قال تعالى:"ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله" [الحج:34]، قال ابن عباس والكلبي والفراء: عيداً.
قال تعالى:"لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه" [الحج:67] قال ابن قتيبة: هو العيد.الثاني: ذكر أعياد المسلمين:
عيد الفطر، ففي حديث أنس –رضي الله عنه- قال:"قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية فقال:"إن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم النحر".- عيد الأضحى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"أمرت بيوم الأضحى عيداً، جعله الله لهذه الأمة".
ويوم الأضحى هو يوم العاشر من ذي الحجة، وقبله يوم عرفة، وهو من ذلك العيد أيضاً، وبعده أيام التشريق الثلاثة وهي أيام عيد أيضاً، فصارت أيام عيد الأضحى خمسة، كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
- عيد الجمعة: لقوله صلى الله عليه وسلم:"إن يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم، إلاتصوموا قبله أو بعده". قدم الأعياد في الأمم:
الأعياد قديمة في الناس، عرفوها منذ عرفوا الاجتماعات والتقاليد والذكريات، ولقد كانت الأعياد في الأمم الجاهلية على مر عصور البشرية تتسم باللهو واللعب والفسق والمجون والشعائر الغريبة، والطقوس الوثنية، وحتى المجتمعات البدائية كان لها أعيادها، ولهم فيها عادات متوارثة، وحرمات مرعية كما كان لأهل الجاهلية، فتتوقف فيه الحروب،ويأمن الناس؛ جرياً على عادات وتقاليد عندهم، من خرج عنها عابوه.
لقد اختار الإنسان منذ القدم أياماً يسترخي فيها من التعب، ويعطل العمل ليجدد نشاطه، ويستعيد حيويته، فنشأت تلك الأعياد الموسومة بأيام من السنة معلومة، تعود الأعياد كلما عادت تلك الأيام، ولكل أمة منها مظاهرها وشعائرها في أعيادها الخاصة، لا يشاركها فيها غيرها، ولا ترضى أمة من الأمم أن تكون دخيلة على غيرها في أعيادها، ولا ينبغي لأمة أو طائفة من الناس مهما نسيت شخصيتها، وأغفلت ذاتيتها أن تنتحل شخصية غيرها من الأمم، وتندمج فيها باتخاذ ما هو من خصائصها ومقوماتها، ولا يفعل ذلك إلا مهزوم في شخصه، مستخف بأمته، محتقر لما عنده، يلبس ثوباً غير ثوبه، ويمشي مشية ليست له، ومهما أظهر من تحضر وتقدم فلا يزال محتقراً صغيراً في أعين من قلدهم قبل أعين من انسلخ منهم ورفضهم.ولأجل هذا الاختصاص بالأعياد كثرت في الأمم وتنوعت، وبسبب الاختلاط والصراعات تداخلت بعض أعياد الأمم الغالبة في الأمم المغلوبة، نتيجة للتبعية والتقليد والانصهار، ويظهر ذلك من خلال استعراض أعياد جمع من الأمم والطوائف المختلفة.
منقول