مسلم وأفتخر


التبرّج ..موضوع جدّ حسّاس 403042602



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مسلم وأفتخر


التبرّج ..موضوع جدّ حسّاس 403042602

مسلم وأفتخر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مسلم وأفتخر

المنتدى الإسلامي مسلم وأفتخر يرحب بكم أعضاء وزوارا


    التبرّج ..موضوع جدّ حسّاس

    مسلمة وأفتخر
    مسلمة وأفتخر
    :: المديره العامّه ::
    :: المديره  العامّه ::


    انثى عدد المساهمات : 1110
    تاريخ التسجيل : 31/01/2012
    العمر : 30
    الموقعhttps://muslim.forumalgerie.net
    تعاليق :


    (¯`•.¸¸.• أنا مسلم•.¸¸.•´¯)





    التبرّج ..موضوع جدّ حسّاس Empty التبرّج ..موضوع جدّ حسّاس

    مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر مارس 24th 2012, 12:21

    التبرج إظهار ما يجب إخفاؤه، إظهار محاسن المرأة التي أمر الله بإخفائها، الآية القرآنية التي تتحدث عن التبرج قوله تعالى:

    ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾

    [سورة الأحزاب الآية 33]
    بهذه الآية أسئلة كثيرة، أول شيء حينما يذكر الله عز وجل شيئاً في كتابه الكريم فمعنى ذلك أن هذا الشيء أساسي في سلامة المرء وسعادته في الدنيا والآخرة.
    لا يظن بعض الناس أن الله عز وجل ذكر آية في القرآن الكريم فيها توجيه اجتماعي أن هذه الآية من الثانويات، ما دام الله عز وجل قال:

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))
    معنى ذلك أن بقاء المرأة في بيتها نظام اجتماعي أمثل تنتظم به الحياة ويسعد به الرجال، وتسعد به النساء، ويسعد الناس في الدنيا والآخرة.
    المرأة إذا خرجت من بيتها، وخالطت الرجال سببت فساداً كبيراً. لأن المرأة محببة إلى الرجال هذه فطرة، قال تعالى:

    ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾

    [سورة آل عمران من الآية 14]
    كيف أن البارود يشتعل بالنار، من خصائص هذه المادة اشتعاله بالنار، فإذا منعت النار عن البارود فهذا مبني على علم كبير، ربنا عز وجل قال:

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))
    فلما خرجت ابنتا سيدنا شعيب عليه على نبينا أفضل الصلاة والسلام لسقي الغنم قالتا:

    ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)﴾

    [سورة القصص]
    يعني ما خرجنا إلا لسبب قاهر، أما من غير سبب قاهر ينبغي أن تبق المرأة في بيتها، وليس معنى ذلك أن تبقى جاهلة، بعض الجهلة يقرن بين بقاء المرأة في بيتها وبين الجهل، يجب أن تبقى في بيتها وهي في قمة الفهم، والتأدب بأخلاق الإسلام والتفقه في الدين وفهم كتاب الله، وإتباع سنة رسول الله، قربنا عز وجل يقول:

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))
    لا حاجة إلى التفصيل لأن كلكم تعرفون ذلك، ولو أن امرأة متبرجة تعمل في مكان، يراها الرجال كل يوم، وكل ساعة، رجال على أنواع بعضهم كالذئب، بعضهم كالثعلب، بعضهم يشتهي ما ليس عنده يعني هذا شيء طبيعي أن يقرب الرجال إليها، فإذا تقرب الرجال إليها شعرت بقيمتها، وبخطورة جمالها في الحياة، لذلك تستعلي على زوجها في البيت، تفسد علاقتها مع زوجها، وتفسد علاقة الأزواج مع زوجاتهم، وتحتل مكان رجل لو عُين مكانها لتزوج، إذاً عطلت مكاناً لرجل، وعطلت زواجاً لأنثى، ورزقها مضمون على أبيها أو على زوجها، هذا نظام الإسلام. فربنا عز وجل حينما قال:

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ))
    يعني النظام الأمثل أن تتفرغ المرأة لرعاية زوجها وأولادها، وأن تكون عالمة لأمر دينها وحقوق زوجها.

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))
    السؤال الدقيق، لماذا قرن الله عزوجل بين أمره الشريف العظيم

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ))
    وبين نهيه الآخر ـ

    ((ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى))
    لماذا قرنهما مع بعضهما.
    الأصل أن تبقى المرأة في البيت. يا بنيتي يا فاطمة ـ هكذا قال عليه الصلاة والسلام ـ ما خير ما تفعله المرأة ؟ قالت: أن لا ترى وأن لا تُرى.

    (( صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجدها ))

    ((وصلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في دارها))
    الدار مجمل الغرف مع الساحة الثانوية، مع الفناء، أما البيت الغرفة

    ((وصلاتها في قعر بيتها خير من صلاتها في بيتها ))
    إذا في غرفتين، غرفة مطلة على فناء الدار، وغرفة داخلية، لأن المرأة كلها فتنة،صوتها فتنة، حركتها مشيتها.

    ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ))
    ما علاقة النهي الثاني ؟ فإذا خرجتن لأمر ضروري لا تبرجن، إذا قلنا لواحد لا تأكل أكل النهم، فهل نحن ننهاه عن الأكل ؟ لا. لا تقوموا لي كما يقوم الأعاجم، الأعاجم يقومون تعظيماً لملوكهم، أما إذا قام الصحابة الكرام لنبيهم فهذا التعظيم ليس لذاته، بل لحقيقته العظمى، إذاً النهي ليس نهياً مطلقاً.

    ((وَلَا تَبَرَّجْنَ ))
    المرأة لابد من أن تتبرج لزوجها، فإذا تركت التبرج لزوجها أثمت لأنها إذا تبرجت لزوجها كان تبرجها لزوجها أغض لبصره، وأحصن لنفسه، لكن المرأة غير المسلمة تتبرج لغير زوجها، للأجانب في الطرقات، تظهر مفاتنها لمن ليس له علاقة بها، تبرز مفاتنها لمن لا يجوز له أن يرى مفاتنها، تبرز مفاتنها فتفسد علاقة الأزواج بزوجاتهم، أو تفسد علاقة الشباب بربهم، أو تفسد علاقة المجتمع بعضه ببعض.

    ((وَلَا تَبَرَّجْنَ))
    يعني هذه الفتنة، هذا الجمال الذي منحه الله للمرأة، حينما منحه إياها من أجل أن يكون عوناً لها على أن يحبها زوجها، من أجل الوفاق الزوجي، يعني المرأة محببة، لو أنها تقوم بتربية الأولاد وتقوم بالوضع، وبالحمل، وبالرضاع، وبالخدمة، وبالطبخ وليس لها شكل مقبول، لم تستقم الحياة الزوجية، لكن الله سبحانه وتعالى جعل له هذا الشكل المحبب وقال:

    ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾

    [سورة آل عمران من الآية 14]
    من أجل أن تكون الألفة بينهما:

    ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾

    [سورة الروم]
    هذه مودة، تأتي من أنها محببة للرجل، هذا الشيء الذي منحه الله إياه لعلة واضحة، إذا استخدمت لغير ما خلقت له فقد فسدت وأفسدت.

    ((وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى))
    الجاهلية كانت النساء تتبرج لا بقصد إرضاء أوجهن، بل بقصد إبراز مفاتنهن لذلك هذه تصل في تفرغ المرأة لزوجها، وفي صونها لنفسها، وأثمن ما تملك المرأة شرفها وعرضها وعفافها، فإذا عرضت هذا الشيء الثمين لأنظار الناس كلهم فقد أثارت حولها الذئاب الجوهرة المكنونة توضع في علبة مخملية، وفي صندوق، أما الشيء التافه الذي لا قيمة له تراه ملقياً في الطريق.

    ((وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى))
    من الكلمة الأولى يُفهم أن هناك جاهلية أمر وأدهى سوف تأتي في آخر الزمان.

    ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾

    [سورة الأحزاب من الآية 59]
    أكثر المفسرين فسروا هذه الآية أن الجلباب يجب أن يستر جسد المرأة كله، من رأسها إلى أخمصها، هذا هو الجلباب، وسُمح أن تبقى عين واحدة مكشوفة كي ترى طريقها.

    ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾

    [سورة الأحزاب من الآية 59]
    والآن هات لي واحدة لا يرى الناس وجهها، لا يستطيع أحد مهما بلغ فسقه أن يسمعها كلمة في الطريق، ولا أن يتحرش به، ولا أن يصف شكلها، ولا أن يتكلم كلاماً يؤذيها، لأنه لا يراها، فإذا بدى الوجه، وهو موطن الفتنة في المرأة كانت التعليقات، إن كان فاتناً علق الناس تعليقاً خاصاً، فإن لم يعلقوا أضمروا في نفوسهم ما لا تُحمد عقباه، وإن نظروا وكان في الوجه دمامة، تكلموا بكلمات تعقد هذه المرأة، لذلك قال الله عزوجل:

    ((يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ))
    معنى المرأة التي تظهر مفاتنها قد تؤذي، وقد تؤذى، تؤذي بإثارة الشهوات وقد تؤذى ببعض الكلمات التي تجرح شعورها إن بقي عندها شعور. على كل الآية الثانية:

    ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾

    [سورة النور من الآية 31]
    المفسرون قالوا: الذي يظهر من زينة المرأة طولها، هل تستطيع أن تخفي طولها، كونها ممتلئة الجسم أم نحيلة، هذا شيء لا تستطيع أن تخفيه، لذلك الآية الكريمة:

    ((وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا))
    أما الوجه لو أن الوجه مستثنى من هذه الآية إلا ما أظهرن، بيدها أن تظهره أو لا تظهره، أما إلا ما ظهر ليس إلا ما أظهرن منها، الوجه إلا ما أظهرنا، والمعصم إلا ما أظهرن، والرقبة إلا ما أظهرن، كل هذه الأعضاء يمكن سترها، إلا ما ظهر من دون قصد ومن دون إرادة، ومن دون إمكان، إلا ما ظهر منها، قالوا طولها وقالوا ثيابها.

    ((وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ))
    الجيب فتحة الصدر، يضربن بخمورهن، والخمار الرداء التي تختمر به المرأة والخمر تستر عقل الإنسان، والخمار يستر المرأة ولتضرب خمارها على جيبها مروراً بوجهها.

    ((وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:

    (( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يُرى منها))

    يعني المرأة إذا بلغت سن البلوغ لا ينبغي أن يراها الأجنبي لأنه إذا رآها زرعت الشهوة في قلبه

    ويقول عليه الصلاة والسلام:

    (( إن المرأة إذا أقبلت أقبلت ومعها شيطان، وإذا أدبرت أدبرت ومعها شيطان))

    [أخرجه الترمذي]
    يعني إذا رأيتها مقبلة بزينتها حركت الشهوة، وإذا رأيتها مدبرة حركت الشهوة لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

    ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء))

    [متفق عيه]
    ويقول عليه الصلاة والسلام:

    ((صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ))

    [أخرجه مسلم وأحمد]
    يعني الثوب إذا شف عن لون الجلد فهذا ليس بثوب، إنها بهذه الثياب كاسية عارية، يعني القماش الرقيق الذي يظهر ملامح الجسد فهذا يدخل بهذا الحديث كاسية عارية والثياب الثخينة، إذا كانت ضيقة، فوصفت حجم العضو، كاسية عارية.

    (( كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا ))

    كيف أفهم أن امرأة مؤمنة تظهر مفاتنها للأجنبي، إيمانها بقلبها كبير، لا تدع الصلاة، يعني غطاء رأسها في محفظتها، لكن مضطرة، هذا كلام مرفوض، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
    أب سأل بناته، لماذا أنتن متحجبات ؟ فأجابت كل فتاة كلمة بحسب مستواها قالت إحداهن، لأن الله أمر بذلك، وقالت أخرى لأنني بهذا أرضي الله عز وجل، وقالت ثالثة أنا متحجبة لئلا أؤذي عباد الله.
    شاب في مقتبل حياته، ملتهب، إذا رأى فتاة وكان منظرها مثيراً لشهوته، ماذا يصنع بنفسه، جاهل، ليس له مجلس علم يعلمه غض البصر، ما له أستاذ يعلمه الدين الصحيح، ما له تعلق بالآخرة، سيفسق، سينحرف، سوف يبتغي وراء ذلك، هي شريفة ما جرؤ على التكلم معها، ولا تكلم معها، ونظرها في الأرض، ولكن زرعت الفتنة في نفسه.
    إذا لبست المرأة لباساً حديثاً وفق أحدث الموضات، معنى ذلك أنها تدعو الناس إلى النظر إليها، تدعو الناس إلى التهامها بعيونهم، وتقول إنها شريفة، أين شرفها، لو أنها شريفة لحجبت مفاتنها عن الذئاب. أقول الذئاب بالذات.
    مثل مضحك، إذا رجل ركب سيارة عامة ترى أبوابها مخلخعة لها وضع خاص هذه عامة، أما السيارة الخاصة منتظمة، أيضاً المرأة لما تظهر مفاتنها صارت عمومي ليست خصوصي، مستهلكة من الجميع، يستمتع بها الجميع، ولا شأن لها عند الله عز وجل أما هذه المرأة التي خلقها لتكون لزوجها، عندئذ يرزقها الله بهاءً إلى أمد طويل، سبحان الله يعني المرأة التي تصون نفسها بالخمسينات مشرقة، والتي يراها الأجنبي صباحاً ومساءً بسن مبكر يذهب رونقها، ويذهب جمالها لأنها استهلكت، استهلكت وأهلكت.

    وعن موسى بن يسار رضي الله عنه قالت:

    (( مرت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف ))

    الآن أين ما مشيت، على بعد ثلاثة أمتار تشم رائحة المرأة، يعني يدفع الناس على العطورات مبالغ طائلة، النساء في الطريق، إذا كان الرجل غير منتبه يشم رائحة نسائية فينظر طبعاً أهل الدنيا. فسيدنا أبو هريرة مرة بامرأة وريحها تعصف، فقال لها:

    ((أين تريدين يا أمة، قالت إلى المسجد، فقال: وتتطيبين، قالت نعم، قال: فارجعي فاغتسلي ))
    يعني إذا خرجت المرأة متعطرة خرجت زانية.

    ((قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يقبل الله صلاة من امرأة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل))
    الموضوع حساس ودقيق، وكل منا يعرف أبعاده، ويعرف كم من طلاق تم بسبب الاختلاط، كم من شقاء وقع في بيت بسبب التبرج كم من انحراف وقع من زوج أو من زوجة بسبب ذلك.
    أحياناً في هذا المسجد تأتيني مشكلات، شيء لا يُذكر، واحد غايب عن زوجته دخلت إلى بيت الجار في غيبته، طبعاً في إهمال للشرع هذا الشرع إذا طبقته كان وقاية لك من المشكلات، ومن المفاجآت، ومن الأمور التي لا تحتملها، فإذا أطلقته، ولم تكن عالماً بمضار الاختلاط.
    رجل والله في هذا المسجد، القصة من ثمانية سنوات، بعد ما انتهت خطبة الجمعة قال لي سؤال: قال والله زوجتي وجدتها مع رجل، قلت: له ما السبب ؟. قال لي القصة قالها من أولها، قال جارنا دخل إلي زارني، قال لها: فلان مثل أخوك هات القهوة هذا جاهل بما يكون من عواقب الاختلاط. الإنسان الذي يحب نفسه ويحب أن يمضي عمر مع زوجته في اطمئنان ودعة، واطمئنان إلى أخلاقها، وإلى استقامتها ووفائها، لا يعرض نفسه إلى مهالك بسبب جهله بالدين.
    واحد آخر، هو دعا زوجته إلى العمل خارج المنزل، بوظيفة حساسة لها علاقة بضرائب معينة، جاءتها الهدايا، جاءتها المبالغ اشترت بيت آخر، غابت عن البيت، استعلت على زوجها، بعد ذلك شعر أن على نفسها جنت براقش، تركته بعد ذلك، من هو أمام من هو معجب بها، وبقيمتها، وبدخلها.
    واحد نفخ قربة وركب فيها بالنهر، في منتصف الطريق نفست فغرق، فقال له بعضهم: يداك أوكتا وفك ونفخ، يعني ربطتا، هذا من صنعك.
    تسمع أحياناً يقول لزوجته: يجب تظهري على إخوتي كلهم من دون شيء هؤلاء إخوتي. ما هذه آية أم حديث، من أين أتيت بها؟ جهل.
    أحياناً الأهل يشترطون على الزوج أن ابنتهم تختلط مع أخوة زوجها شرط، لا تعمل لنا تفرقة في العائلة، نحن ربينا سوية، شيء جميل ما هذه العادات.
    صنف آخر، أن فلانة ربيتها، أين هي، صارت زوجة، ما بصير تحجبها عني أنا مربيها، ما هذا الكلام، كلام جهل، وترى مضاعفات، وانحرافات، وغمز، ولمز ويفاجئون بعضهم بأوضاع غير سليمة، ويشتكون من بعضهم، ويخونون بعضهم، وتصير عداوات. هذه كلها منافذ الشيطان.
    فإذا أردت أن تحيى سليماً من هذه الآفات فطبق كتاب الله.
    إذا اشترى رجل سيارة، معها نشرة بالعربية، مرة قرأتها بكاملها ستين سبعين صفحة تقريباً، متى يجب أن تضع الزيت، كيف تمسح البللور، إذا مستحته من دون ماء ينجرح، لابد أن تفحصها كل فترة من أسفلها لتزفيتها، وإلا تهترئ، وجدت أشياء ضرورية جداً. من أفهم جهة تعطيك النصائح الصحيحة في صيانة السيارات ؟ المعمل. أما إذا سألت رجل ليس له علاقة بالمصلحة إطلاقاً يعطيك نصائح غير صحيحة، يقول لك: لا تحميها صباحاً فوراً امش ما في وقت. غير فهمان.
    فالإنسان حينما يتلقى النصائح بأمور حياته من جهات غير خبير يدفع الثمن، أما إذا تلقى النصيحة من خبير:

    ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾

    [سورة الملك]
    نحن من خلقه، وهذا الكتاب القرآن الكريم هو دستورنا في الحياة تخالفه فتدفع الثمن، كنت أقول دائماً أن الإنسان لمس مدفئة فاحترقت يده العلاقة بين لمسها واحتراق اليد هذه علاقة سبب بنتيجة، يعني علاقة علمية، أما إذا اشترى الأب دراجة لابنه الناجح هذه علاقة00 حكيمة، يعني الأب قال لابنه إذا نجحت أشتري لك دراجة. هذه علاقة ليست بالضرورة، علاقة وضعها الأب، فلما نجح الابن اشترى له دراجة.
    علاقة المعصية بنتائجها علاقة علمية، يعني كل معصية فيها بذور نتائجها، من دون تدخل من الله، نفس المعصية. تيار ستة آلاف فولت، يقول لك: خطر الموت، يعني ما في حاجة إذا مسكه واحد يأتي واحد يكتبه ضبط ويخالفه، يموت لوحده منه، من دون تدخل الدولة، إذا واحد مسك تيار فولتاجه عالي وخالف اللوحة المرسوم عليها جمجمة وعظمتين، ومسكه يصبح فحماً فوراً، لا حاجة لأن يكتبه مخالفة، ويحيلوه على القضاء ويساووه فحم بالقضاء، ما في حاجة. مسك التيار نفسه يحول صاحبه فحماً فوراً، يجب أن تفهم الدين هكذا، الاختلاط يسبب خراب البيوت، التبرج يسبب فساد العلاقة بين الأزواج كلهم، كل معصية لله عز وجل تسبب فساد الحياة من دون تدخل من الله، الله لا يعاقب أحد عمل نظام دقيق، تخالف فتقع. إذا رجل حرك المقود على اليمين فجأة وعلى اليمين في وادي في حجة مين يدفشه على الوادي، لحاله بيوقع في الوادي، هذا التحريك بحد ذاته في بذور الوقوع في الوادي، هكذا الشرع، لذلك أوامر الشرع ليست قيوداً للإنسان ولكنها ضماناً لسلامته.
    يعني لا أقول من باب المبالغة إذا الإنسان يحب نفسه يستقيم على أمر الله، يحب أن يعيش حياة هادئة مع زوجته يقول لك والله عشت معها خمساً وأربعين سنة ما رأيت منها شيئاً أكرهه، معناها أنت حصنتها وحصنت نفسك، أما المفاجآت لا يعلمها إلا الله.
    لا أحب أن أخوض بهذه الموضوعات كثيراً لأنني سمعت قصص يقشعر منها البدن من الاختلاط. قال رجل لأستاذ في المدرسة: أخي عنده ثلاثة أولاد، من كل أخ واحد مني واحد ومن أخوه الثاني واحد، ومنه واحد. اختلاط، هذا أخي، وإذا أخوك، الحمو الموت.
    الذي حرمه الله فهو حرام، سبحان الله أرى عوائل لا أقول في قمة الجهل لا الجهل ليس له قمة، بل في حضيض الجهل، إذا أراد الشاب فيهم أن يطبق الشرع يقيمون عليه النكير، لماذا ؟ من أين أتيت بهذا الدين ؟ هذا قرآن كريم، حديث رسول الله، يعني ألا يعجبكم قرآن الله عز وجل:
    ﴿وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن الأولى ﴾

    ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

    [سورة النور الآية 31]
    معدودين سبعة لا يوجد غيرهم. ابن عمها ليس وارداً، أخي هيك نحن هيك تربينا. ابن خالتها غير وارد، أخو زوجها غير وارد خال زوجها غير وارد، فبذلك يخالفون الشرع، وتقع المشكلات.

    * * * *

    والآن إلى بعض الأحاديث الشريفة التي درجنا قبل رمضان على شرحها بفضل الله وتوفيقه.
    قد يكون الحق مر، أو الحق قاس على بعض الناس، هذا الحق ونحن نقول النسب النظامية بالكولسترول هكذا، إذا أنت عندك نسبة أعلى تقول: أنا ليس في شيء، لا أعرف أن عندك حالة مرضية، إذا الواحد انحرف عن الشرع هذه حالة مرضية، والعلاج حتمي فإما أن يعالج نفسه قبل أن يعالجه الله عز وجل، حتمية المعالجة، رحمة الله عز وجل تقتضي أن يعالج كل العباد.
    يقول لك: ما صار شيء معنا، نحن نخالف وما صار شيء معنا هذا كلام فيه جهل أيضاً، هناك أمراض دور حضانتها ثلاثين سنة وأمراض عشر سنوات، وأمراض خمس سنوات، إذا واحد وضع في الأساسات خمسة أكياس بدلاً من سبعة، ثم يقول لك: ما صار شيء طول بالك..

    ((هذا الحديث صدق النبي صلى الله عليه وسلم، لما سيدنا حنظلة كان يبكي في الطريق، ورآه سيدنا الصديق، قال: مالك يا حنظلة تبكي، قال: نافق حنظلة، قال له لمَ يا أخي ؟ قال: نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين، فإذا عافسنا الأهل ننسى، قال له: وأنا كذلك يا أخي انطلق بنا إلى رسول الله، عند النبي الكريم قالا له ما قالا فقال عليه الصلاة والسلام: أما نحن معاشر الأنبياء فتنام أعيينا ولا تنام قلوبنا، وأما أنتم يا أخي فساعة وساعة، لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة، ولزارتكم في بيوتكم ))

    [أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد]
    الإنسان كلما ارتقى إيمانه تشف نفسه، يصبح يرى ما لا يراه الناس إذا المطر سوف تنزل، يجوز واحد من أهل الدنيا يقول: قالوا اليوم ستنزل المطر، انظر كم ميلي نازلة اليوم، انظر كم ميلي نازلة، يأتي بباله مطر نزلت، وكم ميلي، وكان لازم ما تنزل المطر، وفي عنده شيء تاركه من دون تغطية، عنده اسمنت من دون تغطية. هذا تفكيره يأتي المؤمن يرى المطر تنزل، يراها رحمة الله، يرى يد الله تنزله، يرى استجابة الله لعباده يخطر بباله معاني قد يبكي منها كل هذه المعاني لا تخطر في بال الكافر أبداً.
    المؤمن يأكل فاكهة، يرى الذي خلقها بهذا القوام، بهذا الشكل، بهذه الرائحة بهذا الطعم، بهذا السعر، بهذه الكمية، بهذه الغزارة كانت تراب، بستان فيه أجاص، وتفاح وخوخ، ومشمش، أثمار متفاوتة في الأشكال والألوان والطعوم، هذه حامضة، وهذه حلوكة هذه هلامية، هذه قاسية، هذه لها قشرة، هذه ليس لها قشرة، هذه شكلها كثمرة، هذه شكلها مربع، هذه شكلها كروي، هذه شكلها دائري، هذه كبيرة، هذه صغيرة، يرى رحمة الله عز وجل، لذلك المؤمن يرى ما لا يراه الناس، لو كبر إيمانه أكثر يحس أن هذه المخلوقات تسبح الله عز وجل.
    إذا إنسان رأى زهرة يقشعر بدنه أمامها، كائن جميل خلقه الله تسبح بحمد الله تجنب أن يدوس على زهرة في الطريق، إذا ارتقى أكثر، كأنها تخاطبه ويخاطبها.
    واحد صالح بقي بالطعام رزة، فأكله، قال: سمعتها تقول رب لا تذرني فرداً وألحقني بالصالحين.
    الله خلقها من أجلك أيها الإنسان، لمَ تتركها هكذا هملاً، خلقت من أجلك، كلما شفت نفس الإنسان يرى ويسمع ما لا يراه الناس وما لا يسمعون.
    الأنبياء.

    ((أعرف حجراً بمكة كان يسلم علي))
    دخل على بستان صلى الله عليه وسلم، فرأى جملاً، فلما رآه حن (بكي الجمل) فتقدم منه، ومسح ذفريه، وقال: من صاحب هذا الجمل، فقالوا: فتى من الأنصار فقال: ادعوه إلي، فلما جاؤوا به قال: أيها الفتى، ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدأبه.
    لا تنكر على العلماء الكبار، لا تنكر على العارفين بالله أحوالهم شفافية نفوسهم كشوفاتهم، قل: الله أعلم.
    أخي شو هذه تبع يا سارية الجبل الجبل، أنت في مستوى سيدنا عمر ؟!. قال: أسمع صوت أمير المؤمنين يحذرني الجبل، قال: يا سارية الجبل الجبل..
    يعني إذا سمع الإنسان هذه الحادثة من عالم دكتور في الجامعة هذه حقيقة علمية.. كم نحن مخدرين، دخل عندنا دكتور قال لنا هذه الحادثة اسمها التخاطر النفسي، النفس لا تزال كائن مجهول، لها شعاع.
    هناك حادثة سجلها العلماء أن امرأة في إيطالية ابنها في باريس رأت وهي في المطبخ أن ابنها قد داسته سيارة، رأته في عينها هذه اسمها أحلام اليقظة، بعد أربع أيام جاء ابنها بنعش مع تقرير بنفس الدقيقة، قال: هذه حادثة علمية ثابتة اسمها التخاطر النفسي تفسيرها صعب، عندما يقولها دكتور في الجامعة ساعتئذ يا سارية الجبل الجبل صحيحة، إذا لم يقلها الدكتور فهي غير صحيحة، هذا هو الجهل، إذا كان شيء بالعلم يوافق الدين اقبله لا إذا كان الدين يوافق العلم تقبل الدين الأصل هو الدين، الأصل ما جاء به كتاب الله.
    لذلك بعض العلماء قالوا: الحقائق نوعان، حقائق تنحدر إلينا عن طريق الوحي للأنبياء، وحقائق نكشفها عن طريق التجربة، مصدرها واحد.
    ربنا عز وجل قال العسل فيه شفاء للناس، كلام إله، حقيقة ثابتة قطعية، قد يكون العلماء كشفوا للعسل مليون فائدة، وألفوا عنه كتب هذا العلم جاءنا عن طريق التجربة وكلمة فيه شفاء للناس هذا عن طريق الوحي، العلم الذي جاءنا عن طريق التجربة علم ناقص أحياناً يعتريه الشك والخطأ والنسيان، وأما العلم الذي جاءنا عن طريق الوحي فكامل مكمل. يعني إذا مسكت مذياع ونزعت منه الصمام فتوقف الصوت، قلت هذا من أجل الصوت، قد يكون الصمام على طريق الصوت من أجل شيء آخر، أما إذا قال لك مخترع الجهاز هذا الصمام من أجل ثلاثين فائدة هي كذا وكذا وكذا، هذا علم كامل من مخترع الجهاز، أما إذا نزعت صمام ورأيت آثار نزعه فغاب الصوت قلت هذا من أجل الصوت هذا علم ناقص، قد يكون الصمام على طريق الصوت، أما هو مهمته تصفية الصوت، لا إحداث الصوت فالعلم التجريبي علم له قيمته ولكن يبقى ناقصاً، أما علم الأنبياء كامل، لما قال الله:

    ((وقرن في بيوتكن ))
    الآن العلماء الأجانب يقترحون إنشاء جامعات للفتيات، وجامعات للذكور في أمريكا نفسها، وجدوا سبعاً وعشرين ألف لقيط في الحدائق. في بلاد نصف سكانها بالقضاء. الآن الأجانب بدافع علمي بحت يقترحون أن تكون جامعات للفتيات وجامعات للذكور.

    ((إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث ))
    يقول عليه الصلاة والسلام:

    (( إني لا أشهد على جور ))

    [متفق عليه]
    هذا تعليم لنا، إياك أن تكون شاهداً على جور

    (( عَنِ النُّعْمَانِ ابْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ سَأَلَتْ أُمِّي أَبِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ ثُمَّ بَدَا لَهُ فَوَهَبَهَا لِي فَقَالَتْ لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَنَا غُلَامٌ فَأَتَى بِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ الْمَوْهِبَةِ لِهَذَا قَالَ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ فَأُرَاهُ قَالَ لَا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ وَقَالَ أَبُو حَرِيزٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ))
    هذا جور.
    الأب العاقل المؤمن يعدل بين أولاده، بصرف النظر عن فرقهم الفردية، واحد بهلول، واحد ما عنده إمكانيات يكون بهلول، واحد قريب منه، بعيد عنه، واحد متزوج عنده غضبان على كنته لا يريد أن يعطيه شيء من الميراث، واحد ليس متزوج بعد، هذه كلها اعتبارات لا قيمة لها عند الشرع. هؤلاء جميعاً أولادك، ساوي بينهم في العطية، قال له: إني لا أشهد على جور، هذا جور.
    يقول عليه الصلاة والسلام:

    (( إِنِّي لَأَدْخُلُ الصَّلَاةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَاوَزُ فِي صَلَاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ))

    [متفق عليه]
    كان عليه الصلاة والسلام حكيماً، دخل في الصلاة وفي نيته أن يطيل الصلاة سمع بكاء الصغير وأمه تصلي خلف الصفوف، فاقتصر من الصلاة رفقاً بهذه الأم التي تشفق على ابنها من البكاء. لذلك كان عليه الصلاة والسلام أخف الناس صلاة في تمام.
    يعني أحياناً تصير الصلاة عرض عضلات، حافظ والله شيء جميل أما إذا كان لوحده وصلى عشر ساعات لا مانع، لكن مع الناس فيهم واحد لا يستطيع أن يقف كثيراً يعني تحملك أن تقرأ نصف صفحة، ثلاثة أرباع الصفحة، خمس صفحات، أما إذا كان في قيام ليل هذا لحاله، ليس له علاقة، أما الصلاة العادية الصلوات الخمس كان أخف الناس صلاة في تمام، يعني يؤدي خصائصها وأركانها وشروطها بالتمام والكمال مع خفة في الصلاة، يعني نصف صفحة، ثلاثة آيات أربع آيات.
    يقول عليه الصلاة والسلام:

    (( إِنِّي لَمْ أُؤمَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ))

    [متفق عليه]
    يعني أنت بعت صحون، أخي هذه الصحون يا ترى يريد أن يضع فيها مستلزمات المشروب ؟ هذا ليس شغلك.
    أنت بعت صحون، صحون يوضع بها طعام، هناك شخص يدقق بشكل مزعج.
    الإنسان إذا دخل مسجد، رأى إمام وراء، أخي هذا الإمام ورع ؟ هذا ليس شغلك صلي وراء كل بر وفاجر. إذا تعرفه فاجراً سلفاً فلا تصل وراءه، أما دخلت إلى المسجد فصل من أجل وحدة الصف.
    يعني واحد وضع لك طعام، يا ترى مين أين هل ماله حلال ؟ يعني إذا قلت له مالك حلال يجوز ينفر منك، أنا لا أعرف دخلك حلال ولا حرام، إن شاء الله ما تأكل ربا ما تأكل، عمل معه تحقيق من أجل لقمتين، حل عنه لا يريد أن يطعمك.
    النبي الكريم كان رقيقاً، قال:

    (( إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ ))
    كان بعض الأصحاب مع سيدنا عمر في البادية، وجدوا ماء يريدون أن يتوضئون منه، قال: يا صاحب الماء هل ترد الوحوش هذا الماء ؟ قال سيدنا عمر: يا صاحب الماء لا تخبرنا.
    يعني ماء موجود، ونظيف، وطاهر، إذا كنت تريد أن تتبع الأمور لأقصاها صار هذا تعنتاً.
    الإنسان يجب أن يتأدب بأدب الإسلام، هناك شخص يحل غلاظته على الناس باسم الدين، أنا من أجل أن أتحقق، من أجل أن أدقق وأتقصى الحلال، أنت تقصى الحلال بشكل لطيف ليس بشكل مزعج للناس، لئلا يكره الناس دينك.
    واحد اضطر يصافح شخص مشرك، هو مسك العباية وصافحه قال: هذا مشرك نجس، هذا ليس لباقة أن تصافحه بالعباية، ليس نجاسة عينية، نجاسة حكمية، قد يكون منذ قليل كان في الحمام غسل بصابون معطر ووضع عطر على يديه، ليس يديه النجسة، بل تصرفاته نجسة.

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾

    [سورة التوبة من الآية 28]
    ما يصافحه إلا بالعباية، هذا مما ينفر الناس من الدين.
    مرة واحد قال لي ضع لي عندك هذا الغرض، كتبت عليه السيد فلان، هو ليس مسلماً نصرانياً، قيل لي: كيف تقول عنه سيد.
    كان حيعمل لي مشكلة، قلت له: أنا أقصد السيد هو الذئب، وجمعه أسياد فسكت. نفدت منه بهذا التوجيه. قال لي: هيك مظبوط أما غيره ما بصير. يكون هو له عمل أسوأ منه، بس تزين بالباطل، المسلم إذا ما كان ورع مستقيم، وإلا ما هذه الادعاءات الكاذبة.

    (( إني لا أصافح النساء ))

    [أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد ومالك]
    ترى معظم الناس يصافحهن وضحكته ظاهرة، ويشد على يدها من باب المودة وهي أجنبية عنه.
    إني لا أصافح النساء، يقولون عنه جلف ليقولوا، ما عنده لباقة يقولوا، عند الله مكرم.

    (( إني لا أقبل هدية ))
    يعني بعض الأشخاص يقبلون أية هدية، إن كانت من مشرك لها معانٍ كثيرة لكن هناك استثناءات قليلة، إذا كان هذا المشرك فيه نواة طيبة، ويُرجى له الصلاح وقبلتها تأليفاً لقلبه فالنبي فعل هذا حينما قبل مارية القبطية من المقوقس، أما للأفراد فلا يجوز، فإذا فعلوها فقد خالفوا هذا الحديث الشريف. لا تصح إلا من أنبياء أو ممن بيدهم ولاية الأمور أما من أفراد تقبل هدية من مشرك، فمعنى ذلك كأنها رشوة، يعني خذها واسكت. فالإنسان إذا جاءه خير عن طريق مشرك، أو كافر يميل نحوه، إذا مال قلبه إلى مشرك تنتقل له أحواله، شهواته، دناءته، ميوله المرضية، هذا كله يأتيه عن طريق العدوى. من أحب قوماً فهو معهم.

    (( كل نفس تُحشر على هواها، فمن هوي الكفرة حشر معهم ولا ينفعه علمه شيئاً ))

    (( إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً ))
    هناك مزاح غليظ يسبب جلطة أحياناً، يسبب طلاق. واحد خطب امرأة قيل له هذه ليست من زاويجك، ففي اليوم الثاني طلقها، بعد أسبوعين قال له: ماذا صنعت ؟ قال له والله كنت أمزح معك مزاحاً. كان قد طلقها وانتهى، هذا المزاح مدمر.

    ((إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً))
    معناها المداعبة والمزاح مستحب من المؤمن، لكن المزاح الذي لا يخدش حياء إنسان، ولا يجرح إنسان، يعني له شروط كثيرة جداً مطلق المزاح غير مطلوب.

    ((من كثر مزاحه استخف به، إياك وكثرة الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب ))
    لكن المزاح اللطيف، القليل، يضفي بهجة، وأنس، ويسبب محبة وميل القلوب نحو المتكلم.
    درسنا في التربية موضوع مستقل، الفكاهة بالتعليم، أحياناً تشعر أن الطلاب قد تعبوا، وبقي لانتهاء الدرس ثلث ساعة، أحياناً طرفة أدبية تعطي نشاط استماع إلى ساعة ثانية. ولكن له شروط، أن لا تمزح على طالب بالذات، أو على مهنة أولياء الطلاب، هذا شيء لا يجوز، لذلك المعلم الناجح يعرف مهن أولياء الطلاب كلهم، ولو كان هناك طرفة ممتعة جداً تمس إحدى المهن فلا يستخدمها أبداً، لأنها تجرح طالب. فالمزاح الذي لا يؤذي أحداً، ولا يحرج إنساناً ولا يجرح نفساً، ولا يخدش شعوراً. في مزاح ليس له علاقة بالحاضرين إطلاقاً، مزاح أدبي، مزاح لغوي، فكرة معينة، مفارقة.

    (( إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً ))
    اللهم صلي عليه، قال:

    (( إنما يقيم من أذن ))

    إنما يقيم الصلاة من أذن، ما علاقة هذه بهذه ؟ كان في المئذنة وهو في المادة أنهى الأذان، فأقام واحد غيره، ثم بدؤوا بالصلاة وهو لم ينزل من المئذنة، أما بهذه الطريقة لازم المؤذن نفسه الذي كان في رأس المئذنة هو الذي يقيم الصلاة، هذا نظام اجتماعي.
    النبي الكريم قال:

    (( ساقي القوم آخرهم شرباً ))

    إذا إبريق ليمون والحاضرين عشرة، فعبأ كأس وشربها، ثم صب كأس وكأس ثالث رجل انتهى الإبريق، إذا كان هو لازم بحسب الشرع يشرب آخر واحد، يجب أن يزين عشرة رجال، نصف نصف بقي نصف في الآخر، شيء دقيق جداً، لو كان مقصود ما حكى هذا الكلام، شرب كأس لوحده وترك الناس بلا ليمون، أما ساقي القوم آخرهم شرباً، اعمل حسابك، الكل يريد أن يشرب وأنت آخر واحد معناها اوزن الليمونات، شوف، بيطلع لكل واحد كاسة شاي، كاسة شرب كبيرة، كأس ونصف بحيث يبقى لك شيء في الآخر.

    (( إنما يقيم الصلاة من أذن ))
    تريد أن تسبق المؤذن لا يجوز، الذي أذن يقيم الصلاة.

    (( العيادة فواق ناقة ))
    زرت مريض، يريد أن يأخذ أبرة، أو يقضي حاجة، أو يعطوه تحميلة خمسين شغلة للمريض، قعد وانبسط، مشغلين المروحة وحديث ظريف، قعد ثلاث ساعات والمريض يغلين.
    العيادة فواق ناقة، مقدار حلب ناقة، يعني عشر دقائق. مرة جلس واحد شي ساعتين، قلت هذا حلبتين صاروا.

    * * *

    والآن إلى قصة لصحابي جليل رضي الله عنه وأرضاه.
    قام هذا الصحابي بعمل كبير جداً. هذه القصة مفادها أن المؤمن يجب أن يكون ذكياً، المؤمنون كلهم مكرمون، ولكن هناك مؤمن محدود، ومؤمن متقد الذكاء، هذا لا متقد الذكاء يجري الله على يديه خيراً كثيراً.
    قال: نعيم ابن مسعود فتى يقظ الفؤاد ألمعين الذكاء خرَّاج ولاج (يعني يفوت من هنا ويخرج من هنا، برم باللغة العامية) لا تعوقه معضلة ولا تعجزه مشكلة، يمثل ابن الصحراء بكل ما حباه الله من صحة الحدس وسرعة البديهة وشدة الدهاء، لكنه كان صاحب صبوة (له ميول) وخدين متعة، كان ينشدهما أكثر ما ينشدهما عند يهود يثرب ـ طبعاً قبل أن يسلم ـ فكان كلما تاقت نفسه لقينة أو هفا سمعه لوتر شد رحاله إلى منازل قوميه في نجد ويمم وجهه شطر المدينة حيث يبذل المال ليهودها بسخاء، ليبذلوا له المتعة بسخاء أكثر ومن هناك فقد كان نعيم بن مسعود كثير التردد على يثرب، وثيق الصلة بمن فيها من اليهود وبخاصة بنو قريظة، ولما أكرم الله الإنسانية برسول الله صلى الله عليه وسلم كان نعيم ابن مسعود ما يزال مرخياً لنفسه العنان، فأعرض عن هذا الدين الجديد أشد الإعراض خوفاً من أن يحول هذا الدين بينه وبين متعه ولذاته.
    أحياناً ترى شخصاً خلافه مع دين ليس عقائدياً، خلافه ليس إيديولوجي مع الدين خلاف تضارب مصالح، له كم شهوة مستمتع بها، يخاف إذا تدين ينحرم منها، يقول لك أخي ما بدي، حوينتي بكير علي.
    سيدنا نعيم كان من هذا القبيل، ثم ما لبث أن وجد نفسه مسوقاً إلى الانضمام إلى خصوم الإسلام.. كان على الحياد فصار مع الخصوم مدفوعاً دفعاً إلى إشهار السيف في وجه المسلمين، لكن نعيم بن مسعود فتح لنفسه يوم غزوة الأحزاب صفحة جديدة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وخط في هذه الصفحة قصة من روائع قصص مكائد الحروب. الحقيقة قصة مثيرة جداً، قصة ما يزال يرويها التاريخ بكثير من الانبهار بفصولها المحكمة، والإعجاب ببطلها الأريب اللبيب، فقبيل غزوة الأحزاب بقليل هبت طائفة من يهود بني النضير في يثرب وطفق زعماؤهم يحزبون الأحزاب، لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقضاء على دينه، فقدموا على قريش ـ من بني النضير ـ وحرضوهم على قتال المسلمين، وعاهدوهم على الانضمام إليهم عند وصولهم إلى المدينة، وضربوا بذلك موعاً لا يخلوفنه، ثم تركوهم وانطلقوا إلى غطفان في نجد، فأثاروهم ضد الإسلام ونبيه، ودعوهم إلى استئصال الدين الجديد من جذوره، وأسروا إليهم، بما تم بينهم وبين قريش.
    وفد من بني النضير ذهبوا إلى قريش وحرضوهم على قتال المسلمين، ليس قتالاً ولكنه استئصالاً. حرب إبادة، إنهاء الإسلام كله، وانطلقوا بعدها إلى غطفان، وحرضوهم كذلك وعاهدوهم على ما عاهدوهم عليه، وآذنوهم بالموعد المتفق عليه.
    خرجت قريش من مكة بقضها وقضيضها، وخيلها ورجلها، بقيادة زعيمها أبي سفيان بن حرب متجهة شطر المدينة، كما خرجت غطفان من نجد بعدتها وعديدها، بقيادة عيينة بن حصين الغطفاني، وكان في طليعة رجال غطفان بطل قصتنا نعيم بن مسعود.
    خرج مع الأحزاب ليحارب رسول الله، كان في القمة، فلما بلغ الرسول صلوات الله عليه نبأ خروجهم جمع أصحابه الكرام وشاورهم في الأمر، فقر قرارهم على أن يحفروا خندقاً حول المدينة، ليصدوا عنها هذا الزحف غير المقدس الكبير الذي لا طاقة لها به وليقف الخندق في وجه الجيش الكثيف الغازي.
    هذا كله معروف لديكم، وما كاد الجيشان الزاحفان من مكة ونجد يقتربان من مشارف المدينة حتى مضى زعماء يهود بني النضير إلى زعماء يهود بني قريظة القاطنين بالمدينة.
    الآن مؤامرة ثالثة، زعماء بني النضير ذهبوا إلى زعماء بني قريظة وهم يسكنون في المدينة نفسها، وجعلوا يحرضونهم على الدخول في حرب النبي، ويحضونهم على مؤازرة الجيشين القادمين من مكة ونجد، فقال لهم زعماء بنوا قريظة: لقد دعوتمونا إلى نحب ونبغي، ولكنكم تعلمون أن بيننا وبين محمد مياقاً، على أن نسالمه ونوادعه لقاء أن نعيش في المدينة آمنين مطمئنين، وأنتم تدرون أن مداد ميثاقنا معه لم يجف بعد، ونحن نخشى إذا انتصر محمد في هذه الحرب أن يبطش بنا بطشة جبارة، وأن يستأصلنا من المدينة استئصالاً جزاء غدرنا به.. لكن زعماء بني النضير مازالوا يغرونهم بنقض العهد، ويزينون لهم الغدر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويؤكدون لهم بأن الدائرة ستدور عليه في هذه المرة لا محالة. يعني لا تغلطوا.
    ويشدون عزمهم بقدوم الجيشين الكبيرين، فما لبث بنو قريظة أن لانوا لهم ونقنضوا عهدهم مع رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ومزقوا الصحيفة التي بينهم وبينه وأعلنوا انضمامهم إلى الأحزاب في حربه.
    النبي الكريم حفر الخندق تجاه الجيش الغازي، أما بنو قريظة يسكنون خلفهم..
    فوقع الخبر على المسلمين وقوع الصاعقة.. حاصرت جيوش الأحزاب المدينة وقطعت عن أهلها الميرة والقوت، وشعر النبي صلوات الله عليه أنه وقع بين كيد عدوين قريش، وغطفان، وبني قريظة، وبني النضير.
    فقريش وغطفان معسكرون قبالة المسلمون من خارج المدينة وبنوا قريظة متربصون متأهبون خلف المسلمين في داخل المدينة، ثم إن المنافقين الذين في قلوبهم مرض أخذوا يكشفون عن مخبآت نفوسهم ويقولون: كان محمد يعدنا بأن نملك كنوز كسرى وقيصر وها نحن اليوم لا يأمن الواحد منا على نفسه أن يذهب إلى بيت الخلاء لقضاء حاجته. كنا بدنا نصل لقيصر وكسرى صرنا الآن بدنا نقضي حاجتنا مو قدرانين.
    ثم طفقوا ينفضون عن النبي، جماعة إثر جماعة بحجة الخوف على نسائهم وأولادهم وبيوتهم من هجمة يشنها عليهم بنوا قريظة إذا نشب القتال، حتى لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى بضع مئات من المؤمنين الصادقين.
    يعني أعتقد هذه النقطة أخطر نقطة مر بها المسلمون.
    وفي ذات ليلة من ليالي الحصار الذي دام قريباً من عشرين يوماً لجأ النبي صلوات الله عليه وسلامه إلى ربه، وجعل يدعوه دعاء المضطر، ويقول اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك..
    إذا الإنسان وقع في مأزق حرج وتقطعت به الآمال يلتجئ إلى الله عز وجل، هو في حسب الظاهر...
    والحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو أبريل 28th 2024, 05:46