مسلم وأفتخر


زاد المهاجر الى ربه 403042602



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسلم وأفتخر


زاد المهاجر الى ربه 403042602

مسلم وأفتخر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مسلم وأفتخر

المنتدى الإسلامي مسلم وأفتخر يرحب بكم أعضاء وزوارا


    زاد المهاجر الى ربه

    آلاء الرحمن
    آلاء الرحمن
    مشرفة
    مشرفة


    انثى عدد المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 10/02/2012

    زاد المهاجر الى ربه Empty زاد المهاجر الى ربه

    مُساهمة من طرف آلاء الرحمن مارس 10th 2012, 14:23

    بسم الله الرحمن الرحيم , وبه نستعين وعليه نتوكل : قال الشيخ الامام العالم العلامة محمد بن ابي بكر المعروف بابن قيم الجوزية رضي الله عنه وارضاه في كتابه الذي سيره من تبوك ثامن المحرم سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة بعد كلام له سبق : أحمد الله بمحامده التي هو لها اهل والصلاة والسلام على خاتم رسله وانبيائه: محمد صلى الله عليه وسلم وبعد : فان الله سبحانه وتعالى يقول : في كتابه وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب. وقد اشتملت هده الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم فان كل عبد لا ينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين : واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق فاما ما بينه وبين الخلق : من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة الله وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه ولا سعادة له الا بها وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله واذا افرد كل واحد من الاسمين دخل في مسمى الاخر اما تضمنا واما لزوما ودخوله فيه تضمنا اظهر لان البر جزء مسمى التقوى وكذلك التقوى فانه جزء مسمى البر وكون احدهما لايدخل في الاخر عند الاقتران لا يدل على أنه لا يدخل فيه عند انفراد الاخر. و نظير هذا لفظ الايمان والاسلام و الايمان والعمل الصالح و الفقير والمسكين و الفسوق والعصيان و المنكر والفاحشة ونظائره كثيرة. وهذه قاعدة جليلة من أحاط بها زالت عنه إشكالات كثيرة أشكلت على كثير من الناس البر والتقوى. ولنذكر من هذا مثالا واحدا يستدل به على غيره وهو البر والتقوى فان حقيقة البر هو الكمال المطلوب من الشئ والمنافع التي فيه والخير كما يدل عليه اشتقاق هذه اللفظة وتصاريفها في الكلام ومنه البر بالضم لمنافعه وخيره بالاضافة إلى سائر الحبوب ومنه رجل بار وبر وكرام برره والابرار. فالبر: كلمة جامعة لجميع أنواع الخير والكمال والمطلوب من العبد وفي مقابلته الاثم وفي حديث النواس بن سمعان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له جئت تسال عن البر والاثم فالاثم كلمة جامعة للشرور والعيوب التي يذم العبد عليها. فيدخل في مسمى البر: الايمان واجزاؤه الظاهرة والباطنة ولا ريب ان التقوى جزء هذا المعنى واكثر ما يعبر عن بر القلب وهو وجود طعم الايمان فيه وحلاوته وما يلزم ذلك من طمانينته وسلامته وانشراحه وقوته وفرحه بالايمان فإن للايمان فرحة وحلاوة ولذة في القلب فمن لم يجدها فهو فاقد الإيمان أو ناقصه وهو من القسم الذين قال الله عز وجل فيهم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم. فهؤلاء على اصح القولين مسلمون غير منافقين وليسوا بمؤمنين إذا لم يدخل الايمان في قلوبهم فيباشرها حقيقة. وقد جمع الله خصال البر في قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون.
    فاخبر سبحانه ان البر هو الايمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وهذه هي أصول الايمان الخمس التي لا قوام للإيمان الا بها. وانها الشرائع الظاهرة من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والنفقات الواجبة وانها الاعمال القلبية التي هي حقائقه من الصبر والوفاء بالعهد فتناولت هده الخصال جميع اقسام الدين حقائقه وشرائعه والاعمال المتعلقة بالجوارح والقلب وأصول الايمان الخمس ثم اخبر سبحانه عن هذا انها هي خصال التقوى بعينها ، فقال اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. التقوى:
    واما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله ايمانا واحتسابا امرا ونهيا فيفعل ما امر الله به ايمانا بالامر وتصديقا بوعده ويترك ما نهى الله عنه ايمانا بالنهى وخوفا من وعيده كما قال طلق بن حبيب إذا وقعت الفتنة فاطفئوها بالتقوى قالوا: وما التقوى قال: ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله وهذا احسن ما قيل في حد التقوى. فان كل عمل لابد له من مبدا وغاية فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الايمان فيكون الباعث عليه هو الايمان المحض لا العادة ولا الهوى ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك بل لابد أن يكون مبدؤه محض الايمان وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب ولهذا كثيرا ما يقرن بين هذين الاصلين في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان ايمانا واحتسابا و ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ونظائره. فقوله على نور من الله اشارة إلى الاصل الاول وهو الايمان الذي هو مصدر العمل والسبب الباعث عليه.
    وقوله ترجو ثواب الله اشارة ان الاصل الثاني وهو الاحتساب وهو الغاية التي لاجلها يوقع العمل ولها يقصد به.
    ولا ريب ان هذا اسم لجميع أصول الايمان وفروعه وان البر داخل في هذا المسمى.
    واما عند اقتران احدهما بالاخر كقوله تعالى : وتعاونوا على البر والتقوى فالفرق بينهما فرق بين السبب المقصود لغيره والغاية المقصودة لنفسها فان البر مطلوب لذاته اذ هو كمال العبد وصلاحه الذي لا صلاح له بدونه كما تقدم. واما التقوى فهي الطريق الموصل إلى البر والوسيلة إليه ولفظها يدل على هذا فانها فعلى ومن وقى يقي وكان اصلها وقوى فقلبوا الواو تاء كما قالوا تراث من الوراثة وتجاه من الوجه وتخمة من الوخمة ونظائرها فلفظها دال على انها من الوقاية فان المتقي قد جعل بينه وبين النار وقاية والوقاية من باب دفع الضر فالتقوى والبر كالعافية والصحة. العلم النافع:
    وهذا باب شريف ينتفع به انتفاعا عظيما في فهم ألفاظ القران ودلالته ومعرفة حدود ما انزل الله على رسوله فانه هو العلم النافع وقد ذم الله تعالى في كتابه study study study study study study study study study study study study study study study study study study study study study

      الوقت/التاريخ الآن هو مايو 19th 2024, 23:35