التربية المزدوجة
باسم السبيعي
تفسير: من خيوط التربية خيط (التربية المزدوجة): أن تربي من تحتك من شاب،
وابن، وطالب، بل ورجل، وامرأة عن طريق تربيته هو لغيره، وتوجيه هذا لهذا،
وهذا لهذا..
قد تكون عندك الفكرة، أو المعنى تريد إيصاله إلى من تحتك، فالتربية
المزدوجة أن توصلها إلى بعضهم ثم تكلفهم أن يوصلوها إلى البعض الآخر،
وهكذا.
قد تراها هكذا سهلة؛ ولكن حين تزدحم بك الأعمال، وتتلفت باستعجال فلا تجد
من تظنه يحمل عنك دعوتك، فهنا قد تغرك نفسك أن تتولى أنت أمر كل تربية لمن
هم تحتك، وحينئذ تعال إلى التربية المزدوجة.
مثال: الدعوة كلها مثال للتربية المزدوجة، وفي حديث عمرو رضي الله عنه- مرفوعاً: ((بلّغوا عني ولو آية)).
ومن الأمثلة: أن تحفِّظه الجزءَ من الآي أو الحديث ثم يحفّظه هو لغيره، أو تشرح له ثم يشرحه هو..
ومنها: أن توصيه بدعوة من دونه، بالتعرف عليه وكسب قلبه والنفوذ إلى فكره..
ومنها: أن تجعل بعض من تحتك يلقي جزءاً من كلمتك التي تريد إلقاءها بمعناها لكن بلفظه هو لا لفظك..
ومنها: أن توصي الجبان بتشجيع الجبان، وتحرّض ضعيف الهمة على تحميس ضعيف
الهمة، وأن تكلف المعجب أو المغرور بكلمة عن الغرور أو العجب، وهكذا...
فائدته:
وفي التربية المزدوجة فوائد:
منها: تعليمه بالمثال فنون الدعوة، طبيعتها، همومها، أسرارها سيظل يطرق الأبواب حتى يوصل الرسالة التي أرسلته بها..
ومنها: أن تبليغك المتربي الأول الرسالة التي سيبلغها إلى المتربي الثاني
هو بمثابة ترسيخ لها فيه، وغرسها في أعماقه غرساً، وجعل قلبه يتكلم بها
تكلماً قبل لسانه!، وكلما حضَّر لها أو كررها في نفسه ضربت جذورها في قلبه،
فإذا حصل أن دافع عنها أمام معارض أو لقي موافقاً لها فهنا يا جبال
اثبتي!.
ومنها: توفير الوقت والجهد عليك، أيستطيع أن يتصل بكل أحد؟ ولو استطاع..
أيستطيع أن يوصل كل فكرة؟ التربية المزدوجة أرقام متضاعفة تضيفها إلى حساب
الدعوة، امتداد في الزمان والمكان، تنوع في نوعيات المستفيدين، أما أن
تقذف نفسك في كل موقف فهو رهق لطاقتك، وتقصير في التفاتك لنفسك، وتحجيم
لمساحة الدعوة.
الدعوة كلها مثال للتربية المزدوجة، وفي حديث عمرو -رضي الله عنه- مرفوعاً: ((بلّغوا عني ولو آية)).
ومنها: أنهم قد يملون من صوتك وصورتك؛ إذ أنت وحدك تكرر على الناس تطلع
عليهم: تعلم وتخطب وتأمر وتنصح وتدعو، وقد ترمى بالمركزية والعجب وحب
الثرثرة.. !.
ومنها: أنك سترحل عن من تحتك يوماً ما، فلا بدّ لك من خلائف لئلا يغرقوا في الفراغ.
ومنها: أن يشعر من تحتك بأن هذا الرأي رأي جماعة؛ فيها فلان وفلان، وفيها
المربي والمتربي، لا رأي واحد يعيد نفسه، فيتأثرون بكثرة القائلين كما
يتأثرون بحسن القول.
ومنها: أن من طلابك من هو أقدر منك في بعض فنون الدعوة، أو على الأقل في دعوة بعض النوعيات والأشخاص.
ومنها: أنها دعوة فردية (فردية جماعية)؛ فهي تحقق ميزة الدعوة الفردية من
حيث قرب التأثير ووضوح المعنى وقوة العاطفة، وتحقق ميزة الدعوة الجماعية من
حيث الشمول واختصار وقتك وطاقتك.
شاطئ:
أنت نشءٌ وكلامي شعلٌ *** علَّ شدوي مضرمٌ فيك حريقاً
منتهى الآمال مني أن أرى *** قطرةً فيك غدت بحراً عميقاً
باسم السبيعي
تفسير: من خيوط التربية خيط (التربية المزدوجة): أن تربي من تحتك من شاب،
وابن، وطالب، بل ورجل، وامرأة عن طريق تربيته هو لغيره، وتوجيه هذا لهذا،
وهذا لهذا..
قد تكون عندك الفكرة، أو المعنى تريد إيصاله إلى من تحتك، فالتربية
المزدوجة أن توصلها إلى بعضهم ثم تكلفهم أن يوصلوها إلى البعض الآخر،
وهكذا.
قد تراها هكذا سهلة؛ ولكن حين تزدحم بك الأعمال، وتتلفت باستعجال فلا تجد
من تظنه يحمل عنك دعوتك، فهنا قد تغرك نفسك أن تتولى أنت أمر كل تربية لمن
هم تحتك، وحينئذ تعال إلى التربية المزدوجة.
مثال: الدعوة كلها مثال للتربية المزدوجة، وفي حديث عمرو رضي الله عنه- مرفوعاً: ((بلّغوا عني ولو آية)).
ومن الأمثلة: أن تحفِّظه الجزءَ من الآي أو الحديث ثم يحفّظه هو لغيره، أو تشرح له ثم يشرحه هو..
ومنها: أن توصيه بدعوة من دونه، بالتعرف عليه وكسب قلبه والنفوذ إلى فكره..
ومنها: أن تجعل بعض من تحتك يلقي جزءاً من كلمتك التي تريد إلقاءها بمعناها لكن بلفظه هو لا لفظك..
ومنها: أن توصي الجبان بتشجيع الجبان، وتحرّض ضعيف الهمة على تحميس ضعيف
الهمة، وأن تكلف المعجب أو المغرور بكلمة عن الغرور أو العجب، وهكذا...
فائدته:
وفي التربية المزدوجة فوائد:
منها: تعليمه بالمثال فنون الدعوة، طبيعتها، همومها، أسرارها سيظل يطرق الأبواب حتى يوصل الرسالة التي أرسلته بها..
ومنها: أن تبليغك المتربي الأول الرسالة التي سيبلغها إلى المتربي الثاني
هو بمثابة ترسيخ لها فيه، وغرسها في أعماقه غرساً، وجعل قلبه يتكلم بها
تكلماً قبل لسانه!، وكلما حضَّر لها أو كررها في نفسه ضربت جذورها في قلبه،
فإذا حصل أن دافع عنها أمام معارض أو لقي موافقاً لها فهنا يا جبال
اثبتي!.
ومنها: توفير الوقت والجهد عليك، أيستطيع أن يتصل بكل أحد؟ ولو استطاع..
أيستطيع أن يوصل كل فكرة؟ التربية المزدوجة أرقام متضاعفة تضيفها إلى حساب
الدعوة، امتداد في الزمان والمكان، تنوع في نوعيات المستفيدين، أما أن
تقذف نفسك في كل موقف فهو رهق لطاقتك، وتقصير في التفاتك لنفسك، وتحجيم
لمساحة الدعوة.
الدعوة كلها مثال للتربية المزدوجة، وفي حديث عمرو -رضي الله عنه- مرفوعاً: ((بلّغوا عني ولو آية)).
ومنها: أنهم قد يملون من صوتك وصورتك؛ إذ أنت وحدك تكرر على الناس تطلع
عليهم: تعلم وتخطب وتأمر وتنصح وتدعو، وقد ترمى بالمركزية والعجب وحب
الثرثرة.. !.
ومنها: أنك سترحل عن من تحتك يوماً ما، فلا بدّ لك من خلائف لئلا يغرقوا في الفراغ.
ومنها: أن يشعر من تحتك بأن هذا الرأي رأي جماعة؛ فيها فلان وفلان، وفيها
المربي والمتربي، لا رأي واحد يعيد نفسه، فيتأثرون بكثرة القائلين كما
يتأثرون بحسن القول.
ومنها: أن من طلابك من هو أقدر منك في بعض فنون الدعوة، أو على الأقل في دعوة بعض النوعيات والأشخاص.
ومنها: أنها دعوة فردية (فردية جماعية)؛ فهي تحقق ميزة الدعوة الفردية من
حيث قرب التأثير ووضوح المعنى وقوة العاطفة، وتحقق ميزة الدعوة الجماعية من
حيث الشمول واختصار وقتك وطاقتك.
شاطئ:
أنت نشءٌ وكلامي شعلٌ *** علَّ شدوي مضرمٌ فيك حريقاً
منتهى الآمال مني أن أرى *** قطرةً فيك غدت بحراً عميقاً