السلام عليكم ورحمة الله وبركاته::
شوال 1187هـ
مفكرة الاسلام: هو السلطان السادس والعشرون في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، وفاتحة عهد الانحطاط والتراجع، وهو العهد الذي امتاز بوجود العديد من السلاطين والخلفاء الأقوياء، ولكن لم تفد قوتهم كثيرًا بسبب حصاد فترة الضعف الطويلة السابقة، ولاجتماع كلمة أوروبا على الدولة العثمانية والنهضة الصناعية التي ظهرت بأوروبا وقوت مركزها في ميزان الصراع مع العثمانيين.
تولى السلطان مصطفى الثالث الحكم بعد وفاة ابن عمه السلطان عثمان الثالث وذلك سنة 1171هـ، وكان وقت أن تولى الحكم في الثانية والأربعين، وكان على دراية واسعة بأحوال الدولة مكنته من وضع يده على موضع الخلل، إذ شعر أن مكمن الخطر وأس البلاء قادم من ناحية القوة الروسية المتنامية، فقرر إعلان الحرب عليها لتحجيم هذه القوة قبل استفحالها، واتفق مع خان القرم «كريم كراي» على مهاجمة الروس من ناحية، على أن تقوم الجيوش العثمانية بمهاجمة الروس من الجنوب، وحقق العثمانيون عدة انتصارات وذلك سنة 1182هـ، ولكن تعرض الجيش العثماني لنكبة كبيرة عندما غرق معظم الجيش العثماني أثناء اجتيازه لنهر الدينستر بالبلقان، فانتهز الروس الفرصة واحتلوا معظم أجزاء رومانيا.
وفي عهد مصطفى الثالث أخذ الروس في إثارة الفتن الطائفية داخل الدولة العثمانية بتحريض النصارى الأرثوذكس الموافقين للروس في المذهب، من أجل الثورة على حكم العثمانيين وهو ما حدث في اليونان، كما قام الروس بدعم ثورة علي بك الكبير شيخ المماليك في مصر ضد الدولة العثمانية، وهي الثورة التي كشفت ضعف الدولة العثمانية وتفككها الداخلي، بعد أن استولى علي بك الكبير على الشام ووصل لحدود الأناضول.
قضى مصطفى الثالث فترة حكمه كلها في محاربة الروس، ولم يكن عنده من الوزراء أو القادة العسكريين من يساعده في تطوير الهجوم على الروس، ورغم أنه قد حقق عدة انتصارات عليهم إلا أن المحصلة النهائية كانت لصالح الروس، وفقدت الدولة العثمانية الكثير من أراضيها لصالح الروس، ومات مصطفى الثالث مهمومًا محزونًا في 8 شوال سنة 1187هـ.
المصدر:مفكرة الإسلام
شوال 1187هـ
مفكرة الاسلام: هو السلطان السادس والعشرون في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، وفاتحة عهد الانحطاط والتراجع، وهو العهد الذي امتاز بوجود العديد من السلاطين والخلفاء الأقوياء، ولكن لم تفد قوتهم كثيرًا بسبب حصاد فترة الضعف الطويلة السابقة، ولاجتماع كلمة أوروبا على الدولة العثمانية والنهضة الصناعية التي ظهرت بأوروبا وقوت مركزها في ميزان الصراع مع العثمانيين.
تولى السلطان مصطفى الثالث الحكم بعد وفاة ابن عمه السلطان عثمان الثالث وذلك سنة 1171هـ، وكان وقت أن تولى الحكم في الثانية والأربعين، وكان على دراية واسعة بأحوال الدولة مكنته من وضع يده على موضع الخلل، إذ شعر أن مكمن الخطر وأس البلاء قادم من ناحية القوة الروسية المتنامية، فقرر إعلان الحرب عليها لتحجيم هذه القوة قبل استفحالها، واتفق مع خان القرم «كريم كراي» على مهاجمة الروس من ناحية، على أن تقوم الجيوش العثمانية بمهاجمة الروس من الجنوب، وحقق العثمانيون عدة انتصارات وذلك سنة 1182هـ، ولكن تعرض الجيش العثماني لنكبة كبيرة عندما غرق معظم الجيش العثماني أثناء اجتيازه لنهر الدينستر بالبلقان، فانتهز الروس الفرصة واحتلوا معظم أجزاء رومانيا.
وفي عهد مصطفى الثالث أخذ الروس في إثارة الفتن الطائفية داخل الدولة العثمانية بتحريض النصارى الأرثوذكس الموافقين للروس في المذهب، من أجل الثورة على حكم العثمانيين وهو ما حدث في اليونان، كما قام الروس بدعم ثورة علي بك الكبير شيخ المماليك في مصر ضد الدولة العثمانية، وهي الثورة التي كشفت ضعف الدولة العثمانية وتفككها الداخلي، بعد أن استولى علي بك الكبير على الشام ووصل لحدود الأناضول.
قضى مصطفى الثالث فترة حكمه كلها في محاربة الروس، ولم يكن عنده من الوزراء أو القادة العسكريين من يساعده في تطوير الهجوم على الروس، ورغم أنه قد حقق عدة انتصارات عليهم إلا أن المحصلة النهائية كانت لصالح الروس، وفقدت الدولة العثمانية الكثير من أراضيها لصالح الروس، ومات مصطفى الثالث مهمومًا محزونًا في 8 شوال سنة 1187هـ.
المصدر:مفكرة الإسلام