيق الأهداف و في نفس الوقت لا تتاح له الفرصة لاستخدام الأساليب المشروعة لتحقيقها و لا يكون أمامه من مفر سوى أن ينسحب من المجتمع إلى عالمه الخاص (الجنون أو السكر أو الأوهام ) وهكذا يحل هذا الفرد الصراع النفسي عن طريق الهروب الكامل من المجتمع .
    و بالنسبة للأفراد الذين يجدون أنفسهم في هذا الموقف يعتبر الانسحاب من الالتزام بأهداف النجاح الثقافية كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة أكثر التوافقات احتمالا ً ، هذا الفرض يصاغ شكليا ً على النحو التالي :
    كلما قل توفر الوسائل الإنشائية المشروعة ثقافيا ً لدى أفراد مجتمع معينة كلما زادت الموانع الداخلية ضد استخدام الوسائل غير المشروعة ثقافيا ً ــ كلما زاد حدوث السلوك الإنسحابي في هؤلاء السكان عندما( أ ) تكون القيم الثقافية التي تفرض الإنجاز الفردي واسعة الانتشار و بارزة وعندما ( ب ) تكون ممارسات التنشئة الاجتماعية التي تخلق التزاما ً قويا ً بالوسائل المشروعة واسعة الانتشار .
    وفي دراسة عن "اثر التلفزيون على التنشئة الاجتماعية" منها أنه من الآثار الاجتماعية لإدمان التلفزيون يغلق السلوك الاجتماعي في نفس الطفل ويـؤدي به إلى الانـسـحاب من عالم الواقع كما يـنـمي فيه السلوك الفـردي والميل إلى العـزلة، والسـلـبـية حيث تـولد المشاهـدة في المشاهـد روح المتفرج وتفقده الحافز على العمل والحركة والمشاركة الجماعية مع الأسرة والأصدقاء وتسبب في عزله اجتماعياً (صحيفة الرياض,1423هـ) (1).
    وفي دراسة أخرى فقد ذكر ( ريتشارد شاخت , 1980) أنه من مظاهر نقص المسئولية الاجتماعية ومن أخطرها ( الاغتراب ) Alienation وهو اضطراب نفسي يعبر عن اغتراب الذات عن هويتها , وعن الواقع وعن المجتمع , وهو غربة عن النفس وغربة عن العالم . ومن أهم أعراضه : اللامعيارية ( المغايرة ) , واللامعنى (اللا مقعول واللامبالاة) , واللاهدف ( الضياع ) , واللاقوة ( العجز واللاجدوى ) , والعزلة ( الانتماء والانامالية والانسحاب , والانطواء والانفصال ) , والتشيؤ ( فقدان الهوية كالشيء أو كسلعة ) , والتمرد ( الشك والرفض والسخط والعنف والعدوان ) , واحتقار الذات ( واحتقار الجماعة ) , وكراهية الذات ( وكراهية الجماعة ) والتفكك , ( عدم تطابق مكونات مفهوم الذات ) ( زهران , 2003) (2) .
    وفي دراسة قامت بها ( إلين وآخرون ), أجريت على طفلة في الرابعة من عمرها تعاني من السلوك الانسحابي وعدم التفاعل مع الأطفال الآخرين , تمت مراقبة الطفلة أياماً عدة , فلوحظ أن عدم انتباه المعلمين لها كان هو العامل الذي جعلها تنعزل عن الأطفال , ولهذا قرروا أن يجعلوا انتباه المعلمين لتلك الطفلة متوقفاً على تفاعلها مع الأطفال الآخرين فقط , واستمر ذلك العلاج لمدة ستة أيام , زادت خلالها نسبة تفاعل الطفلة مع الأطفال الآخرين بدرجة كبيرة , مقارنة بما كانت عليه في مرحلة ما قبل المدرسة (دليل التربية الخاصة ,1993) (3) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) ناهد باشطح , صحيفة الرياض , الأحد 18 شوال 1423العدد 12602 السنة 38
    (2) زهران , حامد عبدالسلام ( 2003 ) , علم النفس الاجتماعي , ط 6 , عالم الكتب , الرياض .
    (3) دليل التربية الخاصة للمعلم والمرشد (1993) , صندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي التطوعي الأردني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ,ط2,مطبعة الصفدي, عمان , الأردن
    ( 7 )
    العلاقة بين إدمان الانترنت والانسحاب الاجتماعي

    نحن نعيش حالياً في عصر التقنية الحديثة كمدخلات للحضارة الغربية وتأثر بالتالي على هويتنا وثقافتنا العربية بشكل سلبي وأحياناَ ايجابي . فالآن نلاحظ أنه لا يكاد يخلوا منزل من منازلنا العربية إلا و به أدوات التقنية الحـديـثـة من ( الفضائيات ومحطاتها المتنوعة ، وأجهزة التليفزيون ، والمذياع ، وأجـهزة الكمبيوتر وشبكاتها العنكبوتية الانترنت ) التي تلتف حول حقول أبنائنا كالاخطبوط ، وأصبح الكبار والصغار يصطحبون معهم أجهزة الاب توب أي الكمبيوتر المحمول في كل مكان يذهبون أليه ، فأصبح جهاز الكمبيوتر المحمول بمثابة الخل الوفي الذي يخالل صاحبة أينما ذهب ، بل أصبح يغنيه عن الأهل والخلان بل والزوجة ورفيقة العمر في مرات عديدة. وهنا نتوقف وقفة هامة حسب أهمية الموضوع ونتسائل بعض الأسئلة عن مدى خطورة وقوع أبنائنا وبناتنا في شراك الشبكة العنكبوتية أي ما يطلق عليها شبكة الانترنت ؟
    هل الجلوس لساعات طوال للتعامل مع شبكة الانترنت يعد سلوكا ادمانياً ؟ وإذا افترضنا أنه سلوكا ادمانيا ، فما هو أضرار الإدمان على الانترنت ؟ وإذا تبينا أن هناك اعتماد وسؤ استخدام من استخدام الانترنت بإفراط ،فما هي سبل العلاج منة ؟ وللإجابة على هذه التساؤلات : نبدأ أولا بتعريف ما هو إدمان الانترنت ؟ وما هي أشكال الإدمانان المتعددة ؟
    فالإدمان ككلمة تشير هنا بمعنى شكل من أشكال فقد السيطرة على السلوك ، مما يعجز أمامه المرء عن إيقاف هذا السلوك غير المرغوب، بالرغم من عوقب هذا السلوك على الفرد من حيث القلق والتوتر وتغير المزاج للأسوأ وغيرها من أعراض الانسحاب سواءً على المستوى النفسي أو البدني أو الاجتماعي وإذا ما نظرنا نظرة فاحصة وجادة على الأشكال المتنوعة من الإدمان (غير الخطرة ) نجد منها : إدمان العمل ، إدمان التسوق وهوس الشراء ، إدمان حب المخاطرة سواء بالرياضات الخطرة كدرجات البوخارية والتزحلق على الجليد في أماكن خطر وغيرها من ادمانات الخطر ، وإدمان الطعام ، وإدمان التدريبات البدنية ، إدمان المضاربة في الأوراق المالية ، إدمان المراهنات والمقامرة ، وإدمان شاشة جهاز الكمبيوتر ومواقع الانترنت.
    فأننا سنجد أناسا لا يفشلون فحسب في الوصول إلى إمكاناتهم وإنما يعانون في سبيل ذلك معاناة شديدة وقاسية ، ولكن نظرا لان المخدر الذي يتعاطاه أصحاب تلك الأشكال من الادمانات يعد مقبولا من الناحية الاجتماعية ، فأن الأمر لا يشكل ضغوطا ملحة على أولئك المدمنين تستوجب مساعدتهم من وجهة نظرهم هم فقط وهذا هو شدة الخطر الذي يلحق بهم ويجعلهم فيما بعد متورطين في إدمان تلك السلوكيات وما تنعكس عليهم من سلبيات في سبيل تماديهم في تلك الأشكال المتعددة من الادمانات
    المقبولة اجتماعيا .
    ونحاول الآن استعراض شكل من أشكال السلوك الإدماني الذي ينتشر حاليا كظاهرة خطيرة في مجتمعاتنا العربية ، ألا وهو الإدمان على الانترنت : إن الشخص الذي يستعمل الانترنت في بداية الأمر قد يكتفي بساعة أو أزيد قليلا ، وهذا في البداية ويصاحب ذلك الشعور بالمتعة والغبطة فى بادىء الأمر ومع تكرار محاولات الاستعمال واكتشاف المواقع المختلفة والمتنوعة والانفتاح على العالم الخارجي بأسرة واكتشاف ما يدور به والاطلاع على ثقافات وأجناس مختلفة يبدأ التحول من حب الاستطلاع والفضول إلى تولد لدى المستعمل شعور ملح بالحاجة إلى المزيد والمزيد وفقد القدرة على السيطرة وعدم التحكم في التوقف على حب الاستطلاع والفضــول أمـلا في الوصول إلى نفس المتعة السابقة والشعور بالراحة والحالة المزاجية المنبسطة التي كان يحققها في بداية تعامله مع الانترنت ، ويجد المستعمل نفسه إذا توقف عن الدخول إلى شبكة الانترنت في حالة من الأعراض الانســحابية ويعانى من القلق والتوتر وحدة المزاج والعصبية

    ( 8 )
    الزائدة وأحيانا أخرى الخمول وقلة النشاط ناهيك عن الانسحاب الاجتماعى وتقطع التواصل الاجتماعى .وإذا تأملنا ما سبق نجد أن الإدمان على الانترنت يمر بنفس مراحل الإدمان على المخدرات ، بل أيضا يمر المستعمل بأعراض الانسحاب كما يمر بها المدمن على المخدرات وان اختلفت من حيث شدة الأعراض بالبدنية أما الأعراض النفسية والحنين النفسي للإدمان يتشابه لحد كبير لذا نجد أن الانسياق للجلوس بالساعات الطوال أمام شاشة الكمبيوتر والاستخدام غير المحدد لشبكة الانترنت ، أو لعب الفيديو جيم ، إنما يعد من أخطر السلوكيات على أبنائنا من الناحية الصحية ، والنفسية ، وأيضا الاجتماعية ( هاني, مجلة العلوم الاجتماعية , 2009 ) (1) .
    فنرى أن الانترنت يؤثر تأثيراً مستقبلياً على سلوك الطفل والمراهق ويعرضه للعزلة , والانطواء , ويفصله عن الجلوس مع والديه ويبدأ في الجلوس لوحده ولا يعلم والديه في أي المواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية يستطلع ولا أيها يميل و التي يعجب بها ويظل جالساً لفترات طويلة أمامها , فيكون بذلك منفصلاً اجتماعياً غير مختلط ولا متجانس مع رفاقه وأقرانه وحتى مع أسرته ويتواصل هذا السلوك معه حتى بلوغه لسن أكبر فيفضل العيش لوحده , وقد تسبب له تلك العزلة والانطواء على الذات أمراضاً نفسية يصعب علاجها مثل التوحد والاكتئاب والرهاب الاجتماعي والخوف والقلق .

    العلاقة بين مرض الرهاب والانسحاب الاجتماعي

    عندما يكتشف البعض أن معظم سلوكياتهم تتمحور وتتحرك في الخوف ‏أو بدافع من الخوف
    يستغرب بعض الأشخاص وخصوصا الذين يدّعون ‏الشجاعة والجرأة والإقدام بل يعتبر البعض
    أن ذلك اتهاما ما انزل الله به من ‏سلطان . فهل يعقل أن الذي يختار نوعا من الأكل
    لأنة يخاف من نوع آخر ‏وهل يعقل أن الذي يذهب إلى عملة يوميا لأنه يخاف من المدير
    وخصوصا انه ‏يحب العمل ,وهل يعقل أن الذي يفضل السفر والسياحة هل لأنة يخاف من
    ‏الإقامة والبقاء في المنزل .‏
    يرى معظم الباحثين أن الخوف الاجتماعي ( Social Phobia ) هو الأكثر انتشاراً حيث يظهر في سن المراهقة كما وأن (26%) من مرضى الرهاب عموماً ذكروا أن أعراض الاضطراب ظهرت لديهم أيام الطفولة , وأن ( 28% ) في سن البلوغ و(46% ) ظهرت في المراهقة كما ورد في دراسة محلية أن (13%) من المراجعين يعانون من الرهاب من مجموع حالات الاضطراب العصابي التي ترد إلى العيادات الخارجية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وبينت بعض الدراسات الأخرى الحديثة أن انتشار الرهاب يبلغ (5,4% ) حتى (13,4%) وفي حين أكدت بعض الدراسات أن نسبته تصل إلى (20%) من الحالات العصابية ولكن هناك اختلاف في النسب إذا ما نظرنا إلى أشكال الرهاب فبعضها أكثر انتشاراً من بعضها الآخر . فالرهب الاجتماعي مثلاً يشكل ما نسبته (70% إلى 80% ) من حالات الرهاب الموصوفة والمعروفة مسبقاً لدى المتخصصين وأشار آخرون إلى أن مرضى الرهاب بشكل عام يشكلون (20%) من مجموع مرضى العصاب ويحدث الرهاب بنسبة أكبر لدى الأطفال والمراهقين وصغار الراشدين والرهاب أكثر لدى الإناث منه لدى الذكور , والرهاب الاجتماعي خوف غير مبرر وهو أحد أنواع اضطرابات القلق المتعددة , وينشأ في مجتمعنا السعودي كما ذكرت بعض الدراسات المحلية بسبب قهر السلطة الوالدية التي لا تشجع الأبن على التعبير عن مشاعره , أو أحاسيسه بل إن بعض الثقافات تعتبر أن تجرؤ الأبن الصغير على الحديث أمام الكبار يعتبر نوع من إساءة الأدب فضلاً عن القمع والقسوة في التعامل
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) هاني , أحمد فتحي ( 2009 ) , الإدمان على الانترنت , مجلة العلوم الاجتماعية .
    ( 9 )
    والتربية , والإهانة والإذلال التي يتعمد بعض الآباء إيقاعها على الأبناء فهل يا ترى يصدق بعض الآباء أنهم سبب في إصابة أبنائهم بالأمراض والاضطرابات النفسية .
    وهناك أعراض للرهاب ذات طابع نفسي عيادي ,اعراض ذات طابع اجتماعي مثل الانسحاب الاجتماعي والعزلة . ما ينبغي معرفته مما سبق أن الوسائل والطرق التربوية التي يمارسها الآباء على الأبناء لا تصلح في تربية الأحفاد والأجيال اللاحقة فلكل زمن رجاله ولكل عصر أجياله , ولا بد من التذكر أن التربية بالمشاركة هي أفضل من التربية بالتسلط و وصيغ الأمر والنهي في زمن يكاد يكون احتواء الأبناء من أكبر الصعوبات التي توجه الآباء والمربين حيث تتكالب عليهم المتغيرات الداخلية والخارجية وتصبح مهمة التربية ليست بالمهمة
    العادية في الزمن العادي . لكن على مستوى فردي فإن علاج الرهاب بغض النظر عن نوعه يعتمد بالدرجة الأولى على استشارة الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي المتمرس والذي يفترض أن يحدد أي تأثيرات فسيولوجية ومدى الحاجة للدواء مع أن معظم أنواع الرهاب من الممكن علاجها دون الاعتماد على أي أدوية نفسية بل بواسطة العلاج السلوكي الاستعرافي والذي يعتمد في الأساس على تغيير البنية المعرفية للمريض من خلال فنيات العلاج المعرفي ... تطبيق جداول التعرض ومنع الاستجابة من خلال الجداول السلوكية . ويتم ذلك بالتوافق مع الدعم النفسي والاجتماعي ويفضل أن يتم ذلك من خلال فنيات العلاج العائلي وتبقى زيارة المعالج النفسي أحياناً مهمة حتى لا تزيد الحالة سوءً ويمتد الرهاب إلى مجالات أخرى لم تكن مثيرة للخوف . ومن ذلك يتضح لنا العلاقة الرابطة بين الرهاب والانسحاب من الناحية النفسية والاجتماعية ( الحريري , مركز الطب النفسي السلوكي , 2006 ) (1)


    مدى تأثير الوراثة على الانسحاب الاجتماعي

    ما هي الوراثـــه ؟
    يحمل الإنسان عشرات الآلاف من الصفات الوراثية الجسمية – البنيوية – الفكرية، وعليه يتحدد لون بشرته وشكل بنيته، طوله وعرضه، لون شعره ونعومة هذا الشعر، وغيرها من الصفات الغير ظاهرة مثل نوع كريات الدم، العمليات الكيمائية والبيلوجية في الجسم. هذه الصفات لم تأتي من العدم، فقد ورثها من والديه، من خلال مورثات Genesعديدة تبلغ مئات الآلاف، استطعنا التعرف على البعض منها ولكن هناك الكثير نجهله، وهو ما يوضح لنا قدرة الله في خلقه، هذه المورثات موجودة في أماكن محددة على الصبغيات (الكروموسومات) والتي تبلغ 46 كروموسوم، يتكون الانسان نتاج التقاء البويضة والحيوان المنوي، وكلاً منهما يحمل نصف العدد من الكروموسومات، أي أن الانسان يرث الصفات من كلا الوالدين، نصف من الأب ونصف من الأم مهما كان جنسه، وللتوضيح:
    • كل صفه من الصفات الوراثيه يحملها اثنان من المورثات – الجنيات
    • كل مورث – جين – يشغل مكان متماثل على نفس المكان في الزوج من الكروموسومات
    • كل صفه قد تكون قويه وتسمى سائده، او تكون ضعيفه وتسمى متنحيه ( الصبي , 2009 )(2).
    إن الإنسان مكون من كتلة من المشاعر والأحاسيس وهو كذلك ناتج عن تفاعل البيئة والوراثة , فالوراثة لها تأثير كبير على سلوك الطفل
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) الحريري , د . أحمد (2006 ) مركز الطب النفسي السلوكي
    (2) الصبي , عبدالله محمد , موقع أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة ( التخلف الفكري – الأسباب الوراثية ) .


    ( 10 )
    ومشاعره وشخصيته المستقبلية وما ينتج عن تلك الوراثة من سلوك سيء أو سلوك جيد فأنه يؤثر تأثيراً مباشراً على سلوك الطفل , فإذا كان الأب أو الأم لديهم انطواء وعزله عن المجتمع وتجنب المواقف الاجتماعية فإن الطفل يسلك نفس السلوك الذي كانوا عليه في السابق ويأخذ نفس الطباع التي كانا عليها والديه ويصير بذلك منسحباً اجتماعياً مفصولاً عن مجتمعه متخذاً ذلك السلوك منهجاً له غير راغب في الانسجام والتفاعل مع مجتمعه ويتواصل معه ذلك السلوك في جميع مراحله العمرية .وقد يكون هناك أمراض وراثية أو إعاقات بأي نوع من أنواع الإعاقات قد تصيب بعض الأطفال وهذه الأمراض تؤثر على سلوك الطفل وتجعله منعزل اجتماعياً يميلون إلى الانسحاب والانزواء ، والبعد عن مواقف ونشاطات الحياة 0 ويكتفون بالمراقبة والملاحظة وعدم المشاركة ، والشرود الذهني .

    أهمية تنمية ثقة الطفل بنفسه وحب المغامرة

    تؤكد العديد من البحوث التربوية على أهمية تعليم الطفل المهارات الرياضية ودورها في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي، لذا علّم الطفل مهارات قد يعتبرها الآخرون مهمة كالمهارات الرياضية لأنها تعتبر ذات قيمة عالية عند الأطفال الأقران، إذ أنه قلما يكون الرياضيون المتميزون معزولون، كما أنه يجب أن تشجع الأطفال على الاهتمام بهواية أو أكثر بحيث توفر إمكانيات ممارسة هذه الهواية وعززه على ذلك وبالتالي يشعر الأطفال بالثقة بالنفس وحب المغامرة ومن ثم سيصبحون قادرين على تحمل النبذ.
    وبالتالي قد يزول أي خجل محتمل أن يكون لديه إذ أنه ثبت أن الخجل يحول دون التفكير والحديث والتعبير عن وجهة النظر، ويفقد الطفل فرصاً حياتية كثيرة وبالتالي يؤثر على جوانب النمو الاجتماعي لديه ( عبدات , 2006 ) (1).
    ومن الضروري توفير خبرات تفاعل اجتماعي ايجابية مع الآخرين للأطفال وخصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، حيث أن طبيعة المهارات الاجتماعية والتدريب عليها غالباً ما تتطلب تدريب الطفل في مواقف اجتماعية حية، وتبين الدراسات أن بالإمكان زيادة مستويات التفاعل الاجتماعي بين الأطفال الصغار في السن من خلال تنظيم الأبعاد البيئية المختلفة وتجدر الإشارة إلى أهمية مراعاة مدى مناسبة هذه التفاعلات لعمر الطفل النمائي وعلى ضوء ذلك فأنت توفر للطفل خبرات التفاعل الاجتماعي حتى يعرف كيف يستطيع أن يقيم علاقات ايجابية مع الآخرين وحيث أن الأطفال في هذه المرحلة المبكرة من العمر مرحلة الطفولة المبكرة، قد لا يكونـوا قد تعـلموا مهارات التفاعل والتعامل مع الآخرين لذا يجب العمل على توفير أكبر قدر ممكن من التفاعلات الاجتماعية الايجابية . إنه من الممكن أن تنشأ المشكلات عندما يلعب الأطفال الصغار دون إشراف، إذ أن كثيراً من الخبرات السلبية مثل الإغاظة أو التخويف أو الإحراج قد تؤثر على الطفل فتجعله يحاول تجنب الآخرين، إن خوف الطفل من الآخرين قد يسبب العزلة الاجتماعية، فالطفل الخائف يرغب في الهروب من مشاعر الخوف و الإحراج عن طريق تجنب الآخرين لأن التفاعل مع الآخرين يكون مرتبطاً بالشعور بالألم. أيضاً فإن وجود السلطة الوالدية المتوترة أو الغاضبة غير العطوفة قد تولد رغبة لدى الطفل في الانسحاب. لذا يجب على الأب أن يتواجد ما أمكن في هذه الفرص حتى يشعر الطفل بالأمن أثناء التفاعل الاجتماعي مع الآخرين كما أن هذا الوجود يساعد الأب في تحليل طريق لعب الطفل ويكتشف المشكلات في حال وجودها ويتدخل فوراً، كما أنه يجب أن تبدأ بتوفير مجموعات اللعب في البداية بشكل صغير ثم تبدأ بزيادة عدد أفراد هذه المجموعات بالتدريج .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) عبدات, روحي (2006) , الانسحاب الاجتماعي عند الأطفال , ميل الطفل إلى العزلة ودور الأسرة في تنمية تفاعله الاجتماعي , مجلة تعليم المنطقة الشرقية


    ( 11 )
    إن الثقة بالنفس تولد الشعور بالارتياح والانجذاب العاطفي وتفتح مجالاً واسعاً للمشاركة والتفاعل الاجتماعي والتحدث بطلاقه وإظهار
    الطفل لما في داخله بكل ثقة وعدم الشعور بالنقص أو الخوف أو التلعثم في الكلام , وتكون الثقة بالنفس لدى الأطفال تنبع بشكل تدريجي وتنمو مع الطفل ويكون ذا سلوك إيجابي نابع من القلب بعيداً عن الاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية , مشاركاً مجتمعه في التفاعل والحوار .


    برنامج العلاج والخطة العلاجية

    إن الاضطرابات السلوكية بشكل عام تحتاج إلى برنامج علاجي وخطة علاجية بشكل منظم ومتدرج وأن نبدأ في الخطة العلاجية في الوقت المناسب بدون تأخير , وذلك للحد من انتشاراها وتوسعها , وتوفرت لدينا بيانات عن شيوع السلوك غير المرغوب فيه والمكاسب التي يجنيها منه الطفل , وأخرى من التدعيمات السابقة واللاحقة التي تسهم في تقوية هذا السلوك فإنه يمكن تصميم خطة علاجية لتعديل سلوك ما غير مرغوب فيه متضمنة الآتي :
    أ – تحديد الأهداف النوعية : يفضل أن تكون تلك الأهداف التي يتطلع المعالج السلوكي لإنجازها محددة بشكل إيجابي،فبدلا من أن يكون الهدف أن يتوقف الطفل عن المجادلة مثلا ،يصاغ الهدف كالتالي :أن تتزايد نسبة الإصغاء لدى الطفل ، أو أن تتزايد نسبة إلقاء الأسئلة لديه ، أن تتزايد نسب حدوث السلوك الدال على التعاون من قبله ،ويوضع في الخطة العلاجية الوسط الذي سيحدث خلاله السلوك الإيجابي (الأسرة ،المدرسة...الخ .
    فضلا عن تحديد محكات أداء هذا السلوك الإيجابي إما في شكل تحيد مقدار الزمن الذي يقضيه الطفل في أشياء مرتبطة بهذا السلوك ، أو بإحصاء عدد النشاطات السلوكية المتنوعة التي يمكن تفسيرها بشكل إيجابي في فترة زمنية محددة .
    ب – إشراك الوالدين (أو المعلمين الآخرين وحتى النظر أحيانا ) والطفل في وضع البرنامج العلاجي : فمن خلال التعاون معهم يمكن أن تحدد المدعمات الإيجابية والسلبية التي ستعوق ظهور السلوك المرغوب فيه أو تيسر ظهوره .
    ج_ الاستعانة بقائمة التدعيمات اللفظية أو المصورة: ولابد أن يراعي في اختبار هذه المدعمات أن تكون ملائمة لعمر الطفل ومتنوعة وأن تقدم حسب خطة التدعيم ، وأن تكون لاحقة أو مرافقة لأي تغيرات مرتبطة بظهور السلوك الايجابي.
    د _ توجيه الوالدين أو المعلمين و الآخرين إلى ضرورة الإكثار من التدعيم عند ظهور الجوانب المرغوبة في سلوك الطفل المعالج وبصورة دائمة أي غير متأثرة بأمزجة المعالجين أو المراقبين وصولا إلى ثبات السلوك ودوام تبنيه من قبل المعالج.
    ه _ تضمن الخطة العلاجية كل الأساليب الفنية والبصرية كونها الأقوى تأثير وإغواء للتجريب لدى المعالج والتي ستدعم وبقوة ظهور وتمثل السلوك المرغوب فيه، وإيقاف أو تقليل السلوك غير المرغوب فيه . فمثلا استخدام طريقة الإبعاد المؤقت لمدَة خمس دقائق إذا ما بدأ الطفل في نوبات الغضب أو الاعتداء .
    و _ اشتمال الخطة على التوزيع الزمني لتقويم برنامج العلاج: وهنا ينبغي التنسيق مع الأب أو المعلمين والآخرين المشاركين وتشجيعي على التنسيق مع الطفل ( مرجع سابق , 2009 ) (1)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) ( مرجع سابق ) , المحايدين , حسين طه ( 2009 ), تعديل السلوك ( الفرد * الأسرة * المدرسة * الحياة ) , ط1 , دائرة الإنتاج للنشر والتوزيع , الأردن .

    ( 12 )
    ومن الطرق التي يجب استخدامها للتغلب على سلوك الانسحاب في الصف الدراسي هو التشجيع على المشاركة والتفاعل وطرح الأسئلة وإبداء الرأي بكل ثقة وبكل حرية وتوفير الجو المناسب , والتغلب على الخوف والغضب والفشل , والبعُد عن الانفعالات والانطباعات السلبية , لكي لا يؤثر ذلك في تحصيله الدراسي .


    دور المرشد في الإرشاد السلوكي

    يتمثل دور المرشد في الإرشاد السلوكي بما يلي :
    1- تفهم المسترشد وتقبله وبناء علاقة إيجابية معه .
    2- تعزيز بعض السلوكيات لدى المسترشد مما يؤدي إلى تخفيض حدة الشعور بالضيق لديه .
    3- تشخيص الحالة , ونوع المشكلة , وتحديد الأساليب المناسبة للتعامل مع المشكلة القائمة .
    4- التعامل مع السلوك على أنه مكتسب لا أن يراه سوياً أو شاذاً .
    5- تحديد السلوك المراد التخلص منه وتحديد السلوك البديل .
    6- تعليم المسترشد كيف يعيش حياته بشكل فاعل بعد تخلصه من اضطرابه , بالإضافة إلى استخدام الأساليب الفنية في الإرشاد السلوكي والمتمثلة بالتعزيز , والعلاج بالتنفير , والنمذجة , وضبط المثير وغير ذلك من هذه الأساليب التي تساعد على تعديل السلوك ( مرجع سابق , 2009 ) (1) .

    نموذج إرشاد جمعي على مهارات التواصل بين الأفراد

    طالبان من الصف الثامن،في المستوى ذكاء عادي، ومستوى تحصيلي متدن . كانت مهاراتهم في الإصغاء والصمت وتقبل وجهات النظر موضع تساؤل من المعلمين ، نوقش الأمر مع المعلم المرشد ، الذي شكل جماعة إرشادية من ستة أشخاص ، الطالبان المعنيان وأربعة طلاب من الصف الثامن أيضا لديهم الرغبة في تقديم المساعدة للآخرين.

    التقت الجماعة في (6)جلسات ، مدة كل منها (25)دقيقة ،مرتان في الأسبوع .وفي مايلي الخطوط العريضة لتلك الجلسات:
    الجلسة رقم (1):
    مرحلة الانضمام إلى الجماعة:
    وضع المرشد في البداية طبيعة الجماعة الإرشادية الحالية ومهماتها ومدى اختلافها عن الجماعات التي سبق وأن شارك المسترشدون فيها ، ثم بين الهدف الرئيسي لهذه الجماعة وهو تعلم كيفية التواصل بالآخرين ، كما وضح كيفية إدارة الجلسات ، ووضح القواعد التالية:
    _ نحن نتحدث عن مشاعرنا وأفكارنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) ( مرجع سابق ) , المحايدين , حسين طه ( 2009 ), تعديل السلوك ( الفرد * الأسرة * المدرسة * الحياة ) , ط1 , دائرة الإنتاج للنشر والتوزيع , الأردن .
    ( 13 )

    _ نحن نصغي لما يقوله الآخرون وكيف يشعرون .
    _ يمكن لكل عضو في الجماعة أن يتحدث بالتناوب مع الآخرين.
    _ ما يحدث في الجماعة يبقى داخلها.
    ثم قسم الجماعة الإرشادية على أزواج ،وطلب منهم إجراء مقابلة فيما بينهم ، وبعد (3) دقائق ،وطلب من كل عضو تقديم زميله للآخرين،ثم وضح المرشد فكرة الحديث والإصغاء للآخرين ،وطلب من أفراد الجماعة تذكر عدد المرات التي استمعوا فيها للآخرين من دون أن يقولوا شيئا.
    وبالتناوب بدأ أفراد الجماعة بذكر المفردات التي تصف المشاعر السارة، وأخرى التي تصف المشاعر غير السارة ، ودونها المرشد.
    وبالتناوب يذكر كل عضو حادثة أو عملا ما حصلت أو حصل معه خلال الأسابيع الماضية ينطبق عليها واحدة من المفردات السابقة.

    الجلسة رقم(2)
    أدار المعلم المرشد ،الجلسة الثانية على النحو التالي:
    _ مراجعة مهارات التواصل التي تم تعلمها في الجلسة السابقة.
    _ بعد ذلك رسم كل مسترشد دائرة ، قسمها إلى أربعة أقسام ، وكتب في الربع الأول (شيء أحبه في المدرسة )مع رمز يمثل ذلك ، وفي الربع الثاني ( لا أحبه في المدرسة) مع رمز يمثل هذه ا

      الوقت/التاريخ الآن هو أبريل 26th 2024, 15:00