أحاديث لا تصح في الحج
عمر بن محمد عمر عبدالرحمن
الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه...وبعد..
فهناك جملةٌ من الأحاديث تنتشر على ألسنة الناس حول الحج، وهي أحاديث
لا تصح، ولا تثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذه الرسالة أحاول
جمع بعضها راجياً من الله التوفيق والسداد فمن هذه الأحاديث ما يلي:
1- حديث: (( حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع
بيده معول يهدمها حجراً حجراً)). فهو حديث موضوع. قال الذهبي في المستدرك
للحاكم (1/449): "حصين واه، ويحيى الحمامي ليس بعمدة"، وهو في كشف الخفاء
(2/95) و (2/2337). وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع كما في السلسلة
الضعيفة برقم (543) و (544)، وكذلك في ضعيف الجامع برقم (2695) و (2697).
ويغني عنه حديث: (( تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري
ما يعرض له)). وهو حديثٌ صحيح، أخرجه الإمام أحمد 1/314، والأصبهاني في
الترغيب والترهيب (2/11) برقم (1046)، صحيح الجامع رقم (2957)، وصحيح
الترغيب رقم (1111)، ومختصر الإرواء برقم (990).
2- روي: (( حجوا تستغنوا، وسافروا تصحوا، وتناكحوا فإني مباه بكم
الأمم)). وهو حديث ضعيف. قال ابن حجر في تلخيص الحبير (3/166): أخرجه صاحب
مسند الفردوس من طريق محمد بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني،
عن أبيه عن بن عمر. قال: والمحمدان ضعيفان. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف
الجامع برقم (2694)، والسلسلة الضعيفة برقم (3480). ويغني عنه حديث عن عبد
الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: (( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي
الكير خبث الحديد، والذهب، والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا
الجنة)). وهو حديث صحيح، وانظر المشكاة (2524، 2525)، والصحيحة (1200)،
والترغيب (1105).
3- روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- قال: (( سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة)). ضعيف
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/340): فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
ضعفوه". اهـ. وكذلك في كشف الخفاء (2/489). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع
برقم (3321)، والسلسلة الضعيفة برقم (3727).
4- روي عن جابر - رضي الله عنه -: (( من أضحى يوماً محرماً ملبياً
حتى غربت الشمس غربت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه)). وهو ضعيف. قال الشيخ
الألباني: "ضعيف"، انظر حديث رقم (5437) في ضعيف الجامع.
5- وروي: عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( الحج
جهاد، والعمرة تطوع)). وهو حديث موضوع، قال الهيثمي في مجمع الزوائد برقم
(5252): رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو كذاب.
وقال الدارقطني في العلل (7/71) رقم (1224): وسئل عن حديث إسحاق بن عبد
الله بن أبي طلحة عن عمه عن معاوية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( الحج جهاد والعمرة تطوع)). فقال يرويه الحارث بن منصور عن عمرو بن قيس
عن إسحاق ووقع فيه وهم ولعله أراد إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه عيسى بن
طلحة؛ لأن هذا الحديث ليس من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ولا يثبت
عن معاوية وإنما يعرف من رواية معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عمته عائشة بنت
طلحة عن عائشة ومن حديث حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة.
وقال في (11/227): فقال يرويه معاوية بن إسحاق واختلف عنه فرواه شعبة عنه.
وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة برقم (645)، والسلسلة الضعيفة برقم
(200).
6- يروى حديث: (( الحج قبل التزوج)). وفي رواية: (( من تزوج قبل أن
يحج فقد بدأ بالمعصية)). وهو حديث موضوع، قال الشوكاني في الفوائد
المجموعة (1/103): وفي إسناده أحمد بن جمهور القرقساني، ومحمد بن أيوب
والأول يروي الموضوعات والثاني متهم بالكذب، وفي تذكرة الموضوعات (1/512):
فيه من روى الموضوعات، وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع كما في السلسلة
الضعيفة برقم (221) و(222).
7- روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: خمس من العبادة: "النظر إلى
المصحف، والنظر إلى الكعبة، والنظر إلى الوالدين، والنظر في زمزم وهي تحط
الخطايا، والنظر في وجه العالم". حديث ضعيف، أورده الإمام السيوطي في
الجامع الصغير برقم (3966) وقال المناوي في الفيض (3/359) وفيه سليمان بن
الربيع النهدي. قال الذهبي (2/207) تركه الدار قطني فهو ضعيف، قال الشيخ
الألباني: "ضعيف" انظر حديث رقم (2854) في ضعيف الجامع، والسلسلة الضعيفة
برقم (1710)، وإزالة الدهش برقم (172).
8- وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "النظر إلى الكعبة عبادة".
وهو حديث ضعيف، قال المناوي في الفيض (3 / 359) وفيه سليمان بن الربيع
النهدي، قال الذهبي: تركه الدارقطني فهو ضعيف. وأنظر الدرر
المنتثرة(1/491)، قال الشيخ الألباني: "ضعيف" انظر حديث رقم (2854) في
ضعيف الجامع و(2855) و (5990)، والسلسلة الضعيفة برقم (4701). ويغني عنه
حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(( زمزم طعام طعم وشفاء سقم)). وهو حديث صحيح، رواه البزار بإسناد صحيح،
وصححه الألباني في الترغيب (1162). وحديث: جابر - رضي الله عنه - أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ماء زمزم لما شرب له…)). صحيح، رواه
أحمد وابن ماجة وإسناده حسن، وحسنه الألباني في الترغيب (1165).
9- وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قدم على رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - جماعة من مزينة وجماعة من هذيل وجماعة من جهينة،
فقالوا: يا رسول الله إنا خرجنا إلى مكة مشاة وقوم يخرجون ركبانا؟ فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( للماشي أجر سبعين حجة وللراكب أجر
ثلاثين حجة)). موضوع قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/480): رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك. وقال الألباني في حجة
النبي - صلى الله عليه وسلم - (1/52): ""ثلاثين حجة " وهو أشد ضعفا من
الأول ومن شاء الاطلاع عليها فليراجع كتابنا " سلسلة الأحاديث الضعيفة "
(رقم 496 - 497) وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مناسك
الحج " أن الحكمة في هذه المسألة تختلف باختلاف الناس " فمنهم من يكون حجه
راكبا أفضل ومنهم من يكون حجه ماشيا أفضل"، وقال في السلسلة الضعيفة برقم
(497): موضوع.
10- (( من طاف أسبوعاً حافياً حاسراً كان له كعتق رقبة، ومن طاف
أسبوعاً في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه)). لم أجده هكذا وعند الترمذي
وابن ماجه من حديث ابن عمر: (( من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق
رقبة)). لفظ الترمذي وحسنه: (( التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق)).
موضوع قال الشيخ الألباني: (موضوع) انظر حديث رقم (2513) في ضعيف الجامع
قال: يعني ابن عمر سمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ما رفع رجل
قدماً ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر
درجات)).
11- وروي عن ابن هشام يسأل عطاء بن أبي رباح عن الركن اليماني وهو
يطوف بالبيت، فقال عطاء: حدثني أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: (( وكل به سبعون ملكاً فمن قال اللهم إني أسألك
العفو والعافية في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار قالوا آمين))، فلما بلغ الركن الأسود قال يا أبا
محمد ما بلغك في هذا الركن الأسود فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( من فاوضه فإنما يفاوض يد
الرحمن)). قال له ابن هشام يا أبا محمد فالطواف قال عطاء حدثني أبو هريرة
أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من طاف بالبيت سبعاً ولا
يتكلم إلا بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول
ولا قوة إلا بالله محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات ورفع له بها عشر
درجات ومن طاف فتكلم وهو في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء
برجليه)). وهو حديث ضعيف، سنن ابن ماجة (2/985)، ضعيف الترغيب رقم(721).
12- روي: (( الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده))، وهو
حديث منكر، قال الشيخ الألباني: "موضوع" انظر حديث رقم (2695) في ضعيف
الجامع.
13- وروي عن محمد بن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال: "استقبل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، ثم
التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات".
وهو حديث ضعيف جداً، قال الألباني في إرواء الغليل (4/308): "ضعيف جدا"
فإن محمد بن عون هذا وهو الخراساني متفق على تضعيفه بل هو ضعيف جدا، وقد
أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء"، وقال: "قال النسائي متروك"، وزاد في
"الميزان": "وقال البخاري: منكر الحديث". وقال ابن معين: "ليس بشئ". وانظر
ضعيف ابن ماجة برقم (639)، والارواء رقم (1111)، وضعيف الجامع رقم
(6090)، وضعيف الترغيب برقم (730)، والسلسلة الضعيفة رقم (1022).
14- (( الحجر الأسود نزل به ملك من السماء)). وهو حديث موضوع، قال
الشيخ الألباني: "موضوع"انظر حديث رقم(2769)في ضعيف الجامع، والسلسلة
الضعيفة(2684).
15- وكذا حديث: (( الحجر في الأرض يمين الله - عز وجل - فمن مسح يده
على الحجر فقد بايع الله - عز وجل - ألا يعصيه)). ضعيف. قال الشيخ
الألباني:"موضوع". السلسلة الضعيفة برقم (2685).
والله أعلم، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد
عمر بن محمد عمر عبدالرحمن
الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه...وبعد..
فهناك جملةٌ من الأحاديث تنتشر على ألسنة الناس حول الحج، وهي أحاديث
لا تصح، ولا تثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذه الرسالة أحاول
جمع بعضها راجياً من الله التوفيق والسداد فمن هذه الأحاديث ما يلي:
1- حديث: (( حجوا قبل أن لا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع
بيده معول يهدمها حجراً حجراً)). فهو حديث موضوع. قال الذهبي في المستدرك
للحاكم (1/449): "حصين واه، ويحيى الحمامي ليس بعمدة"، وهو في كشف الخفاء
(2/95) و (2/2337). وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع كما في السلسلة
الضعيفة برقم (543) و (544)، وكذلك في ضعيف الجامع برقم (2695) و (2697).
ويغني عنه حديث: (( تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري
ما يعرض له)). وهو حديثٌ صحيح، أخرجه الإمام أحمد 1/314، والأصبهاني في
الترغيب والترهيب (2/11) برقم (1046)، صحيح الجامع رقم (2957)، وصحيح
الترغيب رقم (1111)، ومختصر الإرواء برقم (990).
2- روي: (( حجوا تستغنوا، وسافروا تصحوا، وتناكحوا فإني مباه بكم
الأمم)). وهو حديث ضعيف. قال ابن حجر في تلخيص الحبير (3/166): أخرجه صاحب
مسند الفردوس من طريق محمد بن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني،
عن أبيه عن بن عمر. قال: والمحمدان ضعيفان. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف
الجامع برقم (2694)، والسلسلة الضعيفة برقم (3480). ويغني عنه حديث عن عبد
الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: (( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي
الكير خبث الحديد، والذهب، والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا
الجنة)). وهو حديث صحيح، وانظر المشكاة (2524، 2525)، والصحيحة (1200)،
والترغيب (1105).
3- روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، عن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- قال: (( سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة)). ضعيف
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/340): فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
ضعفوه". اهـ. وكذلك في كشف الخفاء (2/489). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع
برقم (3321)، والسلسلة الضعيفة برقم (3727).
4- روي عن جابر - رضي الله عنه -: (( من أضحى يوماً محرماً ملبياً
حتى غربت الشمس غربت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه)). وهو ضعيف. قال الشيخ
الألباني: "ضعيف"، انظر حديث رقم (5437) في ضعيف الجامع.
5- وروي: عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( الحج
جهاد، والعمرة تطوع)). وهو حديث موضوع، قال الهيثمي في مجمع الزوائد برقم
(5252): رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو كذاب.
وقال الدارقطني في العلل (7/71) رقم (1224): وسئل عن حديث إسحاق بن عبد
الله بن أبي طلحة عن عمه عن معاوية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( الحج جهاد والعمرة تطوع)). فقال يرويه الحارث بن منصور عن عمرو بن قيس
عن إسحاق ووقع فيه وهم ولعله أراد إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه عيسى بن
طلحة؛ لأن هذا الحديث ليس من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ولا يثبت
عن معاوية وإنما يعرف من رواية معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عمته عائشة بنت
طلحة عن عائشة ومن حديث حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة.
وقال في (11/227): فقال يرويه معاوية بن إسحاق واختلف عنه فرواه شعبة عنه.
وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة برقم (645)، والسلسلة الضعيفة برقم
(200).
6- يروى حديث: (( الحج قبل التزوج)). وفي رواية: (( من تزوج قبل أن
يحج فقد بدأ بالمعصية)). وهو حديث موضوع، قال الشوكاني في الفوائد
المجموعة (1/103): وفي إسناده أحمد بن جمهور القرقساني، ومحمد بن أيوب
والأول يروي الموضوعات والثاني متهم بالكذب، وفي تذكرة الموضوعات (1/512):
فيه من روى الموضوعات، وحكم عليه الشيخ الألباني بالوضع كما في السلسلة
الضعيفة برقم (221) و(222).
7- روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: خمس من العبادة: "النظر إلى
المصحف، والنظر إلى الكعبة، والنظر إلى الوالدين، والنظر في زمزم وهي تحط
الخطايا، والنظر في وجه العالم". حديث ضعيف، أورده الإمام السيوطي في
الجامع الصغير برقم (3966) وقال المناوي في الفيض (3/359) وفيه سليمان بن
الربيع النهدي. قال الذهبي (2/207) تركه الدار قطني فهو ضعيف، قال الشيخ
الألباني: "ضعيف" انظر حديث رقم (2854) في ضعيف الجامع، والسلسلة الضعيفة
برقم (1710)، وإزالة الدهش برقم (172).
8- وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "النظر إلى الكعبة عبادة".
وهو حديث ضعيف، قال المناوي في الفيض (3 / 359) وفيه سليمان بن الربيع
النهدي، قال الذهبي: تركه الدارقطني فهو ضعيف. وأنظر الدرر
المنتثرة(1/491)، قال الشيخ الألباني: "ضعيف" انظر حديث رقم (2854) في
ضعيف الجامع و(2855) و (5990)، والسلسلة الضعيفة برقم (4701). ويغني عنه
حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(( زمزم طعام طعم وشفاء سقم)). وهو حديث صحيح، رواه البزار بإسناد صحيح،
وصححه الألباني في الترغيب (1162). وحديث: جابر - رضي الله عنه - أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ماء زمزم لما شرب له…)). صحيح، رواه
أحمد وابن ماجة وإسناده حسن، وحسنه الألباني في الترغيب (1165).
9- وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قدم على رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - جماعة من مزينة وجماعة من هذيل وجماعة من جهينة،
فقالوا: يا رسول الله إنا خرجنا إلى مكة مشاة وقوم يخرجون ركبانا؟ فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( للماشي أجر سبعين حجة وللراكب أجر
ثلاثين حجة)). موضوع قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/480): رواه الطبراني
في الأوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك. وقال الألباني في حجة
النبي - صلى الله عليه وسلم - (1/52): ""ثلاثين حجة " وهو أشد ضعفا من
الأول ومن شاء الاطلاع عليها فليراجع كتابنا " سلسلة الأحاديث الضعيفة "
(رقم 496 - 497) وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مناسك
الحج " أن الحكمة في هذه المسألة تختلف باختلاف الناس " فمنهم من يكون حجه
راكبا أفضل ومنهم من يكون حجه ماشيا أفضل"، وقال في السلسلة الضعيفة برقم
(497): موضوع.
10- (( من طاف أسبوعاً حافياً حاسراً كان له كعتق رقبة، ومن طاف
أسبوعاً في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه)). لم أجده هكذا وعند الترمذي
وابن ماجه من حديث ابن عمر: (( من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق
رقبة)). لفظ الترمذي وحسنه: (( التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق)).
موضوع قال الشيخ الألباني: (موضوع) انظر حديث رقم (2513) في ضعيف الجامع
قال: يعني ابن عمر سمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ما رفع رجل
قدماً ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر
درجات)).
11- وروي عن ابن هشام يسأل عطاء بن أبي رباح عن الركن اليماني وهو
يطوف بالبيت، فقال عطاء: حدثني أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: (( وكل به سبعون ملكاً فمن قال اللهم إني أسألك
العفو والعافية في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار قالوا آمين))، فلما بلغ الركن الأسود قال يا أبا
محمد ما بلغك في هذا الركن الأسود فقال عطاء: حدثني أبو هريرة أنه سمع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( من فاوضه فإنما يفاوض يد
الرحمن)). قال له ابن هشام يا أبا محمد فالطواف قال عطاء حدثني أبو هريرة
أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من طاف بالبيت سبعاً ولا
يتكلم إلا بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول
ولا قوة إلا بالله محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات ورفع له بها عشر
درجات ومن طاف فتكلم وهو في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء
برجليه)). وهو حديث ضعيف، سنن ابن ماجة (2/985)، ضعيف الترغيب رقم(721).
12- روي: (( الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده))، وهو
حديث منكر، قال الشيخ الألباني: "موضوع" انظر حديث رقم (2695) في ضعيف
الجامع.
13- وروي عن محمد بن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال: "استقبل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلا، ثم
التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي، فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات".
وهو حديث ضعيف جداً، قال الألباني في إرواء الغليل (4/308): "ضعيف جدا"
فإن محمد بن عون هذا وهو الخراساني متفق على تضعيفه بل هو ضعيف جدا، وقد
أورده الذهبي نفسه في "الضعفاء"، وقال: "قال النسائي متروك"، وزاد في
"الميزان": "وقال البخاري: منكر الحديث". وقال ابن معين: "ليس بشئ". وانظر
ضعيف ابن ماجة برقم (639)، والارواء رقم (1111)، وضعيف الجامع رقم
(6090)، وضعيف الترغيب برقم (730)، والسلسلة الضعيفة رقم (1022).
14- (( الحجر الأسود نزل به ملك من السماء)). وهو حديث موضوع، قال
الشيخ الألباني: "موضوع"انظر حديث رقم(2769)في ضعيف الجامع، والسلسلة
الضعيفة(2684).
15- وكذا حديث: (( الحجر في الأرض يمين الله - عز وجل - فمن مسح يده
على الحجر فقد بايع الله - عز وجل - ألا يعصيه)). ضعيف. قال الشيخ
الألباني:"موضوع". السلسلة الضعيفة برقم (2685).
والله أعلم، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد